حماس لن ترضخ.. مأساة أمريكا في فيتنام تنتظر إسرائيل بغزة

صحيفة عبريّة متشددة: لهذه الأسباب لن ترضخ حماس

رؤية

"الحرب في قطاع غزة، ليست متكافئة، بل هي حرب بين "دولة" ومنظمة غير حكومية، بين جيش كبير ينشر قوات وعتاد وأسلحة متقدمة ضد حركة تستخدم وسائل محدودة (وأحيانًا بدائية) وتكتيكات حرب العصابات".


منذ أشهر تضغط الولايات المتحدة على حماس للقبول بهدنة ترى الحركة أنها لن تلبي متطلباتها وستؤدي لإخراج الرهائن إن توقفت الحرب بشكل نهائي.

وفي تقرير لها تحاول صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تفسير موقف حماس، الذي تعتبره متصلبًا تجاه جهود الوساطة، على الرغم من دخول الحرب شهرها الـ9 وقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير قطاع غزة.. فلماذا تصر الحركة على موقفها؟ وما هو المستقبل الذي ينتظر جنود إسرائيل في غزة؟

حماس لن تعبأ بالضغوط

ترى صحيفة جيروزاليم بوست، في تقريرها المنشور 29 يونيو 2024، أن العقوبات والضغوط التي قد تفرض على منظمة “غير متعاونة مع المنظومة الدولية” لا تكون فعالة عندما يكون بقاء المنظمة على المحك.

وبعبارة أخرى، فإن من يواجه خطر أن يُقضى عليه، لا يخشون من التهديدات التي تطلقها أي جهة أخرى، فلا شيء أسوأ من أن بقاءه باتت مهددًا.  وبالتبعية فإن أي صفقة لا تتضمن وعدًا قاطعًا، لا لبس فيه، بإنهاء الحرب لن توافق عليه حماس، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

ضغوط متزايدة على الاحتلال

لا يقف الأمر هنا، حيث إن الضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي على إسرائيل، والضغط العسكري الذي يمارسه حزب الله على الحدود الشمالية، تجعل قائد الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، يؤمن بأنّ أهدافه سوف تتحقق في نهاية المطاف.

أضف إلى ذلك، التناقضات التي تضرب المجتمع الإسرائيلي والخلافات السياسية والضغط الشعبي المتواصل على حكومة نتنياهو.

واعترف رئيس حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي، بيني جانتس، الثلاثاء  بأن حركة “حماس” فكرة لا يمكن تدميرها، ولكن بإمكانهم القضاء على قدراتها، وأدلى مسؤولون في جيش الاحتلال تصريحات تشي بذات المعنى خلال شهر يونيو.

مأزق إسرائيل.. هل من مخرج؟

بحسب الصحيفة العبرية فإن هذه السياسة تنطوي على مخاطرة ومجازفة، مقرةً بأن ذلك ما يميز القادة الذين يتمتعون بروح المغامرة أو يمتلكون الشجاعة.

فما الحل الذي قد يخرج إسرائيل من مأزقها؟ وفق جيروزاليم بوست، فإن الخيار الأول هو ببساطة قبول مطالب حماس، ميزة هذا المسار هي أنه سيؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن، وربما يسمح لإسرائيل بالتركيز على الساحة الشمالية.

العيب، كما تراه الصحيفة العبرية، أن إسرائيل ستُعتبر لم تحقق أهدافها العسكرية في إسقاط حماس والقضاء عليها، وستحصل حماس على دفعة لصورتها الذاتية بأنها هزمت إسرائيل بقدرتها على الصمود.

خيارات أخرى

الخيار الثاني هو البدء في العمل بشكل جدي على خطط إعادة إعمار غزة تحت قيادة بديلة  ليست إدارة مدنية أو عسكرية إسرائيلية، بل هيئة تتمتع بالشرعية الدولية وتحظى بالشرعية المحلية في غزة، كما تذكر جيروزاليم بوست.

هذا الخيار يعقده الواقع الإقليمي، وقدرة حماس على التكيف، وأنّ أي إدارة في هذا السياق سيُنظر لها على أنها أتت على ظهر “الدبابات الإسرائيلية”.

أما الخيار الثالث هو مواصلة الحرب حتى تستسلم حماس دون شرط، على الرغم من أن هذا الهدف غير قابل للتحقيق طالما استمرت حماس في احتجاز الرهائن.

مصير أمريكا في فيتنام

تردف الصحيفة أنّ الحرب في قطاع غزة، ليست متكافئة، بل هي حرب بين “دولة” ومنظمة غير حكومية، بين جيش كبير ينشر قوات وعتاد وأسلحة متقدمة ضد حركة تستخدم وسائل محدودة (وأحيانًا بدائية) وتكتيكات حرب العصابات.

بطرق عديدة، تشبه حرب الفيتكونغ ضد الولايات المتحدة في فيتنام، كما تشير الصحيفة، والتي تحذر ختامًا من مصير مشابه لما لاقته الولايات المتحدة على يد الفيتناميين مشددةً “نحن نعلم جميعًا كيف انتهت تلك الحرب” والتي لاقت فيها أمريكا هزيمة تاريخية.

ربما يعجبك أيضا