حظر الغرب لاستيراد النفط الروسي.. هل بدأت معركة “تكسير العظام”؟

ولاء عدلان

نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز: إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2030 أو قبله لن يكون سهلًا.


أعلنت المملكة المتحدة، أمس الثلاثاء، خطة للتخلص التدريجي من وارداتها من النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري.

الخطة البريطانية جاءت بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، حظر استيراد النفط والغاز والفحم من روسيا، وتعهد الاتحاد الأوروبي بوضع خطة لتقليص وارداته من الغاز الروسي بنحو الثلثين بنهاية 2022، في محاولة لتوحيد جهود زيادة الضغط على روسيا لوقف العملية العسكرية في أوكرانيا.

حظر تدريجي للنفط الروسي

رئيس الوزراء بوريس جونسون قال في بيان، أمس الثلاثاء، إن بلاده ستقلص تدريجيًا اعتمادها على واردات النفط الروسي على مدار 2022 في ضربة اقتصادية جديدة لنظام الرئيس فلاديمير بوتين، مضيفًا أن التخلص التدريجي سيوفر وقتًا كافيًا للشركات لإيجاد بدائل للنفط الروسي وضمان حماية المستهلكين.

وبين وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ، أنه يجب على الشركات استخدام هذا العام لضمان انتقال سلس حتى لا يتأثر المستهلكون، متابعًا: “سنواصل دعم الشعب الأوكراني في مواجهته مع روسيا، بناءً على عقوباتنا الحالية التي تشل بالفعل آلة بوتين الحربية”، منوهًا بأنه يبحث حاليًا خيارات إنهاء واردات بريطانيا من الغاز الروسي المقدرة بنحو 4% من إجمالي الطلب البريطاني.

ضربة قوية لـ”بوتين”

القرار البريطاني جاء عقب إعلان واشنطن حظر واردات الطاقة الروسية، وقال الرئيس الأمريكي في خطاب من البيت الأبيض: “الولايات المتحدة تستهدف الشريان الرئيسي للاقتصاد الروسي، فالنفط الروسي لن يكون مقبولًا بعد الآن في الموانئ الأمريكية، وسيوجه شعبنا بهذه الخطوة ضربة قوية لآلة بوتين الحربية”، وفقًا لصنداي مورنينج هيرالد.

وتابع: “نتوقع ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا وداخل بلادنا بعد القرار لكن هذا هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل الدفاع عن الحرية”، متعهدًا بفعل كل ما في وسعه لتقليل التأثير على المستهلكين الأمريكيين، مطالبًا شركات الطاقة بعدم استغلال القرار بالمبالغة في زيادة الأسعار، والعمل على زيادة الإنتاج محليًا للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار في محطات الوقود، بحسب بلومبرج.

أوروبا تخطط لإنهاء الاعتماد على روسيا

المفوضية الأوروبية أعلنت أيضًا، أمس الثلاثاء، خططًا لخفض اعتماد دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، وإنهاء اعتمادها على الإمدادات الروسية من الوقود الأحفوري قبل عام 2030 بوقت طويل.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها ستتحول إلى إمدادات بديلة وتوسع نطاق الطاقة النظيفة في وقت أسرع، بهدف جعل أوروبا مستقلة عن الوقود الأحفوري الروسي قبل 2030، وفقًا لرويترز وبي بي سي.

خنق الاقتصاد الروسي

تضاف خطوة حظر استيراد واردات الطاقة الروسية من أمريكا وبريطانيا إلى قائمة طويلة من العقوبات الغربية على موسكو منذ العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وكان أبرزها تجميد أصول البنك المركزي الروسي وعزل روسيا عن الأسواق العالمية، ما دفع عددًا من الشركات العالمية إلى تعليق نشاطها ووقف استثماراتها الجديدة في السوق الروسية، بحسب بي بي سي.

الهدف الغربي من حظر واردات الطاقة الروسية هو زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن روسيا ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في العالم بعد السعودية وأمريكا، وثاني أكبر دولة مصدرة للنفط بعد السعودية وثاني أكبر دولة منتجة للغاز بعد أمريكا، ويشكل قطاع النفط والغاز مصدرًا لنحو 36% من إيرادات ميزانية الحكومة و44% من حجم الصادرات الروسية.

التحرر من إمدادات الطاقة الروسية ليس سهلًا

نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز، قال: “إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2030 أو قبله لن يكون سهلًا، لكني مقتنع أنه حتى لو كان صعبًا للغاية، فإنه شيء نحتاج إلى فعله، لأنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمننا”.

خلال العام الماضي 2021، اعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا للحصول على 45% من احتياجاته من الغاز ونحو25% من النفط الخام، وتشكل روسيا مصدرًا لأقل من 10% من واردات الطاقة الأمريكية، ومصدرًا لنحو 8% من واردات بريطانيا من النفط ونحو 4% من الغاز، نقلًا عن صنداي مورنينج هيرالد، وبي بي سي.

روسيا تحذر

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في 7 مارس الحالي، إن التخلي عن النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوق العالمية، وقد يصل سعر البرميل إلى 300 دولار إن لم يكن أكثر، مضيفًا أنه من المستحيل استبدال نفط روسيا في السوق الأوروبية بسرعة، وأن الأمر سيستغرق أكثر من عام، وأنه يحق لروسيا حظر تدفق الغاز لأوروبا، لكنها  لم تفعل حتى الآن.

وخلال تعاملات اليوم الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.27% إلى 130.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:20 بتوقيت جرينتش، وصعدت العقود الآجلة لخام تكساس الأمريكي 1.89% إلى 126.04 دولار للبرميل، بعد ارتفاعهما أمس بـ3.9% و3.6% على الترتيب، بفعل مخاوف تراجع مستويات العرض بالسوق بعد الحظر الأمريكي، وفقًا لسي إن بي سي.

وفي أمريكا سجلت أسعار البنزين، أمس الثلاثاء، أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 4.17 دولار للجالون الواحد، وسجل متوسط ​​سعر لتر البنزين في بريطانيا مستوى تاريخيا عند 153 بنسًا، وفقًا بلومبرج والجارديان.

ربما يعجبك أيضا