حصاد 2023| محطات بارزة للذكاء الاصطناعي خلال العام

محمد النحاس

ما أبرز محطات الذكاء الاصطناعي خلال العام 2023؟


رغم إطلاق شات جي بي تي (ChatGPT) نوفمبر 2022، إلا أن عام 2023 كان وبلا شك العام الذي استحوذ فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأذهان.

وفي مايو 2023 بعد نحو 6 أشهر من إطلاق شات جي بي تي، حذر كوكبة من الرؤساء التنفيذيين لشركات الذكاء الاصطناعي والخبراء في بيان مشترك نُشر على الصفحة الإلكترونية لمركز أمان الذكاء الاصطناعي من أنه قد يكون له تبعات خطيرة بما في ذلك أن “يقود إلى انقراض البشر”.

مخاوف من المخاطر المحتملة

أيد البيان الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” الصانعة لروبوت الدردشة “تشات جي بي تي” سام ألتمان، والرئيس التنفيذي لشركة “جوجل ديبمايند”، ديميس هاسابيس، وداريو أمودي، من شركة “أنثروبيك”. وقال البيان الذي أثار ضجة وتناقلته وسائل الإعلام آنذاك إن “التخفيف من خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي، يجب أن يحتل أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية”.

ومع نمو شات جي بي تي الكبير مطلع 2023، بدأ المنافسون يسارعون من أجل اللحاق بالركب، وخشت جوجل من أن يؤثر البرنامج الذي أثار ضجة كبيرة، على عمليات البحث الخاصة بها وعلى الإعلانات المدفوعة، التي تمثل مصدر مدرًا للربح.

ولذلك أعلنت جوجل في فبراير 2023، إطلاق روبوت الذكاء الاصطناعي Bard (بارد) والذي يعمل من خلال طرح الأسئلة عليه وإجابته عليها في اللحظة، بوفرة وبكل سهولة ودقة، لتلحق بها شركة مايكروسوفت بإطلاق Bing Chat.

تبعات تسرع جوجل ومايكروسوفت

تلك السرعة في إصدار جوجل ومايكروسوفت، للنماذج الخاصة بها أتت بنتيجة عكسية، خاصةً بالنسبة Bing Chat الذي مارس ما صار يُعرف باسم “الهلوسة” إذا اختلق أشياء لم تحدث، وأبدى رغبته -إذا جاز التعبير- في أن يتحوّل إلى بشر، أما Google Bard فقد كان أداءه أفضل من هذا المستوى رغم أنه وقع في أخطاء أيضًا.

وقد أظهرت ردود الفعل السريعة للشركات المنافسة لـ أوبن إيه إي، وبرنامجها الواعد شات جي بي  تي، مقدار احتمال ميل الذكاء الاصطناعي للمعلومات المضللة.

تطور جديد

وفي مارس، دشنت أوبن إيه آي نموذج شات جي بي تي-4″في نسخة محسنة، وقالت الشركة  في حدث الإطلاق الذي كان مخصصًا للمبرمجين ومستخدمي واجهة التطبيقات (API) الخاصة بها، إنه أحدث تقنياتها “متعددة الوسائط”، ويعني ذلك دخول الصور في عملية تخليق المحتوى في تطور لافت.

وفي مارس أيضًا دعت بيان مشترك من قبل أبرز قادة التكنولوجيا “جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف فورًا لمدة ستة أشهر على الأقل عن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأقوى من GPT-4” لإعطاء الوقت للمجتمع ككل لتقييم المخاطر.

وبخلاف ذلك، فإن الدفع على نطاق واسع نحو الذكاء الاصطناعي يمكن أن “يفرض مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية”، بما في ذلك التدمير المحتمل للوظائف، وتقادم الحياة البشرية، و”فقدان السيطرة على حضارتنا”.

إضراب في هوليود

شعر عدد كبير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد بشأنه. على سبيل المثال، زعم تقرير أنه قد يصل إلى إمكانية تدمير 300 مليون وظيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي إذا لم يتم التحقق من تطويره. وقد دفع هذا النوع من القلق كتاب هوليوود إلى الإضراب عن المخاوف من أن يستبدلهم رؤساء الاستوديوهات في نهاية المطاف بالذكاء الاصطناعي.

أضرب اتحاد الكتاب – رابطة الكتاب الأمريكية (WGA) – لمدة خمسة أشهر تقريبًا بسبب هذه القضية، بدءً من شهر مايو وانتهى في سبتمبر، وفي النهاية حصل على امتيازات كبيرة من الاستوديوهات. وتضمنت هذه الأحكام عدم استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة المواد أو إعادة كتابتها، وعدم إمكانية استخدام محتوى الكتّاب لتدريب الذكاء الاصطناعي، وغير ذلك الكثير. لقد كان هذا انتصارًا كبيرًا للعمال المتأثرين، ولكن نظرًا للكيفية التي يستمر بها تطوير الذكاء الاصطناعي على قدم وساق، فمن المحتمل ألا يكون هذا هو الصدام الأخير بين الذكاء الاصطناعي والأشخاص الذين يؤثر عليهم.

أزمة سام ألتمان

وفي نوفمبر أقيل سام ألتمان، الوجه البارز في سيليكون فالي، من منصبه كرئيس لشركة “أوبن إيه آي” التي أطلقت منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي “تشات جي بي تي” قبل عام، بعد انتقاده من مجلس الإدارة بأنه لم يكن “صريحا” معه.

وسرعان ما التقفت مايكروسوفت ألتمان، وأثار الحادث ضجة كبيرة في سيليكون فالي، وفي الشركة، إذ هدد معظم الموظفين بالاستقالة إذا لم يعد لمنصبه، ليقرر مجلس الإدارة إعادته بعد أيام معدودة.

قمة خاصة بالذكاء الاصطناعي

في نوفمبر أيضًا، اجتمع قادة سياسيون ومسؤولون في شركات التكنولوجيا العملاقة وخبراء في الذكاء الاصطناعي الأربعاء في المملكة المتحدة في انطلاق القمة العالمية الأولى حول المخاطر المترتبة عن التطور المتسارع لهذه التقنية الثورية.

ووقّعت الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ونحو عشرين دولة في بريطانيا إعلان بليتشلي من أجل تطوير “آمن” للذكاء الاصطناعي، خلال القمة الدولية الأولى حول التطور السريع لهذه التكنولوجيا.

ترحيب بريطاني

رحب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عبر شبكة إكس بهذا الإعلان قائلًا: إن “هذا الإعلان التاريخي يمثل بداية جهد عالمي جديد لبناء ثقة الجمهور في الذكاء الاصطناعي من خلال ضمان سلامته”. واتفق الاتحاد الأوروبي و28 دولة اجتمع ممثلون عنها في بليتشلي بارك في شمال العاصمة البريطانية لندن، على “الحاجة الملحة إلى فهم وإدارة المخاطر المحتملة” للذكاء الاصطناعي بشكل جماعي من خلال “جهد عالمي جديد لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة آمنة ومسؤولة”.

وأثارت موجة من الصور والمقاطع المرئية المزيفة، والمطورة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي مخاوف من سوء الاستخدام وما لذلك من تبعات، لذلك أعلنت ميتا، مالكة فيسبوك، أنها ستمنع المعلنين السياسيين من استخدام منتجاتها الإعلانية الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بغية إعاقة وصول الحملات إلى أدوات قد تسهم في انتشار المعلومات المضللة حول الأحداث السياسية والمجريات الانتخابية.

الذكاء الاصطناعي المتمركز حول الإنسان

في ديسمبر، أفرجت جوجل  عن نموذج جديد في الذكاء الاصطناعي التوليدي تحت اسم(Gemini). وبحسب الرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي، فإن العالم مع هذا النموذج على موعد مع “الولوج إلى عصر جديد من الذكاء الاصطناعي فائق القدرات”، هذا الإطلاق يأتي بعدما قال نقاد إنه تأخر لجوجل في سباق الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف من تكرار إخفاقات نموذج (Bard).

تعتقد نسبة متزايدة من قادة الأعمال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أن التكنولوجيا حلت محل الموظفين في عام 2023، وفقًا لاستطلاع أجرته “ResumeBuilder”، على 750 من قادة الأعمال. بينما، أفاد 44% أنه سيكون هناك تسريح للعمال في عام 2024 نتيجة كفاءة الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لتقرير “Asana” حول حالة الذكاء الاصطناعي في العمل 2023، يقول الموظفون إن 29% من مهام عملهم يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن “أسانا” من المؤيدين لما تسميه “الذكاء الاصطناعي المتمركز حول الإنسان”، والذي يسعى إلى تعزيز القدرات البشرية والتعاون، وليس استبدال الأشخاص بشكل مباشر.

ربما يعجبك أيضا