خبراء: اقتصادية قناة السويس تقود الاستثمارات الأجنبية في مصر

خبراء لـ«رؤية»: حوافز الاستثمار وأزمة تايوان تعززان تواجد الصين بمصر

محمود عبدالله
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

أكد خبراء ومستثمرون، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تقود الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر خلال الفترة المقبلة، بفضل التيسيرات التي تمنحها الدولة للمستثمرين، فضلا عن الموقع الجغرافي.

وشهدت الفترة الأخيرة، تنافسًا كبيرًا بين مستثمرين من مختلف البلدان وعلى رأسهم الصين وكوريا، خاصة مع الاهتمام الآسيوي للاستثمار بالمنطقة في قطاعات متنوعة، لا سيما من الجانب الصيني.

استثمارات الصين

جذبت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نحو 128 مشروعًا، بالمناطق الصناعية والموانئ في الفترة من يوليو 2023 حتى مارس 2024، بتكلفة استثمارية تتخطى 3 مليارات دولار، تمثل الاستثمارات الصينية 40% منها، بحسب بيانات رسمية للمنطقة.

وتتمثل أهم الاستثمارات الحالية والمستقبلية، مجالات متنوعة منها إنتاج الطاقة وصناعات السيارات ومواد البناء والمنسوجات والملابس وغيرهما من القطاعات الصناعية والخدمية المستهدفة باستراتيجية المنطقة الاقتصادية.

مصر والصين

قال نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني الدكتور مصطفى إبراهيم، إن الفترة الأخيرة شهدت تواجدًا صينيًا بشكل كبير وجاد في مصر، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

إبراهيم مصطفى

وأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن هناك رغبة من جانب رؤساء الشركات الكبرى والمقاطعات الصينية المختلفة في زيادة التبادل التجاري مع مصر والتوسع في القطاعات الصناعية والخدمية.

الانبعاثات الحرارية

حسب نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، شهدت قيمة التجارة بين مصر والصين انخفاضا بنسبة 20% لتسجل 13.85 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.62 مليار دولار خلال 2022.

وأوضح “إبراهيم” أنه من أبرز الأسباب التي تدفع الصين إلى التوسع في مصر، التسهيلات المقدمة من جانب الحكومة، بجانب مشكلة الانبعاثات الحرارية إذ ترغب بكين في نقل الصناعات الناشئ عنها انبعاثات حرارية خارج البلاد، وكذا الصناعات كثيفة العمالة.

تكلفة العمالة

أشار نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، إلى أنه مع زيادة تكلفة العمالة بالصين، أصبح لدى المستثمرين رغبة في التخلي عن الصناعات كثيفة العمالة وتحويلها إلى خارج البلاد لأسواق أقل تكلفة مثل مصر للحفاظ على تنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية.

لفت مصطفى إبراهيم إلى أن احتدام الصراع المحتمل والأزمة القائمة بين الصين وأمريكا بسبب تايوان من الأسباب المؤدية لانتعاش استثمارات بكين في مصر، إذ تدفع الصين إلى التخطيط المسبق والاتجاه إلى شركاء آخرين معهم، ومصر بمناطقها الصناعية الجديدة مهيأة لتلك الشراكة.

الاستثمارات الأجنبية

قال سعيد يونس عضو جمعية مستثمري السويس، إن المنطقة الاقتصادية تقود الاستثمارات الأجنبية بدعم الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية، والترويج في آسيا، لا سيما في الصين والهند واليابان، ما يفسح المجال لتنفيذ مشاريع استثمارية عبر الاستفادة من الفرص المتنامية في تلك البلاد.

سعيد يونسوأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أنه تكمن أهمية الاتجاه نحو آسيا في ظل عدم التوسع الأوروبي نحو ضخ المزيد من الاستمارات في الخارج، ومن ثم فإن تمتع آسيا بمزيد من الموارد وشهيتها الاستثمارية من أهم العوامل التي تدفع إلى التوسع عالميًا خاصة الصين واليابان والهند.

الوقود الأخضر

أشار إلى أن نجاح اقتصادية قناة السويس في طرق أبواب البلدان الآسيوية وإظهار الفرص الاستثمارية بالمنطقة ومقابلة مستثمرين في قطاعات متنوعة من بينها السيارات والأدوية والوقود الأخضر والصناعات المغذية له، عزز من جذب مستثمرين بتلك المجالات.

ولفت إلى أن مصر تهدف إلى تحويل المنطقة كمركز اقتصادي تجاري عالمي مرتكزة على الصناعة والنقل البحري وأنشطة اللوجستيات لتوفير فرص عمل جديدة للشباب ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.

وتابع أنه من العوامل التي تعزز من الترويج للاستثمار، ما تتمتع به المنطقة الاقتصادية من موقع استراتيجي فريد على طول البحر الأحمر من أجل المشاركة في التجارة بين الشرق والغرب عبر قناة السويس، كما تعد المنفذ الرئيسي للقارة الإفريقية.

ربما يعجبك أيضا