حصاد 2022| طفرة أبحاث تسهم في علاج أمراض مستعصية

نادية عبد الباري

في عام 2022 عاد قطار البحث العلمي على السير بهدوء شديد بعد جائحة «كورونا».. ما أبرز الاكتشافات الطبية؟


عام 2022 سبقه ركود عالمي من جراء جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، التي أوقفت الحياة من وجوه عدة.

ومنذ بداية العام وحتى اقترابه من الانتهاء، تحققت إنجازات علمية كبيرة بعد تدفق كبير للأبحاث العلمية في مختلف المجالات لعلاج أمراض مستعصية، منها العلاج بالخلايا الجذعية، ودواء لمرضى الألزهايمر، ومساعدة جروح مرضى السكري على الالتئام.

العلاج بالخلايا الجذعية

شهد عام 2022 طفرة في الأبحاث العلمية الخاصة بالخلايا الجذعية، التي تعد متنفسًا لمرضى السرطان بالعالم، وتعفيهم من العلاجات القياسية مثل الكيماوي والإشعاعي، وقد خرجت 3 أبحاث مهمة، تسهم في الاستعداد للمستقبل بالعلاج الخلايا الجذعية، حسب ما نشرته دورية كامبريدج كولدج.

البحث الأول قدمه أستراليون أنتجوا خلايا كخلايا المخ البشري، بهجين من الخلايا الجذعية وأجنة الفئران، لتكوين دماغ صغير يتكون من 800 ألف خلية، وبهذا نجحوا في تدريب تلك الخلايا على أن تلعب لعبة فيديو، وهو ما يعد إنجازًا بشريًّا غير مسبوق.

تخليق مخ بشري

من ناحية أخرى، نجح باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية، في زرع عدد من أنسجة المخ البشري في الفئران، لتصبح في النهاية جزءًا وظيفيًّا من أدمغة الفئران.

وقدم الباحثون أنسجة المخ البشري المزروعة في المختبر باستخدام تقنية تتيح للباحثين تحويل خلايا الجلد إلى ما يشبه الخلايا الجذعية الجنينية، التي تنمو منها جميع الخلايا الأخرى بنمو الجنين المولود حديثًا، ما سيسهم مستقبلًا في معالجة أمراض مثل التوحد والصرع والفصام والإعاقات الذهنية.

إنتاج خلايا جرثومية بدائية

البحث الثالث كان من تطوير فريق بحثي دولي ضمن مشروع “بايوريسكو” الذي دشنه معهد “لايبنتز” بألمانيا، لينجح في إنتاج خلايا جرثومية بدائية، من الخلايا الجذعية لحيوان وحيد القرن الأبيض.

وترمي تلك الخطوة إلى إنشاء بويضات وحيوانات منوية في المختبر، من أجل حماية هذا الحيوان النادر من الانقراض.

علاج لمرضى الألزهايمر

الإنجازات العلمية لم تقف عند مراحل البحث فقط، فعام 2022 شهد دخول عدد كبير من الأدوية الجديدة إلى مرحلة التفعيل والاستخدام، بعد اجتياز التجارب السريرية، ومن أهمها دواء “ليكانيماب” الذي أنتجته شركتا “إيساي” اليابانية و”بيوجن” الأمريكية، لمعالجة مرض الألزهايمر الذي كان مستعصيًا لعقود.

وأجرت الشركتان تجارب سريرية لمدة 18 شهرًا بمساعدة ألف و795 متطوعًا يعانون مرض الألزهايمر في مراحله المبكرة. ونشر الباحثون نتائج الدراسة في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية، التي أوضحت أن “ليكانيماب” تمكن من إبطاء تدمير الألزهايمر للدماغ بـ27%.

ويعمل العقار على مهاجمة بروتين “بيتا أميلويد” الذي ينمو ويتكاثر في أدمغة المصابين بالمرض. ومن المفترض أن يبدأ إنتاج العلاج بعد موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة، لتقرر قريبًا ما إذا كان من الممكن الموافقة على استخدام الدواء على نطاق واسع.

معالجة اضطراب الأمعاء بالبكتيريا

شهد العام 2022 ابتكار دواء “ريبيوتا” ليكون الأول في العالم في معالجة اضطراب الأمعاء باستخدام البكتيريا، بعدما وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في نوفمبر.

ويتناول المريض جرعة واحدة من “ريبيوتا” ليمنح معدته كميات من بكتيريا “المطثية العسيرة” المنتجة للسموم، التي تسهم في إعادة التوازن الطبيعي في الجهاز الهضمي للشخص المصاب.

علاج هشاشة العظام فمويًّا

أنتج عدد من الباحثين من جامعة كاليفورنيا الأمريكية المركب (SK-124) الفعال في علاج هشاشة العظام، وتناوله المريض فمويًّا بدلًا من الحقن الشائع استخدامها. وهو حتى الآن في طور التجريب، حسب نشرة “سي إن إن” العلمية.

download 51

وأسهم فيروس كورونا في اكتشاف عظيم بمجال علاج السرطان، فبعد استخدام البروتين الشوكي الشهير بـ”سبايك” في معالجة كورونا، أصبح متاحًا لمعالجة أخطر أنواع السرطانات، وهو سرطان الرئة، وفقا للباحث أستاذ الكيمياء الحيوية وعلم الأدوية بجامعة راش الأمريكية «كاليبادا باهان».

هذه التقنية أسهمت في إمكانية العلاج داخل عيادة سرطان الرئة، ولكنه ما زال في طور التجريب.

تنشيط الخلايا المناعية وغير المناعية

تمكن عدد من باحثي جامعة نوتنجهام البريطانية من تطوير نوع “البوليمر”، يمكنه تنشيط الخلايا المناعية وغير المناعية للمساعدة في التئام جروح مرض السكري.

ومن الشائع عدم التئام جروح مرضى السكري بسهولة، ويصل الأمر إلى الاضطرار إلى بتر أطراف العديد من المرضى. وقد أعلن الباحثون هذا الإنجاز في دورية “أدفانسيد ماتريالز”.

أطلس لعلاج الأمراض الجينية

بعد معرفة أن طريق علاج الأمراض المتوطنة والوراثية يبدأ من العلاج الجيني، فكر فريق بحثي مؤلف من 160 باحثًا من أنحاء العالم، في تدشين أطلس رقمي ضخم، يضم خرائط تمثل التكوين الجيني لنحو نصف مليون خلية، يعود مصدرها إلى 24 عضوًا ونسيجًا بشريًّا، من الرئتين والقلب والجلد.

ويمكن لهذا الأطلس الصادر في مايو 2022، أن يساعد العالم في إنتاج علاجات للأمراض المستقبلية. واعتمد المشروع على أنسجة متعددة من متبرعين من أنحاء العالم، وهو أول مشروع يحتوي على صور تشريحية للأنسجة، ما يزيد من المعرفة بصحة الإنسان، والأمراض التي تصيبه.

ربما يعجبك أيضا