خبير عسكري لـ«رؤية»: انقلاب النيجر إنذار خطر للنفوذ الغربي والفرنسي (1-2)

آية سيد
خبير عسكري لـ«رؤية»: انقلاب النيجر إنذار خطر للنفوذ الغربي والفرنسي (2-2)

في تصريحات خاصة لشبكة رؤية الإخبارية، رأى اللواء محمد عبدالواحد أن انقلاب النيجر جزء من صراع النفوذ في المنطقة، ويمثل خسارة جديدة لفرنسا والغرب.


عقد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، اجتماعًا طارئًا، اليوم الأحد 30 يوليو 2023، في نيجيريا.

وحسب وكالة أنباء رويترز، قررت المجموعة منح قادة انقلاب النيجر مهلة أسبوع لإعادة تنصيب الرئيس، محمد بازوم، وإلا سيواجهون عقوبات واستخدام محتمل للقوة، مشيرين إلى أن الخيار العسكري مطروح أيضًا.

اجتماع إيكواس                                  

قال قادة دول إيكواس إن العقوبات ضد قادة الانقلاب في النيجر قد تشمل عقوبات مالية وقيود على السفر وإقامة منطقة حظر جوي. ولأن الخيار العسكري مطروح أيضًا، قال البيان الختامي للاجتماع أن وزراء دفاع إيكواس سيجتمعون على الفور، منددًا بدعم بعض الدول الأجنبية والمتعاقدين العسكريين للانقلاب، وفق رويترز.

وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، حذر المتحدث باسم المجلس العسكري النيجري، العقيد أمادو عبد الرحمن، من التدخل العسكري.

وقال في بيان متلفز، أمس السبت، إن هدف اجتماع إيكواس هو “التصديق على خطة العدوان على النيجر عبر تدخل عسكري وشيك في نيامي، بالتعاون مع دول إفريقية أخرى ليست عضوًا في إيكواس، ودول غربية معينة”.

صراع نفوذ

في هذا الإطار، تحدث خبير الأمن القومي المصري ومتخصص الشؤون الإفريقية، اللواء متقاعد محمد عبدالواحد، في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية” لاستقراء ما يحدث في النيجر. ولم يستبعد اللواء عبدالواحد حدوث تدخل عسكري في النيجر، مثلما حدث من قبل في زامبيا، وغينيا بيساو، ومالي.

ورأى اللواء عبدالواحد أن الانقلاب الذي حدث في النيجر، والصراعات في المنطقة، تُعد “جزءًا من استراتيجية الصراع الدولي بين الغرب، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها في دول أوروبا، وبين الشرق، متمثلًا في روسيا والصين”، موضحًا أن ما حدث في منطقة الساحل الإفريقي، والسودان، ودول المنطقة الأخرى، هو جزء من صراع النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضًا| كيف يؤثر انقلاب النيجر في الخطط الأمنية الأمريكية بغرب إفريقيا؟

مصالح متعددة

عدد اللواء عبدالواحد الأسباب التي تجعل الغرب ممانعًا لأي تدخل آخر في النيجر. ومن ضمن هذه الأسباب مصالح الغرب، والموقع الاستراتيجي للنيجر في المنطقة.

ولفت إلى أن النيجر تستضيف قاعدة عسكرية فرنسية، وقاعدة ألمانية لوجيستية، وقاعدتين أمريكيتين لطائرات بدون طيار. وأيضًا، يُبقي الغرب عينه على النيجر باعتبارها ثاني أكبر منتجع لإنتاج اليورانيوم في العالم، الذي يُستخدم في صناعة القنابل النووية ووقود المفاعلات النووية.

خسارة فرنسية

كان الرئيس بازوم يتبع الكتلة الغربية، ولديه علاقات طيبة مع فرنسا والولايات المتحدة، وبالتالي فإن الانقلاب عليه “يمثل خسارة جديدة للنفوذ الفرنسي في المنطقة، وهو ما لن يسمح به الغرب”، حسب ما رأى اللواء عبدالواحد. وقال إن “النيجر كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع فرنسا”.

وأشار إلى أن “النفوذ الفرنسي في المنطقة تراجع بشدة في الفترة السابقة لصالح النفوذ الروسي، مثلما تجلى في إفريقيا الوسطى، ومالي، وبوركينا فاسو، التي كانت جميعها دول نفوذ فرنسي منذ فترة الإرث الاستعماري”.

وأضاف: “هذه الدول تخلت عن فرنسا، وتعالى الصوت الشعبوي في دول غرب ووسط إفريقيا، منددًا بالوجود الفرنسي. وكل هذا ليس من مصلحة الغرب”.

اقرأ أيضًا| جيش النيجر يعلن ولاءه لقادة الانقلاب

إنذار خطر

في تصريحات خاصة لـ “رؤية”، قال اللواء عبدالواحد إن هذا الانقلاب الأخير يُعد “إنذار خطر للنفوذ الغربي والفرنسي”، مرجحًا أنهم سيسعون لمحاولة إفشاله بقدر المستطاع. وأوضح أن الأداة الوحيدة لإفشال الانقلاب هي وجود “طرق شرعية” من خلال منظمات إقليمية في المنطقة تستطيع التدخل، مثل “إيكواس”.

وأشار اللواء عبدالواحد إلى أن “إيكواس” ليس تجمعًا اقتصاديًّا وحسب، بل له بُعد سياسي، ويمكن استخدام قواته كقوات حفظ سلام، وأن تتدخل في حالة الصراعات، أو الانقلابات العسكرية.

وأضاف أن “إيكواس” تدخل من قبل في بعض الدول الإفريقية، مثل كوت ديفوار في 2003، ومالي في 2012، وزامبيا عندما رفض الرئيس مغادرة السلطة بعد خسارة الانتخابات، وغيرها من الدول.

ولاء غير واضح

تكمن مشكلة “إيكواس” في أن “ولاءه غير واضح”، خاصة في الديمقراطية، لأنه يتسم بـ”ازدواجية المعايير”، حسب اللواء عبد الواحد، الذي عزا السبب إلى أنه “يرحب بالتدخل في دولة ولا يرحب بالتدخل في دولة أخرى”. ولهذا تلاحق “إيكواس” اتهامات بأنه أداة في يد فرنسا والولايات المتحدة لحماية مصالحهما في غرب ووسط إفريقيا.

وقال اللواء عبدالواحد إن هذا ظهر “بعد موقف إيكواس الصارم من الانقلاب العسكري في مالي، في 2020، على يد ضباط قرروا إنهاء الوجود الفرنسي في المنطقة لصالح الوجود الروسي”.

ربما يعجبك أيضا