«حلقة النار» وراء استعداد إسرائيل للحرب مع حزب الله منذ 2020

إسرائيل تواجه حزب الله.. هل تقترب الحرب الشاملة؟

شروق صبري

أقرب من أي وقت مضى، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة للحرب مع حزب الله، ما قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة، وسط تحضيرات مكثفة وتوترات متصاعدة.


بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، تبدو إسرائيل أقرب من أي وقت مضى لحرب ثانية وأكبر مع حزب الله اللبناني على حدودها الشمالية.

في يونيو 2024، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية عن خطط لهجوم واسع النطاق في جنوب لبنان، وفي منتصف يوليو 2024، أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله أن المجموعة المدعومة من إيران مستعدة لتوسيع نطاق هجماتها الصاروخية لتشمل مجموعة أوسع من المدن الإسرائيلية.

تداعيات الحرب المُحتملة

رغم أن احتمالية الحرب لم تحظَ بالكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام الدولية، فإن حربًا شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون لها تداعيات تتجاوز  النزاع الحالي في غزة، وقد يؤدي هجوم جوي وبري كبير من إسرائيل ضد حزب الله، التنظيم الأكثر تسليحًا في الشرق الأوسط، إلى اضطرابات واسعة في المنطقة.

ويمكن أن يكون له تأثير مُزعزِعًا للاستقرار، خاصةً مع دخول الولايات المتحدة مرحلة حاسمة من موسم الانتخابات الرئاسية، ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن إنهاء هذه الحرب بسرعة، أو ما إذا كان هناك طريق واضح لتحقيق نصر حاسم.

صراع واسع النطاق

تقدر قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل أنه إذا اندلع صراع واسع النطاق الآن، فإن حزب الله سوف يطلق نحو 3 آلاف صاروخ وقذيفة كل يوم من أيام الحرب، مما يهدد بإرهاق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية.

وسيكون لزامًا على إسرائيل أن تركز على الدفاع عن البنية الأساسية الحيوية والقواعد العسكرية، وأن تطلب من السكان المدنيين البقاء في الملاجئ، وأن تأمل في الأفضل، وسيكون هذا تحديًا يتجاوز بكثير أي شيء واجهه القادة الإسرائيليون من قبل.

خطورة حزب الله

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ترسانة حزب الله تزيد بأكثر من 7 أضعاف عن ترسانة حماس، وتشمل أسلحة أكثر فتكًا، بالإضافة إلى مئات الطائرات الهجومية بدون طيار، حيث يمتلك حزب الله حوالي 130,000-150,000 صاروخ وقذيفة، وكذلك مئات الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تصل إلى أهداف في تل أبيب وحتى إلى جنوبها.

أظهرت الحروب السابقة أن لبنان ساحة معركة خطيرة. كانت آخر حرب لإسرائيل مع حزب الله في صيف 2006 غير حاسمة، ورغم قتل عدة مئات من مقاتلي حزب الله، فإن القوة العسكرية للتنظيم بقيت كما هي بنسبة  كبيرة، وفي الوقت الراهن، تستمر إسرائيل وحزب الله في ممارسة ضبط النفس، ولكن كلا الطرفين لديه دوافع قوية لتجنب حرب إقليمية.

حلقة النار

بينما كانت إسرائيل تتعامل مع حرب غير متوقعة في غزة، كانت تستعد منذ فترة طويلة لحرب مع حزب الله، رغم أن القيادة العسكرية الإسرائيلية فوجئت بهجوم حماس في 7 أكتوبر، إلا أنها كانت تتوقع منذ سنوات أن تحاول حماس التوحد مع حزب الله ووكلاء إيران الآخرين في هجوم منسق متعدد الجبهات ضد إسرائيل.

في السنوات التي سبقت اغتياله في 2020، كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يروّج لاستراتيجية جديدة تعرف بـ”حلقة النار”، حيث يدعم ويسلح سلسلة من الميليشيات الشيعية لكسب النفوذ في دول مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن.

توحيد حزب الله وحماس

بحلول أوائل عام 2023، كان صلاح العاروري، أحد كبار قادة حماس الذي كان يقيم في لبنان آنذاك ساعد في تعزيز علاقات حماس مع حزب الله، وقد تحدث علنًا عن الحاجة إلى “توحيد جميع الجبهات” ضد إسرائيل.

بالنسبة للكثير من المسؤولين الإسرائيليين، كان حزب الله يشكل التهديد الأكبر، وفي السابع من أكتوبر 2023، وبينما كان هجوم حماس الوحشي يتكشف على طول محيط غزة، سارع القادة الإسرائيليون إلى الاستعداد لهجوم أكبر من جانب حزب الله في الشمال.

السياسة الإسرائيلية

بعد الهجوم الإسرائيلي على حماس في غزة، بادر بعض قادة الجيش الإسرائيلي إلى اقتراح عملية واسعة ضد حزب الله، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مترددًا في الموافقة على مثل هذه العملية، مع الأخذ بعين الاعتبار التحذيرات من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في الوقت الحالي، يبقى الوضع على الحدود الشمالية متوترًا ولكن مستقرًا إلى حد ما، وتمارس إسرائيل وحزب الله ضبط النفس، إلا أن الجانبين يواصلان الاستعداد لاحتمالية التصعيد في أي لحظة.

ربما يعجبك أيضا