خبير علاقات دولية لـ«رؤية»: هكذا تزيد حرب روسيا تأثير جماعات اليمين في أوروبا

أحمد ليثي

حجم وتأثير الجماعات اليمينية يتسع في السنوات الأخيرة في مختلف النظم السياسية في العالم.


أثارت الحرب الروسية الأوكرانية موجة من النشاط بين قادة الميليشيات الأوروبية اليمينية المتطرفة، وتباينت ردود الفعل في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفقًا لـ”نيويورك تايمز“، نشر قادة الميليشيات في فرنسا وفنلندا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة إعلانات عبر الإنترنت تحث أنصارهم على المشاركة في القتال ضد روسيا، والتخطيط للسفر إلى الخطوط الأمامية لمواجهة جنودها في حربها ضد أوكرانيا، بحسب مجموعة بحثية.

وجود جماعة يمينية في بلد ما لا يعني فشلها

قال الباحث في العلاقات الدولية، عمرو صقر، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن حجم وتأثير الجماعات اليمينية يتسع في السنوات الأخيرة في مختلف النظم السياسية في العالم، لكن وجود جماعة يمينية في دولةٍ ما لا يعني “فشلها”، فهذا أمر داخلي تتعامل معه الحكومات والمجتمع المدني، ولا يمكن استخدامه كذريعة لتبرير احتلال دولة ذات سيادة، وأن روسيا لديها جماعات يمينية متطرفة.

وأوضح صقر، أن قطاعات كبيرة من الشعب الروسي ترفض الحرب، فهم يرتبطون بعلاقات نسب وصداقة مع أوكرانيين، ويرون أنهم لم يقرروا هذه الحرب، لكن روسيا استقدمت مقاتلين من الشرق الأوسط لسببين، الأول لتفادي ضغط عائلات المجندين الروس والغضب العام، والثاني لاستخدامهم كعملاء في مهمات سرية واستخباراتية في دول الناتو كونهم ليسوا مجندين روس، لتجنب الصدام المباشر.

الصراع الدائم بأوكرانيا يؤثر في الأمن الأوروبي

أوضح صقر أنه إذا استمرت الأوضاع مثلما نشهدها الآن، فإن الحرب ستطول وتتحول إلى حرب غير نظامية وعشوائية وستتعقد، خصوصًا مع قدوم مقاتلين أجانب يسترزقون من دوام الحرب، هذه الحرب الدائمة ستؤثر في الأمن الأوروبي والعالمي، ولذلك فإن على القوي الدولية أن تتدخل لإنهائها.

وعلق صقر: “أعتقد أن روسيا لم تكن مستعدة لهذا السيناريو كما تصورته في البداية على أنه فقط عملية عسكرية”. وتابع: “بعض المقاتلين الأجانب سيعبر الحدود إلى أوروبا، ما يؤدي إلى ازدياد معدل الجريمة والعنف، وتكوين مجموعات إرهابية إذا ما تطور الأمر”.

الأوكرانيون لا يستسلمون.. وعلى حلفاء روسيا الضغط عليها

بيّن صقر أن الشعب الأوكراني بمختلف طوائفه وحكومته يرفضون الاستسلام، ولكن في ظل انعدام الدعم الغربي لأوكرانيا الذي خيّب أمل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، فإن الحل هو التفاوض والوصول إلى حل وسط.

وقال زيلينسكي مخاطبًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللغة الروسية: “دعنا نجلس إلى طاولة المفاوضات لوقف موت الناس”. وهذا بالفعل ما يرغب فيه زيلينسكي مثلما يتبين من تكرار دعوته للجلوس حول طاولة المفاوضات مع بوتين، وهنا يجب التأثير في الدبلوماسية الروسية بوسائل ضغط من حلفائها، بحسب نيويورك تايمز.

هل تسعى روسيا للتفاوض؟

كشف صقر أن أي عملية تفاوض تتضمن تنازلات، والشعب الأوكراني الذي يعيش ويلات الحرب الآن سيرضى بالاتفاق السياسي تجنبًا لخسارة الأرواح ووقف عمليات الهدم، ولكن السؤال الأهم: إلى أي مدى يرغب الروس في نجاح المفاوضات؟ ستسعى روسيا هي الأخرى جديًّا في عملية التفاوض إذا ما تعثرت عمليتها العسكرية أكثر من ذلك، ومع حدة تأثير العقوبات المفروضة عليها؟

وأوضح أنه “إذا لاقى أي اتفاق معارضة شعبوية يمنية، فإنه يمكن التعامل مع هذا في اتجاهين: الأول هو استخدام هذه الورقة دبلوماسيًّا من جانب أوكرانيا للتشديد على أن أي تنازلات مبالغ فيها ستسبب عدم استقرار وحرب أهلية ستنعكس على أمن روسيا، والاتجاه الثاني هو فتح قنوات سياسية بين الحكومة والنشطاء اليمنيين لإقناعهم بضرورة الحل التفاوضي”.

ربما يعجبك أيضا