حملات رئاسة 2024.. الأكثر انفصالًا عن الواقع بتاريخ أمريكا

عمر رأفت
كامالا هاريس ودونالد ترامب

وصفت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، الحملات الرئاسية التي تجرى في الوقت الحالي، استعدادا للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل بأنها الأكثر انفصالًا عن الواقع الحالي في التاريخ الأمريكي.

وحسب مقال بالصحيفة، أمس الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، للكاتب هارلان أولمان، فإن جميع الحملات الرئاسية تخضع لعمليات من التشويه والافتراءات، والتي يختفي أثرها بعد يوم واحد من انتهاء الانتخابات الرئاسية.

الملف الاقتصادي الأبرز

أضاف أولمان، في مقاله، أنه عند الترشح للمنصب للمرة الأولى، يفتقر المرشحون إلى الخبرات الشخصية الكافية للعمل على خطط قوية، بغض النظر عن جودة وخلفية المستشارين.

وتابع أولمان أن الملف الأهم في تلك الانتخابات والذي يجب التركيز عليه هو الملف الاقتصادي، وهنا ينظر لكل مرشح رئاسي بخصوص كيفية وضع خطط لتحسين الاقتصاد، من تحفيز النمو، وخفض التضخم، وإدارة الديون والعجز، وتوفير الأمن المالي للشعب الأمريكي.

أما على الصعيد الدولي، فإن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وأيضًا العلاقات مع الصين وروسيا، تمثل تحديات واضحة وأولويات ملحة يجب على المرشح أن يضع خططًا لها.

إنهاء الحرب في أوكرانيا

أوضح أولمان أن نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لم تقدم بعد أفكارها وسياساتها لأي من هذه التحديات، فيما وعد الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بإنهاء الحرب في أوكرانيا فور توليه منصبه، لكنه لم يقدم حتى الآن أي أفكار بشأن هذا الأمر، وأكد أن انتخاب هاريس سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

وأشار الكاتب، في مقاله، إلى أن المأساة تكمن في أن الناخبين ليس لديهم الحق في الحكم على ما قد يفعله كل مرشح إذا جرى انتخابه أو الحكم على أفكاره، وأعلن ترامب أنه سينهي الحرب في أوكرانيا في اليوم الذي يتولى فيه منصبه أو حتى قبل ذلك، فكيف سيفعل؟

ووفقًا للمقال، سوف يحتاج ترامب أولًا لإنهاء هذه الحرب إلى موافقة كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الشروط، ولكن ما هو المقابل وما هو الحافز الذي يمكن تقديمه لفعل هذا الأمر، فمن غير المرجح أن يستسلم أي من الطرفين الروسي والأوكراني وينسحب من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في روسيا وأوكرانيا، كما قد تكون التعويضات من العوامل الحاسمة في صياغة اتفاق بين الطرفين.

إجبار أوكرانيا على الاستسلام

هناك أيضًا سؤال كما قال أولمان، وهو “ما هي الترتيبات الأمنية المستقبلية لضمان السيادة الأوكرانية، وحل أي مطالبات روسية؟” والخطة الواضحة الوحيدة هي أن يطلب ترامب من زيلينسكي قبول المقترحات الروسية أو حرمانه من الدعم الأمريكي في المستقبل.

وفي حال فوز ترامب بالرئاسة، فقد تكون الطريقة الأكثر تأثيرًا التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها إنهاء الحرب على الفور هي إجبار أوكرانيا على الاستسلام، فلا تملك واشنطن النفوذ الكافي لإرغام روسيا على قبول اتفاق، وهذا الأمر غير منطقي.

خطط هاريس

على نحو مماثل، لم تعلن هاريس بعد عن خطتها الاقتصادية، والواقع أن البيانات المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية إلى جانب الإجراءات المحددة للحد من التضخم وتنمية الاقتصاد من خلال تعزيز الإنتاجية والبنية الأساسية ليست موجودة، وهذا أيضًا دليل على الانفصال عن الواقع الحالي.

وقال أولمان إنه بالرغم مما سبق، سيفوز أحدهم بالرئاسة، وتساءل “ماذا سيفعل الرئيس المنتخب لإعادة ربط الأفعال بالواقع؟ هل ستستمر هذه الأوهام؟.. وإذا حدث ذلك فهل ستكون الولايات المتحدة لديها المرونة الكافية لتحمل نتائجها؟”.

ربما يعجبك أيضا