حصاد2022|بعد تسجيلها أسوأ أداء في 14 عامًا.. ماذا ينتظر الأسهم الأمريكية خلال 2023؟

ولاء عدلان

حذر "مورجان ستانلي" من أن اضطرابات سوق الأسهم الأمريكية لم تنته خلال 2023، وسط تصاعد مخاوف الركود محليًّا وعالميًّا.


ودعت الأسهم الأمريكية العام 2022، بخسائر لم تشهدها منذ 14 عامًا، مع نهاية دراماتيكية لعصر الأموال الرخيصة، ومخاوف متصاعدة من خطر الركود.

وتتوقع الأسواق، الآن، أن يواصل البنك المركزي الأمريكي، خلال الأشهر المقبلة، رفع أسعار الفائدة، لتتجاوز مستويات الـ5%، ما يعني مزيدًا من الألم لأسواق الأسهم.. لكن هل يكون العام الجديد 2023 بنفس الدرجة من السوء؟

معركة التضخم تهدد تعافي الأسهم

شدد رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، جيروم باول، في خطاب يوم أمس الثلاثاء 10 يناير 2023، على ضرورة أن يتمتع “المركزي” باستقلال تام في معركته ضد التضخم المتسارع، ليتخذ قرارات صعبة قد لا تحظى بالشعبية من الناحية السياسية، لكنها تفضي لاستعادة استقرار الأسعار.

وتجنب باول، في خطابه، الحديث عن سياسة معدلات الفائدة، إلا أن حديثه حمل تلميحات لزيادات جديدة على مدار العام الحالي، ما يعني أن البنك سيواصل معركته ضد التضخم، مضحيًا بالنمو الاقتصادي، رغم توقعات بتباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، وسقوطه في فخ الركود، خلال النصف الأول من العام.

نصف عام سيكون الأصعب

حذر مورجان ستانلي، في مذكرة يوم الاثنين الماضي، من أن اضطرابات سوق الأسهم الأمريكية لن تنته خلال 2023، بفعل تصاعد مخاوف الركود محليًّا وعالميًّا، وتراجع معنويات المستثمرين، وتسعير السوق وفقًا لتوقعات قرارت رفع الفائدة الأمريكية، فضلًا عن توقعات تراجع أرباح الشركات، بضغط من استمرار ارتفاع الأجور وتكاليف خدمة الديون وأسعار الطاقة.

وتوقع “بنك أوف أمريكا”، في مذكرة حديثة، أن تواجه الأسهم الأمريكية مسارًا صعبَا، خلال النصف الأول من 2023، بضغط من استمرار رفع الفائدة وقوة الدولار، وأن تختبر المؤشرات أدنى مستوياتها، خلال النصف الأول، على أن يتحسن الأداء في النصف الثاني، ليصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي إلى 4 آلاف نقطة، بنهاية العام.

واشترط البنك الأمريكي لحدوث هذا السيناريو أن يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي المتوقع، خلال الربعين الأول والثاني، والتراجع المحتمل لمعدلات التضخم، وارتفاع معدلات البطالة إلى دفع “الفيدرالي” خلال النصف الثاني من 2023 باتجاه تهدأة وتيرة رفع الفائدة، ما يعزز أداء الأسهم.

sp 500

حركة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الأمريكي منذ العام الماضي وحتى 10 يناير 2023

قيعان جديدة تنتظر «وول ستريت»

توقع بنك “بي إن بي باريبا” الفرنسي أن تهبط أسهم “وول ستريت” إلى قيعان جديدة خلال 2023، وسط توقعات بمزيد من الضغط على أرباح الشركات، في حين حذر “مورجان ستانلي” من احتمالات هبوط “ستاندرد آند بورز 500″، هذا العام، بنحو 22% باتجاه مستوى 3 آلاف نقطة.

واعتبر البنك الاستثماري الأمريكي أن توقعات تحرك المؤشر، الذي يضم أكبر 500 سهم في “وول ستريت” بين مستويات 3 آلاف و500 إلى 3 آلاف و600 نقطة، مرتفعة للغاية في ظل توقعات الركود المعتدل.

وتتفق مجموعة “كومريكا ويلث مانجمنت” مع هذه النظرة، لكنها تتوقع التراجع باتجاه مستوى 3 آلاف، حال تدهورت الظروف العالمية أكثر، في ما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية وحدوث ركود أعمق في الاقتصادات الكبرى.

توقعات متفائلة

حال صحت التوقعات بنجاح الاقتصاد الأمريكي في تجاوز سيناريو الركود، أو تحقيق ركود معتدل، تتوقع “كومريكا ويلث مانجمنت” أن ينهي “أس آند بي  500” العام عند 4 آلاف و200 نقطة، في حين توقع المحلل لدى شركة الاستشارات المالية “فوندسترات”، توم لي، في مقابلة مع “سي إن بي سي”، أن يقفز المؤشر نفسه على مدار العام بنحو 20% وأكثر.

وقال توم لي، قد نرى المؤشر عند 4 آلاف و585 نقطة، فنحن نرجح أن يتحرك التضخم بالقرب من مستهدف بنك الاحتياط (2%)، خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يدعم سوق الأسهم، ويدفع البنك باتجاه تغير سياسته، وربما التوقف عن رفع الفائدة في وقت أقرب هذا العام.

السندات في وضع أفضل

يتوقع “بنك أوف أمريكا” أن يكون أداء السندات أفضل وأكثر جاذبية من الأسهم، خلال النصف الأول من 2023، ويصفها “باركليز” بأنها بديل منخفض المخاطرة، في ظل تحرك أسعار الفائدة أعلى 4.5%، وفق بلومبرج.

واتفقت معهما شركة “أكسا إنفستمنت” لإدارة الأصول، عندما أشارت، في ديسمبر الماضي، إلى تحسن عوائد السندات هذا العام، مقارنة بأداء الأسهم، في حين يرى موجان ستانلي أن 2023 سيكون أفضل بالنسبة للسندات عالية الجودة، وقد تكون أكبر الرابحين، بعد أن سجلت خسائر بأكثر من 10% في 2022، حال صحت التوقعات بتراجع التضخم وهدوء وتوقف موجة التشديد النقدي.

322068565 940137444034833 2966750589165606583 n

أداء السندات الأمريكية

توصيات

أوصت شركة “شرودرز” البريطانية للاستثمار، في ديسمبر الماضي، المستثمرين بالتركيز على أسهم الشركات ذات هوامش الربح المرتفعة، والرافعة المالية المنخفضة، على اعتبارها أفضل، وقد تدر أرباحًا حتى في البيئات الصعبة المعرضة للركود، في حين توقعت “ولز فارجو” الأمريكية للاستثمار أن تبدي الأسهم الأمريكية أداءً أفضل من نظيرتها الدولية.

مطلع ديسمبر، قالت “أموندي” الفرنسية لإدارة الأصول، في مذكرة: “نظرًا لتباطؤ النمو العالمي، وتراجع أرباح الشركات المتوقع في 2023، يجب أن يتخذ المستثمرون موقفًا دفاعيًّا، مع الاستعداد لاستغلال أية فرصة قد تظهرها الأسواق”.

وأمام ضبابية تحركات أسعار الفائدة المستقبلية، يوصي غالبية المستشارين والمحليين بالأسهم الدفاعية في قطاعات مثل البتروكيماويات والرعاية الصحية والخدمات والسلع الاستهلاكية، وبالاحتفاظ بمزيد من السندات قصيرة ومتوسطة الأجل، إلى جانب الأسهم في محافظهم الاستثمارية، 60% للأسهم، و40% للسندات، لخفض مخاطر الاستثمار، وفق “بلومبرج” و”سي إن بي سي”.

ربما يعجبك أيضا