«حل الدولة الواحدة».. ردود فعل واسعة على مبادرة القائد محمد دحلان

عاطف عبداللطيف

رؤية

كتب – عاطف عبداللطيف

“الاحتلال الإسرائيلي انتهك كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية”، هكذا أكد قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، النائب محمد دحلان، على القبول بالدولة الواحدة كخيار “تحدٍّ” بعد أن حطم الاحتلال أسس حل الدولتين. وشدد دحلان خلال كلمته في المؤتمر التنظيمي لتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح -ساحة غزة، على أن الاحتلال انتهك كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، معلنًا تدشين حقبة جديدة يستهلها بعقد مؤتمر ساحة غزة، مؤكدًا على جدارة الفلسطينيين بالحرية والاستقلال.

وأكد دحلان، خلال كلمته في المؤتمر التنظيمي لتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح -ساحة غزة، اليوم (الخميس)، أن “الوحدة الفلسطينية لا تؤسس على المجاملات وباركنا جميع جولات المصالحة بين فتح وحماس”. وقال: “كما أننا مع الوحدة الوطنية مهما كان الثمن، ومع أسس الشراكة الوطنية بلا شوائب، ونتبنى في التيار البرنامج السياسي الصادر عن المجلس المركزي، ووثيقة الأسرى من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، وعلينا أن نراجع كافة المواثيق التي انتهكها الاحتلال الإسرائيلي”.

وأوضح أن التيار يعمل من أجل وحدة استعادة حركة فتح، مستلهمين تجارب الزعماء والرئيس الخالد ياسر عرفات. مضيفًا: “نحن نتبنى في التيار البرنامج السياسي الصادر عن المجلس المركزي ووثيقة الأسرى من أجل تحقيق الوحدة الوطنية”. وأضاف محمد دحلان: “تعلمون جميعًا، ويعلم شعبنا أن حالة التردي التي أرادها البعض لحركة فتح هي سبب قيام وإنشاء تيارنا”.

الجهود السياسية البارزة التي يبذلها محمد دحلان لأجل صالح القضية الفلسيطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، لم تغب عن كبار الساسة في العالم التي تثمنها غاليًا، حيث وصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، القائد الفلسطيني محمد دحلان- في مقابلة عبر الفيديو مع فضائيةTeN  المصرية- بأنه “رجل سياسي بارز”.

بطولة وتضحية

وأشار قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، النائب محمد دحلان في كلمته، إلى أن غزة البطولة والتضحية والفداء التي تنزف الجرح وتئن تحت وطأة الفقر، في غزة تواصل مسيرتها وتكافح على كل الجبهات من أجل حياة كريمة تستحق الحياة رغم الألم، قائلًا: “من غزة خزان الكفاح ومعقل النضال نُعلن انطلاق العرس الديمقراطي وفي طليعتهم الفتحاويون”.

وأكد دحلان أن المهمة الجوهرية الأولى هي استعادة فتح بروحها ودورها وثقافتها، فالإطار الذي يجمع لا يفرق بكل ما أجتمع عليه قادتنا المؤسسون. وأوضح: “تيارنا يواصل المسار الذي اختاره لنفسه، فقد أصبحتم رقمًا صعبًا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه، وأصبحنا جزءًا من المعادلة الوطنية”.

الانتخابات

ورحب محمد دحلان بالشراكة السياسية مع الكُل الوطني، قائلًا: “وحدة حركة فتح ضرورة حيوية لا غنى عنها رغم ما يعصف بجزء من فتح بفعل الديكتاتورية، فنحن نعمل من أجل فتح ووحدتها وتطوير أدواتها”، كما تطرق إلى ملف الانتخابات، قائلًا: “الشعب الفلسطيني يستحق نظامًا سياسيًا قابلاً للحياة عادلًا للشعب الفلسطيني، وذلك لا يتحقق إلا بنظام برلماني فعال وعبر انتخابات نزيهة وشفافة”.

وأكد دحلان على حق الشعب الفلسطيني باختيار الأنسب والأكفأ خلال هذه الانتخابات دون تفرد ، منوهًا إلى أن تيار الإصلاح يُعطي نموذجًا في القيادة الشابة. وتابع قائلًا: “بنيان التيار مرصوص ومرصع بالطاقات النسائية والشبابية الخلاقة، حيث قرر التيار العمل على إحداث التغيير والتكامل الخلاق بين الطاقات الشبابية المبدعة، إلى جانب تعزيز دور المرأة والشباب”. كما طالب دحلان قيادة التيار في الضفة الفلسطينية، بالصبر على سياسة أجهزة القمع، متوجهًا بالتحية لقادة وكوادر التيار في الضفة والقدس ومخيمات الشتات.

تأييد واسع

أجمع مراقبون فلسطينيون على أهمية الدعوة التي أطلقها رئيس تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، القيادي محمد دحلان حول القبول بحل “الدولة الواحدة” كخيار تحد بعد أن حطمت إسرائيل أسس حل الدولتين وأدارت ظهرها لعملية السلام وانتهكت كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

واستبعد المراقبون قبول إسرائيل بهذا الحل السياسي لما يمثله من خطوة على المشروع الصهيوني القائم على الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي وإقرار القوانين العنصرية التي تتنصل لحقوق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها قانون “القومية” الذي أقره الكنيست الإسرائيلي.

دعوة للوحدة

وفي سياق متصل، أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية محمد العبادلة، أن كلمة قائد تيار الإصلاح الديمقراطي محمد دحلان خلال المؤتمر التنظيمي لساحة غزة، تؤسس لبرنامج سياسي على أساس الوحدة الوطنية. وقال العبادلة، إن “كلمة دحلان فيها دعوة للوحدة الفتحاوية ودعوة للوحدة الوطنية، وتأسيس لبرنامج سياسي يرتقي للمرحلة الراهنة”، بحسب قناة الكوفية الفضائية.

ورأى العبادلة أن المؤتمر التنظيمي لتيار الإصلاح يساهم في ترتيب النظام السياسي الفلسطيني وانتخاب قيادة تستطيع خوض غمار المرحلة السياسية لانتزاع الحق الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مكان انعقاد المؤتمر يحاكى أهمية موقع قطاع غزة للثورة الفلسطينية وقيادة التيار وهذا تميز وانحياز كامل لصالح قضايا الشعب الفلسطيني والوطن.

وأكد على الدور المميز الذي يقوم به تيار الإصلاح في الإقليم لعودة التعاطي مع القضية الفلسطينية على أساس حقوق سياسية وليست إغاثية، داعيًا كل القوى السياسية الفلسطينية لممارسة الديمقراطية بكل مفاصل العمل التنظيمي والسياسي لترتيب البيت الفلسطيني.

وشدد العبادلة على ضرورة أن يكون هناك “عنوان سياسي يستطيع حمل آمال وحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والسير في طريق التنمية الاجتماعية من خلال برامج اقتصادية وصناعية وزراعية وادارية لمشروع نهضة فلسطينية بعد مرحلة التراجع الوطني بسبب غياب قيادة موحدة تعلى المصلحة العليا لفلسطين دون اصطفاف فئة المصالح الخاصة.

حل الدولة الواحدة

عقب المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، الدكتور عماد محسن، على تصريح محمد دحلان حول قبول خيار الدولة الواحدة كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال محسن في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، “ضرب القائد محمد دحلان في مبادرته حل الدولة الواحدة أربعة عصافير بحجرٍ واحد، أولها العودة إلى أدبيات فتح الأصيلة، التي تحدثت عن دولة فلسطينية تحترم قيم المواطنة قبل أي اعتبارٍ آخر”.

وأضاف: دحلان أكد على أن حل الدولتين بمنطق الاستجداء السياسي قد مات، بفعل التنكر للاتفاقيات وتضاعف الاستيطان ومحاولات تهويد القدس والإصرار على تقطيع أوصال المدن الفلسطينية”. وتابع قائلًا: “دحلان قام بإحراج الغرب الذي يتغنى يوميًا بقيم المواطنة وحقوق الإنسان ورفض التمييز العنصري، بينما تمارس دولة الاحتلال التمييز وتجعل منه منهجًا ثابتًا في سياستها تجاه شعبنا، بل وتصوغه على شكل قوانين”.

وختم محسن، أن دحلان أوصل رسالة واضحة إلى شعبنا العظيم، بأن خياراته لم تنعدم، وأن انعدام الرؤية السياسية لدى البعض ممن استكان إلى الهوان، لا تعني أن شعبنا فقد زمام المبادرة، فحل الدولة الواحدة هو البديل المتاح دبلوماسياً بعد إخفاق العالم في الضغط لمنح شعبنا حقه في تقرير مصيره.

عودة الروح

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والقيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن كلمة القائد محمد دحلان في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تيار الإصلاح ساحة غزة، أتت لإعادة الروح الحياة النابضة إلى حركة فتح مع التركيز على مكانة هذه الحركة وإرثها النضالي وارتباطها التاريخي بالعملية الديمقراطية لاختيار قياداتها بخلاف ما يمارسه تيار السلطة في حركة فتح.

وتابع دلياني: “محمد دحلان ركز على الوحدة الفتحاوية والوحدة الوطنية بشكل عام، لأنها الأساس في أي تقدم لصالح القضية الفلسطينية لإيقاف النزيف الوطني الذي نعيشه في ظل الاستفراد والتهميش والابتعاد عن النظام الداخلي للحركة الذي نشهده منذ أعوام”.

وحول موقف دحلان من الدولة الواحدة، أكد دلياني، أنه فتح باباً لنقاش هذه الاحتمالية من منبر ديمقراطي يضم خيرة أبناء وقيادات وكوادر حركة فتح في قطاع غزة، مقابل الموقف السياسي المتجمد للسلطة الفلسطينية في الوقت الذي تشهد الاستيطان وهو يفتك بحل الدولتين بدون التقدم بأفكار جديدة تضم مستقبل ابنائنا وتحمي حقوقنا.

وأشاد علي سمحة ،القيادي في التيار الإصلاحي الديمقراطي-حركة فتح بكلمة “دحلان”، مبينًا أن لديه خيارات أخرى غير حل الدولتين الذي اجتهدت إسرائيل بتقويضه دون اكتراث كون الطرف المقابل منزوع المضمون ولا يبحث الا عن مكتسبات شخصية.

وأشار إلى أن الوحيد الذي طرح موضوع حل الدولة الواحدة سابقا هو أحمد قريع وتم إجباره على التراجع بشكل علني عن الطرح ولم يعد إليه أحد بعد ذلك، لافتًا إلى أن محمد دحلان عاد ليطلقها علنا بأن الفلسطيني لا يعدم الوسيلة والخيار، وهذه رسالة واضحة أولا للاحتلال الذي يدرك خطورة الطرح والإحراج السياسي مع العالم الناتج عنه، ورسالة إلى أبو مازن ودوائر المفاوضات حول ضرورة التفكير خارج الصندوق واتخاذ قرار شجاع يضمن الحد الأدنى من تصويب المسار.

مخاوف إسرائيلية

كشفت وسائل إعلام عبرية النقاب عن تخوفات لدى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية من تلميحات زعيم معسكر الإصلاح في حركة فتح محمد دحلان عن القبول بحل الدولة الواحدة بعد انتهاء فرص حل الدولتين الذي يدعمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.

ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول فلسطيني -رفض الكشف عن هويته- أن كلمة دحلان التي ألقاها أمام أنصاره في غزة عبر الفيديو أحدث حالة من القلق لدى مقر المقاطعة في رام الله والمحيطين بالرئيس الفلسطيني في ظل إمكانية وجود طرح دولي للخطة التي تحدث عنها دحلان .وأشارت عن المسؤول الفلسطيني إلى أن مسؤولين فلسطينيين بدأوا فعليًا بإجراء اتصالات مع المجتمع الدولي لمعرفة أن ما تحدث عنه دحلان خطة يجري تطبيقها دوليًا أو أنها لا تعدو طرح شخصي منه .

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن التخوف السائد لدى المحيطين بالرئيس محمود عباس من وجود نية لدى المجتمع الدولي للتوجه لحل الدولة الواحدة وإنهاء وجود السلطة الفلسطينية وحاشية عباس .كما نقل موقع القناة العبرية عن تخوف إسرائيلي من طرح دحلان في حديثه لعدم رغبة الإسرائيليين منذ بدء سنوات الصراع في تطبيق حل الدولة الواحدة حيث يسود التخوف من إمكانية دفع إسرائيل نحو بدء تطبيق حل الدولة الواحدة.

وشدد مسؤولون إسرائيليون للقناة العبرية، أن طرح دحلان أدهش قيادات حكومة إسرائيل التي تخشى من أن يكون الطرح جديًا بالفعل واللجوء إلى تطبيقه، لأن الإسرائيليين يريدون تطبيق حل دولة يهودية ولا تقبل أي وجود لديانات أخرى، كما نقل موقع القناة “14” العبرية أن دحلان فاجأ الحضور في خطابه بتأييده لخيار حل الدولة الواحدة، كخيار صعب بعد أنّ دمرت إسرائيل فرص حل الدولتين.

يذكر أن مؤتمر تيار الإصلاح التنظيمي لساحة غزة الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، يناقش أوراق عمل تنظيمية وإدارية ومالية، قبل أن يختتم أعماله بانتخاب قيادات جديدة.

ربما يعجبك أيضا