خبير لـ«رؤية»: مكاسب المستثمرين خلال عام تبددت في يوم

مبيعات مكثفة للمستثمرين الأجانب بأسهم الذكاء الاصطناعي عالميًا

محمود عبدالله

شهدت الأسواق العالمية يومًا تاريخيًا من الخسائر، ولم يكن الانخفاض القياسي الذي حدث اليوم الاثنين 5 أغسطس 2024 في العديد من المؤشرات القياسية مدفوعًا فقط بمخاوف الركود من البيانات الأمريكية الضعيفة والين الأقوى فقط.

ولكن أبرز هذه الأسباب، ارتفاع ملكية الأجانب بشركات تصنيع الرقائق في آسيا، نتيجة لازدهار الذكاء الاصطناعي العالمي الذي استمر عامًا، ولذلك هو وراء التقلب الملحوظ في الأسواق.

خسائر الأسهم

قال الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية الدكتور “خالد الشافعي”، إن مكاسب المستثمرين بالأسهم الرئيسية تبددت في يوم واحد، ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا لفقدان مستثمري آسيا كل مكاسبهم.

وانخفض مؤشر نيكاي 225 القياسي للأسهم اليابانية بنسبة 12.4% اليوم بعد انخفاضه بنسبة 5.8% يوم الجمعة، ما يجعل هذا أسوأ انخفاض له على مدار يومين في التاريخ، مع توقف تداول العقود الآجلة لفترة وجيزة.

العقود الآجلة

في كوريا الجنوبية، تم إيقاف التداول أيضًا في أسواق النقد والعقود الآجلة في مؤشرب كوسبي وكوسداك، وانخفض مؤشر كوسبي القياسي بنسبة قياسية بلغت 8.8% كما انخفض مؤشر تايكس التايواني بنسبة قياسية بلغت 8.4%.

الدكتور خالد الشافعي

وأضاف الشافعي في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن الأسهم العالمية تراجعت تحت وطأة أرقام التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية، فضلًا عن المخاوف من الركود التي أعقبت ذلك كمسؤولة جزئية أيضًا.

سعر الفائدة

في اليابان، كانت أسعار الأسهم تحت الضغط أيضا منذ رفع البنك المركزي سعر الفائدة القياسي الأربعاء الماضي، حيث ارتفع الين بأكثر من العُشر مقابل الدولار الأمريكي في الشهر الماضي، وهو ما دفع إلى التخلص من تجارة الين، حيث يقترض المستثمرون بالين للاستثمار في أصول ذات عائد أعلى، وهو ما ساهم أيضًا في عمليات البيع.

وأشار الشافعي، إلى أن أسهم شركات تصنيع الرقائق في آسيا والتي سجلت بعض أكبر الخسائر اليوم تلعب دورًا محوريًا في الخسائر الراهنة، حيث تظهر أن هناك ديناميكيات أخرى تعمل بجانب قرارات الفائدة الأمريكية والخوف من حدوث ركود أمريكي.

أسهم الذكاء الاصطناعي

انخفضت أسهم شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات TSMC، أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، بنسبة قياسية بلغت 9.8%، وهو ما يقل قليلاً عن الحد اليومي البالغ 10%، كما انخفضت أسهم شركة سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية وشركة “إس كيه هاينكس” بنحو 10%.

وفي اليابان، انخفضت شركة رينيساس بنسبة 15%، في حين انخفضت شركة تصنيع معدات الرقائق طوكيو إلكترون بنسبة 10%، ليصل الانخفاض إلى 40% خلال الشهر الماضي.

توقعات الأسهم

أشار الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، إلى أنه طالما ظلت الأوضاع الاقتصادية العالمية غير مؤكدة، فإن التقلبات لشركات تصنيع الرقائق وأسواق الأسهم في آسيا ستظل مرتفعة، ما يدفع إلى تحقيق الخسائر.

ويتفاقم التأثير على الأسواق الأوسع نطاقا بسبب الأوزان الثقيلة لهذه الشركات في الأسواق المحلية، على سبيل المثال، تمثل شركة TSMC ما يقرب من ثلث مؤشر البورصة في تايوان، وتعد شركة سامسونج أكبر مكون في مؤشر كوسبي.

مشتريات الأجانب

سجلت عمليات شراء المستثمرين الأجانب لشركات تصنيع الرقائق في آسيا أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا العام حيث كان يُنظر إلى القطاع على أنه المستفيد الرئيسي من طفرة الذكاء الاصطناعي العالمية.

وتمثل الملكية الأجنبية حوالي ثلاثة أرباع أسهم TSMC المدرجة في تايوان، وبالنسبة لشركة سامسونج و”إس كيه هاينكس” فقد تجاوزت هذه النسبة أيضًا 50%.

وحسب التقارير العالمية، سجل المستثمرون الأجانب صافي بيع بما يزيد على مليار دولار في الأسهم الكورية اليوم، حيث كانت شركة سامسونج وحدها مسؤولة عن نصيب الأسد من هذا المبلغ، وشهدت شركة TSMC بالفعل علامات على الخروج الأجنبي خلال الشهر الماضي.

ربما يعجبك أيضا