حماس وحزب الله.. قوة باقية وتحديات مستمرة

أحمد عبد الحفيظ
تأثير الصراع على حماس وحزب الله وإسرائيل

مرت سنة على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وسط تساؤلات بشأن مدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أعلنتها إسرائيل، وفي مقدمتها القضاء على الحركة الفلسطينية وإضعاف قدرات حزب الله في لبنان.

ومع استمرار التوتر في المنطقة، يتزايد الاهتمام بتحليل النتائج الميدانية والسياسية للحرب، ومدى تأثيرها على هذين الفاعلين الإقليميين البارزين.

حرب غزة: الأهداف والنتائج

بحسب تقرير صادر عن صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأربعاء 16 أكتوبر 2024، عند بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة، كانت إسرائيل تهدف بشكل أساسي إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس وتقويض قدراتها العسكرية، مع تقليص تهديد الصواريخ التي تطلقها الحركة على المدن الإسرائيلية، واستخدمت إسرائيل تقنيات متقدمة مثل الغارات الجوية واسعة النطاق والطائرات بدون طيار، إضافة إلى الاستخبارات الدقيقة لتحديد الأهداف الرئيسة.

ورغم الضربات القوية التي تلقتها حماس، بما في ذلك تدمير بعض الأنفاق العسكرية ومخازن الأسلحة، لم تستطع إسرائيل القضاء بالكامل على قدرات الحركة، ولا تزال حماس تملك القدرة على إطلاق الصواريخ، وإن كانت بوتيرة أقل مما كانت عليه في بداية الحرب، إضافة إلى ذلك، أظهرت الحركة مرونة وقدرة على إعادة تنظيم صفوفها بسرعة بعد انتهاء العمليات العسكرية، مستفيدة من دعم دولي وإقليمي، سواء من إيران أو من دول أخرى.

تأثير الحرب على حزب الله

في الوقت نفسه، يظل حزب الله تحت المجهر كتهديد استراتيجي لإسرائيل، ورغم أن الحرب في غزة لم تشمل حزب الله بشكل مباشر، فإن التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ارتفعت بشكل ملحوظ.

يُعتبر حزب الله لاعبًا قويًا في المنطقة، يمتلك ترسانة صواريخ متطورة مقارنةً بحماس، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الأنفاق والخبرات العسكرية التي اكتسبها خلال حربه في سوريا.

لم يكن الهدف المباشر لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة هو استهداف حزب الله، لكن العمليات ضد حماس كانت تحمل رسالة تحذيرية للحزب، ومع ذلك، يبقى حزب الله قويًا من الناحية العسكرية، ولم يظهر ضعفًا كبيرًا أو تراجعًا في قدراته خلال العام الماضي.

التحديات الإقليمية والمستقبل

بعد مرور عام على الحرب، يمكن القول إن إسرائيل لم تتمكن من القضاء بشكل كامل على حماس أو إضعاف حزب الله بشكل ملموس، لكن الحرب حققت بعض الأهداف التكتيكية، مثل تقليص قدرة حماس على شن هجمات مكثفة في المستقبل القريب، وتوجيه رسالة ردع قوية لحزب الله، ورغم ذلك، يظل التهديد الذي يمثله الطرفان قائمًا، حيث تعتمد حماس وحزب الله على دعم إقليمي من إيران، التي تزودهما بالأسلحة والتمويل، إضافة إلى الخبرات الفنية.

كما أن الحروب العسكرية وحدها لم تثبت فعاليتها في معالجة الجذور السياسية والاجتماعية للصراع، بالنسبة لحماس، يظل الحصار المفروض على غزة والتدهور الاقتصادي عوامل تؤجج الدعم الشعبي للحركة، فيما يبقى حزب الله مؤثرًا في السياسة اللبنانية نتيجة لتحالفاته الداخلية ودوره في الحكومة.

تصفية أذرع إيران

بعد عام على الحرب، لا يمكن القول إن حماس تم القضاء عليها أو أن حزب الله قد تم إضعافه بشكل كبير، كلا الطرفين أثبت قدرته على الصمود والتكيّف مع التحديات العسكرية والسياسية.

تستمر إسرائيل في مواجهة تهديدات من كلا الجانبين، فيما تبدو الحلول العسكرية وحدها غير كافية لتحقيق استقرار طويل الأمد، في المستقبل، قد تعتمد المعادلة على الحلول الدبلوماسية والسياسية إلى جانب الضغط العسكري، حيث تظل المنطقة محكومة بصراع طويل الأمد تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية.

ربما يعجبك أيضا