«حماية قاتل هارب».. «حزب السلاح اللبناني» يتحدى العالم علنا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

“عياش مذنب وشريك في الاغتيال”..

هكذا أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، سليم عياش الإرهابي في مليشيا “حزب الله” اللبنانية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 بعد محاكمة استمرت 6 أعوام، وقال رئيس المحكمة القاضي ديفيد راي: “تعلن غرفة الدرجة الأولى عياش مذنبا بما لا يرقى إليه الشك بوصفه مشاركا في تنفيذ القتل المتعمد لرفيق الحريري”.

رغم الإدانة إلا أن الحزب (حزب السلاح) يجاهر بأنه لن يسلمه، وأنه أصلا لا يعترف بالمحاكمة، والغريب أن المحكمة كشفت كذلك عن “عبث” حصل في مسرح الجريمة، وأن “الأمن اللبناني أزال أدلة مهمة، ويتعذر فهم سبب ذلك”، وباستناد المحكمة لأدلة الاتصالات الهاتفية، تأكدت أن هناك دورًا (للمتهمين) سليم عياش وحسن مرعي في الجريمة”، وبالطبع كل من يعلم هيمنة ذلك الحزب الإرهابي على مفاصل الدولة اللبنانية سيدرك سريعا، من الذي عبث بمسرح جريمة اغتيال رفيق الحريري.

والعالم أجمع يعلم أن اغتيال الحريري كان سببه أنه أراد استقلال لبنان، وإخراج القوات السورية منه، ولأنه رفض هيمنة مليشيات “حزب الله” اللبنانية الموالية لإيران على مفاصل الدولة اللبنانية.

والعالم كذلك يدرك أن الحزب الذي أخفى عياش لسنوات لحمايته، لن يسلمه، والدلائل تشير إلى ان عياش في حماية نظام الأسد، فالحزب لم يكن ليقدم على اغتيال الحريري إلا بالتعاون مع نظام الأسد الذي كان يهيمن على لبنان حينها.

لا عدالة بدون تسليم عياش

الدكتور والمحامي طارق شندب قال إن: “حزب الله لا يقدم تضحيات بل يقدم مجرمين وقتلة وارهابيين، لا عدالة بدون تسليم المجرم سليم عياش الذي نفذ الجريمة بالاشتراك مع مجموعة كبرى من الإرهابيين المنتمين لمليشيا حزب الله الإرهابية، والشركاء في مؤامرة قتل الحريري اشتروا الشاحنة المعدة للتفجير من طرابلس لإبعاد الشبهة عنهم”.

وأضاف: حسن نصر الله زعيم ميليشيا الاٍرهاب اللبناني كان يتفاوض على نظام المحكمة الخاصة بلبنان مع وزير العدل آنذاك وجلسوا عشرات المرات لوضع النقاط ؟طلع حسن عّم يتفاوض عليها بند بند، فعلى أي أساس كان يكذب على جمهوره وعلى الشعب اللبناني وعلى العالم ويقول ان المحكمة لا تعنيه. حبل الكذب قصير”.

آل الحريري

وعقب قرار المحكمة، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري إن “التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله، فقد أصبح واضحا أن شبكة القتلة خرجوا من صفوفه”، مشددا على أنه لن يستكين حتى تسليم الجاني للعدالة وتنفيذ القصاص.

بدوره قال بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، أن “على حزب الله والدولة اللبنانية تسليم سليم عياش”، معتبرا انّ “صلاحيات المحكمة محدودة ولا يمكنها اتهام احزاب وسلطات؛ لا شيء يعوّض خسارة والدي لكننا نؤمن بحكم المحكمة الدولية”.

وقال: “حزب الله يتحمّل مسؤولية عدم تسليم عياش للعدالة والموضوع لم يعد “لعبة” والمحكمة اشارت الى وجود ادلة غير مباشرة عن وجود عملية اغتيال سياسي”، وشدّد الحريري على انّ “من اولويات الحكومة الجديدة ان تعمل على دحر المنظومة الحالية من الحكم المؤلفة من حزب الله وزعماء الحرب، اضافة الى العمل على وضع برنامج لإعادة الاعمار ومساعدة المتضررين”.

الحزب لن يسلم عياش

من جانبه، اعتبر مصطفى علوش، وهو قيادي في “تيار المستقبل”، بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري (نجل رفيق)، أن “قرار المحكمة هو إدانة لحزب الله، إلّا إذا سلّم المذنب عياش”، وأضاف: “أصلا حزب الله لم يعترف بالمحكمة.. تبرئة المحكمة للمتهمين (الثلاثة الآخرين) لعدم الحصول على الدليل القاطع تؤكّد أن المحكمة ذات مصداقيّة عالية”، واستطرد: “المذنب والمدان سليم عياش هو من كوادر حزب الله، والحزب وحده يعلم ماذا يعمل وأين هو، وإذ أراد الحزب أن يثبت حسن نيّته فعليه أن يُسلّم عياش.. لكن أكيد حزب الله لن يُسلّمه”.

الحزب بأكمله مسؤول

فيما قال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع: “نقبل بحكم المحكمة الدولية بكلّ رحابة صدر ورضى، لكنّ هذا الحكم هو كناية عن (ربع حكم) انطلاقاً من الظروف التي عملت فيها المحكمة”، وأضاف: “رغم جميع العوائق تمكنت المحكمة من الوصول إلى هذه النتائج، وأكدت أن العملية إرهابية لأهداف سياسيّة، لكن لا أحد من المتهمين سلم نفسه حتى تتمكن المحكمة من العمل بشكل مريح”.

وتابع: “عدم كفاية الأدلة هو بالحقيقة عدم تمكين المحكمة من جمع الأدلة المطلوبة (..) لا أحد منا مقتنع أن عضو حزب الله سليم عياش هو المسؤول الوحيد عن اغتيال الحريري وقد فعل ذلك من رأسه (بإرادته المنفردة)”، واختتم منتقدا: “حزب الله يعتبر نفسه غير معني بهذه المحكمة، أما نحن نعتبر أنفسنا معنيين جداً، والدولة اللبنانية تقع عليها مسؤولية هائلة”.

مفتي لبنان

من جانبه، دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، إلى إنفاذ حكم المحكمة الدولية الخاصة التي أدانت عضو “حزب الله” سليم عياش، وشدد على ضرورة أن يكون أحد مهام الحكومة اللبنانية الجديدة “إنفاذ الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

بدوره قال شيخ قراء طرابلس الشام، الشيخ بلال بارودي، الشيخ بلال بارودي: “في لبنان، لا يعلموننا، من الذي زرع في رؤوس المجرمين ثقافة القتل والتفجير والإلغاء وعقيدة الحقد، ولا يعقل أن تحاسب شاحنة انفجرت ولا تحاسب من علم التفجير ومن زرع ثقافة القتل، العدالة منقوصة، ولابد من بتر العضو الفاسد أو حصاره، وإلا سيلحق كامل البدن بمسجدي السلام والتقوى ومرفأ بيروت ورفيق الحريري، فيا أيتها الدولة العمياء، ويا أيتها العدالة الحمقاء، لا تستخفوا بعقولنا، وثقتنا بعدالة السماء أكثر من ثقتنا بعدالتكم الجوفاء”.

أما القاضي الشيخ خلدون عريمط فتساءل: “هل سليم عياش قام لوحده بالتخطيط والتنفيذ وأمّن المراقبة والمتابعة والتمويل لهذه الجريمة التي طالت قامة كبيرة بحجم الرئيس رفيق الحريري؟ هل الجريمة فعل شخص أم جهة أكبر منه”؟ مضيفاً “معنى ذلك أن هناك قراراً سياسياً إتّخذ في مكان ما وطُلب من عياش وغيره القيام بالتنفيذ”، واعتبر عريمط “أن حزب الله يتحمّل مسؤولية تسليم أو عدم تسليم عياش الى المحكمة”.   

ربما يعجبك أيضا