حول عودة الأموال والسجناء .. محادثات سرية بين واشنطن وطهران

يوسف بنده

رؤية

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن بعض دول الجوار جمدت الأموال الإيرانية لديها، دون أن يذكر اسم دولة بعينها؛ مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو “التهديد الأميركي”.

وأكد روحاني، في كلمة له، السبت الماضي 12 سبتمبر/ أيلول: “لدينا أموال مجمدة في الدول المجاورة لا يتم تسليمها إلينا لأن الولايات المتحدة هددتهم”.

وأعلن روحاني أن إيران لا تستطيع الاستفادة من هذه الأموال حتى في “شراء الأدوية”.

وقد احتجت السلطات الإيرانية، في الأشهر الأخيرة، على حظر استخدام الأموال الإيرانية في البنوك الكورية الجنوبية لشراء السلع الأساسية والأدوية.

وحسب تقرير قناة إيران إنترنشنال، كان النائب البرلماني أكبر تركي قد أفاد بالإفراج عن 700 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الإمارات العربية المتحدة، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إنه ليس على علم بالموضوع.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، يوم 11 أبريل/ نيسان الماضي، أنها حصلت على ترخيص بتصدير مواد إنسانية لإيران من الولايات المتحدة ودول أخرى ذات صلة.

كما أعلنت إيران أنها تلقت ما قيمته 500 ألف دولار من الأدوية والمعدات الطبية من كوريا الجنوبية بعد عامين من المفاوضات.

الإفراج عن السجناء

تأتي الأخبار عن الإفراج عن أموال إيرانية في الخارج، في ظل ضغوط أمريكية على إيران من أجل الإفراج عن السجناء الأمريكيين، الذين أعتقلتهم طهران بتهمة التعاون مع واشنطن.

وكذلك، في سياق حملة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة الضغط على طهران في هذا الإطار، فقد أعرب أكثر من 150 موظفًا سابقًا في الأمم المتحدة، واليونيسيف، ونشطاء مدنيون، عن قلقهم من الوضع الصحي للناشط سيامك نمازي، التاجر الأميركي- الإيراني، ووالده باقر نمازي، البالغ من العمر 84 عامًا، وطالبوا السلطات الإيرانية بإطلاق سراحهما فورًا.

وأصدر هؤلاء النشطاء والحقوقيون بيانًا بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لاعتقال سيامك نمازي ووالده، بتهمة “التعاون مع الإدارة الأميركية”.

وكان سيامك نمازي، قد سافر من الإمارات العربية المتحدة، إلى طهران، في شهر يوليو (تموز) عام 2015 لزيارة عائلته، فتم اعتقاله بعد منعه من السفر، كما تم استجوابه مرارًا، في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، بتهمة التعاون مع دول معادية.

محادثات سرية

كشفت صحيفة “فرهيختكان” الإيرانية، أن عودة الأموال الإيرانية من الخارج والحديث عن الإفراج عن سجناء أمريكيين في إيران، يأتي تزامنًا مع محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران حول تبادل السجناء، والإفراج عن أموال إيرانية في العراق وكوريا الجنوبية.

وذكرت “فرهيختكان” أن الإفراج عن مراد طاهباز، وسيامك نمازي، تم طرحه على مستويات عليا في الولايات المتحدة، منها الرئيس ترامب، مقابل الإفراج عن ثلاثة إيرانيين معتقلين في تايلند بتهمة عمليات ضد إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن سفر رئيس البنك المركزي الإيراني إلى العراق والاتفاق مع بغداد هو جزء من عملية التفاوض بين طهران وواشنطن من أجل تبادل السجناء.

وفي محاولة من الحكومة للسيطرة على وضع الدولار سافر رئيس البنك المركزي إلى بغداد لاستعادة أموال إيران التي على العراق أن يدفعها. ونال هذا الخبر اهتمام كثير من الصحف حيث كتبت صحيفة “اقتصاد سرآمد” بأن العيون كلها متجهة نحو العراق لنرى هل يعود عبد الناصر همتي ومعه الدولارات أم لا؟

وكان همتي، محافظ البنك المركزي الإيراني، الذي سافر إلى العراق الإثنين الماضي، قد صرح إنه تم التوصل إلى اتفاق مع المسؤولين العراقيين بشأن الإفراج عن الأموال الإيرانية.

وكتب “همتي” على صفحته على “إنستجرام”، أنه تم خلال لقاء مع رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين المصرفيين والاقتصاديين العراقيين، التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الأموال المعلقة للبنك المركزي الإيراني واستخدامها في “توريد السلع الأساسية”.

وأشار إلى أن مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي أكد أنه سيتابع إجراءات هذا الاتفاق أسبوعيًا.

يذكر أن حميد حسيني، عضو غرفة التجارة الإيرانية العراقية، قد أعلن في وقت سابق تعليق عملية تسليم الأموال لصادرات إيران من الغاز والكهرباء إلى العراق بسبب العقوبات الأميركية ضد البنك المركزي الإيراني، وكان من المقرر أن تحصل إيران على أموال هذه الصادرات في حساب مصرفي كانت قد فتحته لدى البنك التجاري العراقي.

كما أن “حسيني” قال في وقت سابق: إن العراق مدين لإيران بقيمة 5 مليارات دولار.

ربما يعجبك أيضا