حياد تجاه الصين وروسيا.. ما دلالات بيان قمة مجموعة الـ20؟

محمد النحاس

تضمن البيان نوع من الخطاب المختلف، بشأن قضية الدين العالمي، وإصلاح المؤسسات الدولية كالبنك الدولي، وذلك بهدف معالجة الضغوط المتزايدة على البلدان الفقيرة.


تجنب البيان المشترك لقمة مجموعة الـ 20 المنعقدة بالهند، والذي صدر أمس السبت 9 سبتمبر 2023، إدانة موقف روسيا في أوكرانيا.

وبدلًا من ذلك أعرب البيان عن الأسف “لمعاناة” الشعب الأوكراني، في تحول عن لهجة قمة العام الماضي في بالي بإندونيسيا، حين أدان الزعماء الدور الروسي في الحرب، داعين موسكو إلى سحب قواتها من أوكرانيا.

ماذا قال البيان عن أوكرانيا؟

أشار البيان المشترك إلى “التأثير السلبي للحروب والصراعات في جميع أنحاء العالم”، ودعا روسيا إلى السماح بتصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا، وأبدى دعم دول المجموعة للسلام “العادل والدائم”، وفقًا لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها.

وفي الإعلان المشترك، كانت لغة القادة الغربيين الذين أمضوا العامين الماضيين في تسليح أوكرانيا ودعمها سياسيًّا أقل حدة، ولم يكد الرئيس الأمريكي جو بايدن يذكر الحرب تقريبًا. وبينما دافع مسؤولون أمريكيون وغربيون عن بيان القمة، أبدى مسؤولون من كييف عدم رضاهم، حسب نيويورك تايمز.

خطوة تجاه الجنوب العالمي

حسب التقرير، تضمن البيان خطابًا مختلفًا بشأن قضية الدين العالمي، وإصلاح المؤسسات الدولية كالبنك الدولي، وذلك بهدف معالجة الضغوط المتزايدة على البلدان الفقيرة، بالإضافة إلى دعوة الاتحاد الإفريقي إلى الانضمام إلى مجموعة العشرين في خطوة لافتة، فضلًا عن مساعدة ودعم الدول الفقيرة لتمكينها من التعامل مع تبعتات تغير المناخ.

ويضم الاتحاد الإفريقي 55 عضوًا، لكن جرى تعليق عضوية 6 دول بسبب الانقلابات العسكرية. ويبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد 3 تريليونات دولار، ويصل عدد سكان دول الاتحاد الإفريقي إلى 1.4 مليار نسمة.

غياب بوتين وشي

في تفسيره لتوجه الإعلان المشترك، أوضح الخبير وصاحب الباع الطويل في السياسة الخارجية، والرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد ناثان هاس، أن البلد المضيف (الهند) عازم على عدم استعداء الصين أو روسيا”، واصفًا البيان والقمة بأنهما “ليس بإمكانهما حل الصراع”.

وحسب ما نقلت نيويورك تايمز عن هاس، كان الرئيس الأمريكي حريصًا على تعزيز علاقات الولايات المتحدة بالهند “كما هو نهج الرؤساء السابقين”. وأشار هاس إلى أن بايدن “حقق نجاحًا محدودًا”، ووفقًا للتقرير فقد تجنب الرئيس الأمريكي “بنحو لافت” الحديث عن الديمقراطية أمام الاستبداد، وهو الحديث الذي يبني عليه الكثير من مفردات خطاباته بالداخل والخارج.

وكان غياب اثنين من قادة المجموعة الأكثر نفوذًا (الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين) إلى جانب الحرب المستمرة في أوكرانيا، مثار تساؤلات عما إذا كانت القمة يمكن أن تحقق أي شيء يمكن التعويل عليه في ظل الانقسامات الجيوسياسية الحالية، وفق التقرير.

بايدن على الهامش

على عكس السنوات الماضية، لم تعقد الولايات المتحدة اجتماعات مهمة مع الحلفاء والدول المنافسة، وظل بايدن على الهامش سامحًا لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بتولي زمام الأمور.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي فيتنام، حيث من المتوقع أن يحتفل برفع مستوى العلاقات معها، على الرغم من المخاوف التي أثارتها حملة القمع الأخيرة في البلاد، وفق نيويورك تايمز.

لحظة تناقض للهند

تأتي رئاسة الهند لمجموعة الـ 20 في لحظة تناقض داخلية، إذ يتزامن صعودها إلى المسرح العالمي وأداء دور أبرز وأكثر حضورًا مع تزايد الانقسامات في الداخل.

وبينما رئيس الوزراء الهندي يستغل نقاط قوة بلاده مثل الاقتصاد سريع النمو، وقوة العمل الفتية، والقدرة القوية للابتكار التكنولوجي والعلمي، لتحويلها إلى دولة متقدمة، يعمل على إعادة تشكيل الداخل وفق المبادئ الهندوسية الأولى. وقد اندلعت في الآونة الأخيرة توترات وفتن بين الهندوس والمسلمين.

اقرأ أيضًا|اجتماع بايدن ومودي على هامش قمة الـ20.. ما أبرز محاور النقاش؟

ربما يعجبك أيضا