حمية صحيّة تقلل «العمر البيولوجي» 20 عامًا.. ماذا تقول الأبحاث؟

تمكن خبير في الشيخوخة، يدعى مايكل روزين من تقليل عمره البيولوجي نحو 20 عامًا، عن طريق النظام الغذائي المركب الذي يتبعه، فما الذي يعنيه ذلك؟ وكيف فعلها؟

الدكتور مايكل رويزن، هو طبيب تخدير وكبير مسؤوليين صحيين في كليفلاند كلينك، يبلغ من العمر 78 عامًا، لكن “عمره البيولوجي” يقدّر بـ57 عامًا ما يعني أنه بناءً على مخاطر الوفاة أو تطوير الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، فإنه جسمه أصغر بعقود، وفق ما أخبر صحيفة بيزنس إنسايدر.

دمج بين نظامين غذائيين

لم يكتف الدكتور رويزن من تطبيق هذا النظام على نفسه، فقد استخدم نفس المبادئ التي يقول إنها أبقته شابًا في معهد الصحة في كليفلاند كلينك (ومقره الرئيس بالولايات المتحدة)، حيث يمنح الموظفين حوافز مالية لتطبيق تغييرات نمط الحياة الصحيّة.

ووفر البرنامج لكليفلاند كلينك ما يصل إلى 200 مليون دولار سنويًا على تكاليف الرعاية الصحية لـ 101,000 مريض موظف منذ عام 2008، وفقًا لرويزن، وأثرى مبادراتهم البحثية حول الشيخوخة الصحية. (من المهم ملاحظة أنه لا يوجد إجماع على تعريف العمر البيولوجي أو كيفية قياسه) وفق تقرير بيزنس إنسايدر المنشور 13 يوليو 2024.

وإجمالًا، دمج رويزن بين حمية البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى نظام الصيام المتقطع القائم على السعرات الحرارية.. فما هما هذين النظامين وكيف غير حياة الطبيب البالغ من العمر 87 عامًا؟

حمية البحر المتوسط

يتكون النظام الغذائي المعروف بـ “حمية البحر الأبيض المتوسط” Mediterranean Diet  بشكل أساسي من الفواكه والخضروات، والبقوليات، والبروتين ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ويحد من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والكحول.

جرى تصنيف هذا النظام بأنه أفضل نظام غذائي صحي لمدة سبع سنوات على التوالي من قبل US News & World Report، وربطت الأبحاث بينه وبين تحسين صحة القلب، وفقدان الوزن، ومنع التدهور العقلي.

وفي هذا النظام، فالسمك السلمون والسلمون المرقط، هما المصدران الرئيسيان للبروتين الحيواني، حيث  يحتويان على فيتامين D وأحماض أوميجا-3 الدهنية.

وجبة الغداء

يتناول رويزن وجبته الكبيرة في الغداء ويأكل “قليلًا جدًا” في العشاء  عادةً سلطة فقط، حيث  لا يمكنه النوم جيدًا بعد تناول وجبة ثقيلة ويشعر “أسوأ بكثير في اليوم التالي”.

وجدت دراسة في عام 2024 لباحثين في جامعة ألاغواس، البرازيل، أن تناول معظم السعرات الحرارية في الغداء يمكن أن يساعد في منع وعلاج السمنة، بغض النظر عن مدى جودة النظام الغذائي؛ وطرح الفريق البحثي أن تناول الطعام بهذه الطريقة يتماشى مع إيقاعات الجسم الطبيعية.

تقييد السعرات الحرارية خمسة أيام في الشهر

يتبع رويزن أيضًا نظام الحمية “طول العمر” التي طرحها فالتر لونجو، أستاذ علم الشيخوخة ومدير معهد طول العمر في جامعة جنوب كاليفورنيا، واتبع رويزن هذا النظام لمدة 7 سنوات، ويتضمن تقييد السعرات الحرارية خمسة أيام في الشهر لمحاكاة تأثيرات الصيام.

في هذه الحمية، يجري خفض السعرات الحرارية إلى 1,100 في اليوم الأول من “الصيام”، ثم إلى حوالي 700 خلال الأيام التالية وتحديدًا من الثاني إلى الخامس.

وجدت دراسة في عام 2024 أجراها فريق لونجو في جامعة جنوب كاليفورنيا أن المشاركين في الحمية، قد انخفضت أعمارهم البيولوجية بمتوسط عامين ونصف بعد ثلاثة أشهر من اتباع النظام الغذائي.

إطالة العمر

يرى أستاذ بيولوجيا الشيخوخة في جامعة لانكستر، في المملكة المتحدة، ديفيد كلانسي، والذي لم يشارك في الدراسة، أنه من المنطقي أن نعتقد أنّ هذا النظام يضيف سنوات إضافية للعمر، كما يحسن صحة من يعانون من “السمنة أو ضغط الدم والسكر”.

لكنه أضاف أن النظام الغذائي “قاسٍ” وقد يواجه الأشخاص العاملين صعوبة في اتباعه، وينصح في هذا الصدد بجدولة أيام الصيام الرابع والخامس لعطلة نهاية الأسبوع.

ما هو الصيام المتقطع؟

يمارس رويزن ما يسمى بـ “الصيام المتقطع” Intermittent fasting من خلال تناول الطعام بين الساعة 11 صباحًا والساعة 7 مساءً كل يوم. (الصيام المتقطع هو نظام يتطلب الامتناع عن الطعام لنحو 16 ساعة على الأقل بما في ذلك ساعات النوم، ويسمح بتناول مشروبات مثل القهوة والشاي لكن دون إضافة سكر ولا يهتم هذا النظام بالسعرات بقدر ما يهتم بنوعية الطعام).

يقول رويزن: بحلول نهاية تلك الفترة التي تبلغ 16 ساعة، أشعر بشعور رائع وأكون نشيطًا جدًا، أنام بشكل أفضل ويبدو أن لدي طاقة أكبر أيضًا”.

وسبق أن ذكرت بيزنس إنسايدر أن الأبحاث حول الفوائد المحتملة للصيام المتقطع غير حاسمة، إحدى الدراسات المثيرة للجدل التي صدرت في وقت سابق من هذا العام أشارت إلى أنها قد تقلل فعليًا من عمر الشخص، وأخرى رجحت أنها لا تفيد صحتنا.