حفتر يعلن آخر فرصة.. تسليم أبوعجيلة لواشنطن يزيد المشهد تأزمًا

إسراء عبدالمطلب
حفتر..

يزداد المشهد السياسي تعقدًا في ليبيا مع احتفالها بذكرى الاستقلال 71، ليخرج حفتر عن صمته ويعطي آخر فرصة.


أعلن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، أول من أمس السبت 24 ديسمبر 2022، آخر فرصة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقال حفتر، في كلمته ببنغازي في الذكرى 71 لاستقلال ليبيا، إن القوات المسلحة مدعومة بإرادة الشعب الليبي، مذكرًا بدورها في محاربة الإرهاب، وفقًا لصحيفة “إندبندنت عربية“.

حفتر

حفتر

خط أحمر

أضاف قائد الجيش الوطني الليبي أن بعد 8 سنوات من إطلاقه عملية الكرامة، التي تهدف إلى تطهير ليبيا من الإرهاب، وانضمام قيادات عسكرية وكتائب مسلحة طوعًا وإيمانًا بدعوته، لا يمكن للشعب الليبي أن يظل صامتًا على ما يحدث من إساءة إلى الليبيين، في ظل وجود الأطراف السياسية التي عرقلت الانتخابات.

ودعا حفتر بعثة الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها لحل الأزمة الليبية، ورد على ما أثير في وسائل الإعلام المحلية بشأن تحرك أطراف لأجل الانفصال، قائلًا إن وحدة ليبيا خط أحمر، والجيش الليبي لن يسمح بالتعدي على الوحدة.

حوار ليبي ليبي

أضاف حفتر، خلال كلمته، أننا نترحم على آبائنا وأجدادنا الذين أسسوا الدولة الليبية، داعيًا إلى التسامح ونبذ العنف وتغيير الخطاب الإعلامي والديني، لتوحيد صفوف الأمة الليبية، وحث كل مدن ومناطق الغرب الليبي على الانخراط في حوار “ليبي ليبي”، للم شمل الشعب.

وشدد حفتر على ضرورة توزيع عائدات النفط توزيعًا عادلًا دون تهميش، ورأى أن الليبيين وحدهم قادرون على حل مشكلاتهم، والوصول إلى دولة ليبية واحدة موحدة.

دعوات دولية لانتخابات ليبية

حسب بوابة “الوسط” الليبية، ناشد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، عبدالله باتيلي، القادة السياسيين بالتفكر في الصورة التي سيذكرهم بها التاريخ، في بيانه لذكرى استقلال ليبيا، وحث القادة على أن يكونوا قوة دافعة لحل الأزمة الليبية، من خلال حل مبني على توافق وطني.

وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في رسالة إلى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، على التزامه بمساعدة ليبيا على تحقيق مستقبل مستقر وديمقراطي ومزدهر لمواطنيها، وثمّن جهود المجلس الرئاسي في الدعوة إلى المصالحة الوطنية، متطلعًا إلى الانخراط في هذا المشروع المهم.

إرجاع السيادة الوطنية

شددت رئيسة اليونان، كاترينا ساكيلاروبولو، في برقية إلى رئيس المجلس الرئاسي، استمرار بلادها في دعم مسيرة ليبيا نحو تحقيق الاستقرار السياسي والازدهار في البلاد، وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبدالحميد الدبيبة، في ذكرى استقلال ليبيا: “إنما الدنيا كفاح للوطن”، في تغريدة له عبر “تويتر”.

وحسب تقرير آخر لبوابة “الوسط” الليبية، دعا رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبية إلى تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحدة، تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرجاع السيادة الوطنية.

موعد الانتخابات الليبية

قال باشاغا، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، أول من أمس السبت، إنه “بكل معاني الفخر والاعتزاز نستذكر مسيرة حافلة بالنضال والعطاء والتضحيات، التي ستظل دائمًا منارة للأجيال وفخرًا وطنيًّا لا ينسى، فكل التهاني لأبناء الشعب الليبي بهذه المناسبة”.

وناشد باشاغا جميع الليبيين ليحذوا حذو الآباء المؤسسين في إعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، وتجاوز الخلافات والانطلاق نحو المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة الحديثة، ونفى الدبيبة وجود أي خلاف شخصي بينه وبين باشاغا، وقال إن الانتخابات ستكون بعد إقرار القاعدة الدستورية.

مجلس الأمن الدولي

يؤيد مجلس الأمن الدولي خطوة تشكيل حكومة موحدة، وتنظر إليها دول أخرى بحذر وتحفظ، وتوجد مخاوف جدية من تسبب الانقسام في أجهزة الدولة في تقسيم فعلي للبلاد، مع وجود حكومتين متوازيتين ومصرف مركزي منقسم وجيشين، وإعلان مجلس النواب على نحو أحادي إنشاء محكمة دستورية في بنغازي.

ويسيطر الجيش الليبي على كامل المنطقتين الشرقية والجنوبية، وعلى مناطق استراتيجية مثل حقول النفط، وأيضًا الموانئ المستخدمة في تصديره، وذلك منذ نجاحه في عملية الكرامة.

أبو عجيلة

أبوعجيلة

قضية لوكربي

تطرق حفتر أيضًا، إلى قضية تسليم أبوعجيلة المريمي إلى القضاء الأمريكي بدعوى تورطه في “قضية لوكربي”، موجهًا رسالة إلى عائلة أبوعجيلة قائلًا: “نطمئن عائلة أبوعجيلة بأننا لن نتركها، ونطالب بإحاطة عن ملابسات اعتقاله”، ويُحمّل الشعب الليبي المسؤولية الكاملة، للذين فرقوا الوطن وسلموا مواطنًا على نحو غير قانوني.

وتسليم حكومة الدبيبة، أبوعجيلة إلى واشنطن، أثار ضجة وانقسامًا داخليًّا للمشهد الليبي، الذي لا يحتاج إلى مزيد من الانقسام، خاصة من حكومة أسقطها مجلس النواب الليبي، وترفض المغادرة وتواصل عملها وتثير كثيرًا من العواصف الداخلية بقدر مستمر، حسب مقال كتبه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد بدر الدين زايد.

اعتداء على سيادة البلاد

تابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن المسألة تتضمن بعض الحجج المتضادة، ومجلس النواب المعارض للدبيبة وجدها اعتداءً على سيادة البلاد، وتتعارض مع الاتفاقيات التي عقدتها الدولة في عهد معمر القذافي، والتي دفعت بمقتضاها تعويضات بقرابة 2.7 مليار دولار، لضحايا الطائرة التي سقطت في اسكتلندا.

وأضاف بدر الدين، أنه بمقتضى الاتفاقات جرى تسليم المتهم الرئيس، عبدالباسط المقراحي، الذي أفرج عنه بعد إطاحة القذافي، وجاءت الاعتراضات الليبية تخوفًا من أن تسليم أبوعجيلة سيلحقه تسليم مدير استخبارات القذافي، عبدالله السنوسي، وهو ما يهدد الأمن القومي الليبي والعربي.

وركزت الاعتراضات على أن كل ما يهم الدبيبة هو ضمان رضا واشنطن عنه، حتى لو تسبب هذا في مزيد من الانقسامات.

دعوى جنائية

لفت بدر الدين إلى أن الدبيبة لم يكتفِ بإعلان مسؤوليته عن تسليم أبوعجيلة، بل صرح بأن هدفه نفي أي صلة لبلاده بالإرهاب، وأن التسليم يغلق هذه التهمة، مضيفًا أن المفارقة في الأمر أن المتهم الأول في القضية هو الرئيس السابق، معمر القذافي، وتوجه العدالة الحقيقية الاتهام إلى القذافي وليس منفذين تلقوا أوامرهم من رئيسهم.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الملابسات الخاصة بالتسليم لا تضاف إلى سجل الدبيبة، واستعان بميليشيات مسلحة يحيط بها كثير من الشبهات، وأنه استعان بإحدى الفصائل المتشددة لتنفيذ عملية الاعتقال ثم أخرى للتسليم إلى الحكومة الأمريكية في ترتيبات لا تمارسها الدول عادة.

وطلب البرلمان الليبي من النائب العام أخيرًا تحريك دعوى جنائية ضد كل الضالعين في “خطف أبوعجيلة”، وحمل المجلس الأعلى للدولة المسؤولية القانونية والأخلاقية بعد تسليم أبوعجيلة إلى واشنطن، لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

ربما يعجبك أيضا