«خاتم حديد».. هل تفعلها إيران وتعلنها حربًا مقدسة؟

سيناريو مرعب.. إيران تحذر العالم والمنطقة من زحف مقدس

يوسف بنده

إيران لم تعلن النفير المقدس بشكل رسمي، لكن التظاهرات التي ستعم مدن إيران غدًا الجمعة، بمثابة استعراض من نظام ذات طبيعية دينية، أعتاد أن يعلن سياسته عبر خطب الجمعة.


حينما قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال تواجده في نيويورك، الاثنين 23 سبتمبر 2024، إن “حزب الله اللبناني لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردًا”.

لم يكن يقلل من قدرة أهم الفصائل الموالية لإيران بالمنطقة، وإنما كان يبعث رسالة تحذير للعالم من احتمالية مواجهة حرب مقدسة باسم نصرة المجاهدين في وجه العدو الإسرائيلي، وهو ما يعيد استنساخ تجربة الحرب في سوريا وظهور جماعات جهادية من بقاع الأرض كافة.

خاتم خامنئي

خامنئي يظهر مرتديًا خاتمًا من حديد

زحف مقدس

جاءت لهجة المرشد الأعلى، علي خامنئي بلهجة مختلفة عن تلك التي أطلقها السياسيون الإيرانيون، خاصة أن حكومة بزشكيان تسعى لإطلاق عبارات تساعد على تحقيق الحوار مع الغرب.

أما خامنئي، فقد قال لدى استقباله أمس الأربعاء 25 سبتمبر، المحاربين القدامى وأسرهم، في الحرب العراقية-الإيرانية، التي تُطلق عليها إيران “الدفاع المقدس”: “قوة حزب الله أكبر من أن تهزم.. والنصر حليفها وحليف المقاومة في فلسطين”.

وهي رسالة تحذير من تحويل المعركة مع إسرائيل إلى زحف مقدس باسم الجهاد ونصرة المجاهدين، فقد ارتدى خامنئي في لقائه بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس، خاتمًا من حديد، وبحسب موقع جهان نيوز الإيراني، أمس الأربعاء، فإن الخاتم يشبه ما ارتداه الإمام علي وقت حربه مع الخوارج.

مهدي سلحشور يبايع حزب الله على الجهاد

مهدي سلحشور يبايع حزب الله على الجهاد

وهذه الإشارات الدينية، تكشف عن أن إيران لا تحتاج إلى إعلان وقوفها المباشر بجانب حزب الله ضد إسرائيل، فإن الزحف المقدس، هو المرحلة الثانية من وحدة الساحات التي أطلقتها إيران منذ عملية طوفان الأقصى، بأن قامت الفصائل الموالية لإيران باستهداف إسرائيل ومصالحها دون التحرك نحو الأراضي المحتلة.

كلمة عباس عراقجي أمام مجلس الأمن

أولوية الحفاظ على التوازن

قد لا تتورط إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، لأنها تدرك أن ذلك الأمر سيضعها أمام مواجهة غضب العالم الغربي، لكنها أيضًا لن تترك حزب الله يواجه مصيره وحده، وإلا فقدت قدرتها على تحقيق التوازن في المنطقة.

ولذلك ستعمل طهران على وضع المنطقة كافة في دائرة الخطر، خاصة أن تحريك الأمر باسم الحرب المقدسة قد يُحيى العديد من التنظيمات الجهادية، وهو ما سيجعل قوى المنطقة تضع على رأس أولوياتها إطفاء تلك الحرب، خشية من جحيم الجهاديين.

وبالرجوع إلى خطاب المرشد الأعلى أمس الأربعاء، فإن مسألة الحفاظ على التوازن الإقليمي، هي جزء من إستراتيجية نظام ولاية الفقيه في إيران، فقد قال خامنئي: “إننا نرفض الهيمنة… سيستمر الصراع بين إيران وقوى الهيمنة لو لم تغير إيران نهجها وسياستها، ولن تفعل ذلك”.

وهذا الأمر مُلزم حتى للحكومة الإصلاحية التي تسعى للحوار مع الغرب، فحسب وكالة ايسنا الإيرانية، أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: “لقد قلنا بوضوح، إننا نتابع التطورات في المنطقة عن كثب، ولا يُمكن تحمل حرب واسعة في لبنان، ولا يمكن أن تقف إيران متفرجة أمام تطور كبير مثل هذا”.

حسن خميني حفيد المرشد المؤسس للجمهورية الإسلامية

حسن خميني حفيد المرشد المؤسس للجمهورية الإسلامية

إشارات للجهاد

لم تكن مخاوف صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الثلاثاء 24 سبتمبر، غير جادة، من قدوم نحو 40 ألف مقاتل أتوا من دول مختلفة بما في ذلك العراق واليمن وسوريا ويتواجدون بالقرب من مرتفعات الجولان.

فقد تواترت رسائل المبايعة على الجهاد لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، وهو ما يفتح المنطقة على سيناريوهات أسوأ من صدام قوتين إقليميتين هما إيران وإسرائيل. فحسب وكالة مهر الإيرانية، أمس الأربعاء، بعث حسن خميني، حفيد المرشد المؤسس للجمهورية الإسلامية، رسالة إلى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، جاء فيها: “أنا مثل كل أبناء الخميني.. مستعد لتقديم أية خدمة في سبيل الدفاع عن الإسلام وفي طريق الجهاد ضد الكيان الصهيوني.. وعلى استعداد أن أكون معكم في أية خندق ترونه ضروريًا”.

حسن عاملي

حسن عاملي

ثم جاءت رسالة إمام جمعة أردبيل، حسن عاملي، إلى نصر الله، التي قال فيها: “تأتيني رسائل شباب من أذربيجان وأردبيل وتبريز وأرومية وزنجان وحتى باكو (عاصمة أذربيجان)، يطالبونني بإلحاح أنه إذا دخل الجيش الإسرائيلي الغاشم إلى لبنان عن طريق البر، فيجب إرسالهم إلى لبنان في أسرع وقت ممكن”.

كذلك، بعث مهدي سلحشور، أحد المنتسبين إلى لواء “فاطميون” الذي قاتل في سوريا، برسالة إلى حزب الله قائلًا: “أعلن بأنّي وعائلتي وجميع الفعالين في هيئة “فاطميون – قم” على استعدادٍ تام للفداء والولاء والمجيء إلى لبنان وفلسطين للجهاد في سبيل الله حتى نعلن تحرير القدس بإذن الله تعالى”.

اللجنة المركزية لمساجد قم ترفع الدعاء نصرة لحزب الله

اللجنة المركزية لمساجد قم ترفع الدعاء نصرة لحزب الله

ضغط إيراني

حتى الآن تهدف التحركات الإيرانية لإظهار خطورة ما يحدث في لبنان، وذلك من خلال إظهار جدية التحذيرات الإيرانية، فقد حذّر وزير الخارجية الإيراني، أمس الأربعاء من أن الشرق الأوسط يقف اليوم “على شفير كارثة شاملة”.

فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستجد نفسها في مواجهة حرب متعددة الجبهات، إذا ما ساندت حليفتها إسرائيل، فقد حذرت كتائب حزب الله العراقية، أمس الأربعاء، من شن إسرائيل هجومًا على العراق، متوعدة باستهداف القواعد الأمريكية في العراق ردًا على هجوم كهذا.

وإن كانت إيران لم تعلن النفير المقدس بشكل رسمي، لكن التظاهرات التي ستعم مدن إيران غدًا الجمعة عقب صلاة الجمعة. وكذلك رفع الدعاء في مساجدها نصرة لحزب الله اللبناني، بمثابة استعراض من نظام ذات طبيعية دينية، أعتاد أن يعلن سياسته عبر خطب الجمعة.

خامنئي يلتقي مع مقاتلي الحرب المقدسة2

خامنئي يلتقي مع مقاتلين قدامى، ويرفع آية تحث على نصرة المجاهدين والمظلومين

ربما يعجبك أيضا