حول سريلانكا في 50 يومًا.. عودة الرئيس المخلوع

علاء بريك

ترك الرئيس السريلانكي بلاده غارقة في الأزمات الاقتصادية وأعلن البرلمان لاحقًا استقالته واليوم يعود إلى منزله.


بعد رحلة فرار بدأها الرئيس السريلانكي المخلوع، جوتابايا راجاباكسا، في أوائل يوليو 2022 يعود، اليوم السبت 3 سبتمبر 2022، إلى منزله بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر رسمية.

وتأتي عودة راجاباكسا الغامضة في ظل تفاوضات مع صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة 3 مليارات دولار تقريبًا، وليثير التكهنات بشأن سبب العودة وعواقبها. وشهدت سريلانكا اندلاع أسوأ أزمة مالية واقتصادية واجتماعية خانقة أشعلت احتجاجات شعبية ومظاهرات جابت أنحاء البلاد،

عودة الرئيس المخلوع

بعد إزاحته من خلال ثورة شعبية في يوليو الماضي، يعود رئيس سريلانكا المخلوع، جوتابايا راجاباكسا، إلى منزله في البلاد، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سريلانكي رسمي، في 2 سبتمبر 2022. ومرت رحلة الرئيس المخلوع بـ3 بلدان آسيوية.

وقد بدأها الرئيس المخلوع بجزر المالديف، وانتقل بعدها إلى سنغافورة ليقضي أخيرًا بضعة أسابيع في تايلندا قبل العودة في رحلة امتدت 50 يومًا، كانت حرجة في تاريخ البلاد. وتهدد هذه العودة بزيادة حدة التوترات في بلد لا يزال في الأزمة.

غموض

شهدت سريلانكا اندلاع أسوأ أزمة مالية واقتصادية واجتماعية خانقة، أشعلت احتجاجات شعبية ومظاهرات جابت أنحاء البلاد، وفي ظل هذا الظرف فر الرئيس المخلوع في أوائل شهر يوليو متوجهًا إلى المالديف، وفي 15 يوليو أعلن البرلمان استقالة الرئيس، لكن طرحت شبكة “سي إن إن” سؤالًا مؤداه: كيف يخرج رئيس تعيش بلاده هذه الأزمة خروجًا كهذا؟

والغريب في الأمر أن الخروج لم يقتصر على الفرار، بل العودة بعد الفرار، فهذه العودة لا تزال مجهولة الأسباب والنيات لرئيس اعتاد وأسرته حكم البلاد بالحديد والنار، على حد وصف “سي إن إن”، وكان إدارته سببًا من أسباب الأزمة الخانقة في البلاد اليوم، كما أن السلطات الرسمية في البلاد لم تدل إلى الآن بأي توضيحات.

نصف إله

قالت المحامية والمفوضة السابقة لمفوضية حقوق الإنسان في سريلانكا، أمبيكا ساتكوناناثان، إن سقوط المخلوع “كان ضربة كبيرة لغروره، فقد كان سياسيًّا يُنظر إليه على أنه نصف إله، وهو لم يعتد على أن يواجه أي محاسبة ولا سماع كلمة لا”، بحسب تصريحها لشبكة “سي إن إن”.

وبعد كل هذا الجبروت، فإن راجاباكسا حين فر من البلاد يوم 13 يوليو 2022 على متن طائرة متجهة إلى المالديف رفضت السلطات فيها هبوط طائرته لولا تدخل الرئيس المالديفي السابق، ولم تطل إقامته هناك ليغادر إلى سنغافورة التي دخلها في زيارة خاصة وتعرض فيها للتهديد بالمحاكمات على جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، ليغادرها لاحقًا إلى تايلندا في أواخر أغسطس الماضي ويواجه فيها التهديدات ذاتها.

ما المصير؟

لا يبدو مصير راجاباكسا واضحًا بعد، لكن السلطة الحالية في سريلانكا لا تزال تضم مؤيدين له، كما أن أنصاره ضغطوا على الرئيس الجديد، رانيل ويكريمسنج، لعودته، وقد طالب أخوه وزير المالية السابق، باسل راجاباكسا، بالحماية حال عودته، بحسب بيان نشره حزبه ونقلته “سي إن إن”.

وفي المقابل، توصلت البلاد إلى اتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار على مدار 4 سنوات يهدف إلى إعادة الاستقرار الاقتصادي للبلاد ووقف تدهور حساباته المالية، ولكن الاتفاق لا يزال ينتظر رأي الصندوق النهائي، ومن غير الواضح بعد إذا كانت عودة راجاباكسا قد تشعل شرارة المواجهة من جديد وتدخل البلاد مرة ثانية في دوامة أخرى.

ربما يعجبك أيضا