حصاد 2022| نتائج صادمة للحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية

أحمد ليثي
الانتخابات-النصفية

يتنافس الديمقراطيون في مناطق قليلة للغاية لتأسيس أغلبية دائمة في الكونجرس، في حين تظهر استطلاعات الرأي سيطرة الجمهوريين على المناطق الريفية والضواحي.


جاءت نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية، التي جرت يوم 8 نوفمبر 2022، مخالفة لاستطلاعات الرأي، التي توقعت سيطرة كبيرة للحزب الجمهوري على الكونجرس.

وفاز الحزب الجمهوري بأغلبية بسيطة في مجلس النواب الأمريكي، بتأمين 218 مقعدًا من أصل 435، حسب تقديرات نشرتها شبكة “سي بي إس نيوز“، في ظل مشهد سياسي شديد الاستقطاب.

لا توجد أغلبية مطلقة

لم ينجح أي رئيس أمريكي في السيطرة على الكونجرس خلال فترة الانتخابات النصفية، منذ عهد جيمي كارتر، باستثناء جورج بوش الابن، الذي فاز حزبه (الحزب الجمهوري) بأغلبية في الانتخابات التي انعقدت بعد عام واحد من هجمات 11 سبتمبر 2001.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، جاري جاكوبسن، فشل أي من الحزبين في السيطرة على الكونجرس، لأن الانتخابات شديدة الاستقطاب، وشعبية الحزبين في الشارع متقاربة، وفق ما أورده تقرير “سي بي إس نيوز”.

الانتخابات-النصفية-جلادستون

الانتخابات النصفية

اضطرابات غير مسبوقة

أشار تقرير نشرته  شبكة “سي إن إن” الأمريكية، يوم  6 نوفمبر، أن الديمقراطيون يتنافسون في مناطق قليلة للغاية، لتأسيس أغلبية دائمة في الكونجرس، في حين تظهر استطلاعات الرأي سيطرة الجمهوريين على المناطق الريفية والضواحي.

ونوه بأن السيناريوهات، التي وضعها كلا الجانبين، تجعل من الصعب تخيل تداعيات هادئة لانتخابات تشهد استقطابات حادة، خاصة إذا كانت النتائج فوضوية بعض الشيء، مع الاعتبار أن الانتخابات بدأت باضطرابات غير مسبوقة.

أحداث جسيمة

وفق تقرير “إيه بي سي نيوز”، شهدت الأشهر التي سبقت الانتخابات أحداث عدة، منها عودة وباء كورونا إلى الواجهة، وارتفاع التضخم، وصدور حكم المحكمة العليا بإنهاء الحق الدستوري في الإجهاض، إلى جانب أزمات تدفق المهاجرين على الحدود، والمخاوف بشأن الجريمة، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الوقت نفسه، لم تتوصل لجنة “6 يناير”، المسؤولة عن التحقيق في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في العام الماضي إلى شيء، ولم يؤدِّ الهجوم العنيف على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، في منزلهما، إلى شيء، خاصة بعدما تبين أنه كان من المفترض اختطاف نانسي نفسها، حسب التقرير.

الانتخابات النصفية

الانتخابات النصفية

توسيع خريطة الحزب

يقول تقرير “سي إن إن” إن خبراء استراتيجيون تابعون للحزب الديمقراطي يخططون لتوسيع خريطة الحزب في مجلس الشيوخ، من خلال إيجاد طرائق لجذب المزيد من الناخبين غير الجامعيين وغير الحضريين.

وتتضمن قائمة الأهداف المحتملة أماكن مثل أوهايو وأيوا وفلوريدا، التي شدهت تنافس الديمقراطيين بنحو أكثر فاعلية في الآونة الأخيرة، كما كانت الحال في عهد الرئيس باراك أوباما. لكن إعادة بناء القدرة التنافسية للحزب في هذه المناطق قد تستغرق سنوات، وقد تتطلب تغييرًا كبيرًا في موقعه ورسالته.

طريق ثالث

أشار نائب الرئيس التنفيذي للسياسة في مجموعة “الطريق الثالث” بالحزب الديمقراطي، جيم كيسلر، إلى أن التحالف الحديث للحزب، المكون من الشباب والأقليات العرقية والبيض الجامعيين، أتى ثماره عند المنافسة على الرئاسة، لكنه عندما يتعلق الأمر بالفوز بعدد كافٍ من مقاعد مجلس الشيوخ، فإنه غير فعّال.

وتعلق “سي إن إن” في تقريرها بأن الانتخابات الحالية قد تعيد التحدي الديموجرافي الثاني للديمقراطيين، فاستطلاعات الرأي تفيد بأن الشباب من الفئات الأكثر تصويتًا للحزب الديمقراطي، لكن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات عادة ما تكون منخفضة، أمام كبار السن الذين يصوت معظمهم للحزب الجمهوري.

تهديدات أمنية

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نشرته 3 أكتوبر 2022، أن مسؤولين أمريكيين حذروا من اتساع حجم ونطاق التهديدات الأمنية في البلاد، التي كان أبرزها شن هجمات سيبرانية أجنبية، وحملات تضليل، وتعنيف موظفي الانتخابات جسديًّا.

ونقل التقرير وجود اتساق بين تحديات عديدة تواجهها الولايات المتحدة، قبل الانتخابات التي أُجريت في 8 نوفمبر الماضي، وبين طبيعة التهديدات الأمنية المعهودة، خلال الانتخابات الرئاسية أو النصفية، وقال المسؤولون، الذين لم تسمهم الصحيفة، إن إدارة الرئيس جو بايدن لم ترصد، حتى الآن، هجمات سيبرانية تستهدف أنظمة الانتخابات.

ونوّه مسؤولون من وكالات فيدرالية أمريكية بأن تنوع القضايا، إلى جانب الارتفاع الحاد في التهديدات الجسدية المبلغ عنها، يشكل خطرًا متزايدًا على سلمية الانتخابات النصفية، وثقة الجمهور في نتائج التصويت. وقال وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، في إفادة صحفية، إن الوزارة تركز على نحو كثيف للغاية على أمن الانتخابات النصفية المقبلة.

أوكرانيا قلقة

بعد أسابيع من انتهاء انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، توجه وفد من أعضاء الكونجرس إلى مؤتمر أمني في كندا، بعد تزايد مخاوف كييف وأوروبا بشأن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، بعد انتصار الجمهوريين المحدود في مجلس النواب.

وحسب تقرير لمجلة “فورين بوليسي“، شكك عدد قليل من الجمهوريين في دعم أوكرانيا، قبل الانتخابات، وسعى بعضهم لعرقلة المساعدات الأمريكية من الأسلحة، لكن المشرعين الآخرين يقاومون هذه الرواية، ويصرون على أنها لا تمثل وجهة نظر الغالبية العظمى من أعضاء الكونجرس.

التزام تام تجاه أوكرانيا

قال مسؤول أوروبي كبير لـ”فورين بوليسي”، مشترطًا عدم الكشف عن هويته: “أوصل الوفد رسالة مفادها أن التحالف مع أوروبا أولوية للولايات المتحدة، وأنهم لن يتخلوا عن أوكرانيا، وشددوا على التزامهم بذلك”.

واستدرك المسؤول: “لا نزال نعاني من فترة ترامب، وشعاره الذي انتشر (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، خاصة أننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد عامين في انتخابات الرئاسة، وما إذا كان (ترامب) سيرشح نفسه أم لا.. حينها يمكن للتحالف الذي يشكله ترامب أن يتخلى عن دعم أوكرانيا”.

تمويل طارئ

حسب التقرير، طلب الرئيس بايدن، في بداية ديسمبر، من الكونجرس تمويلًا طارئًا بقيمة 37 مليار دولار لصالح أوكرانيا، منها مساعدات عسكرية وإنسانية، وهو ضخ نقدي ضخم جاء بعد أن أحرزت القوات الأوكرانية سلسلة من الانتصارات الكبيرة ضد الجيش الروسي، واستعادت مدينة خيرسون الساحلية الرئيسة.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في حديثه بمؤتمر “هاليفاكس”، إن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا حيوي للأمن عبر المحيط الأطلنطي، وصحة الاقتصاد الأمريكي، لأن أوروبا من أكبر وأهم الشركاء التجاريين. وأشار إلى أن أي أزمة أمنية ضخمة في أوروبا تؤثر في الأمريكيين العاديين.

ربما يعجبك أيضا