بسبب الطائرات المسيرة.. إسرائيل قنصت «الصياد» في قلب طهران

يوسف بنده

تأتي عملية اغتيال خدايي في ظل تبادل الزيارات العسكرية بين واشنطن وتل أبيب، لوضع خطط عسكرية للتعامل مع برنامج إيران النووي في حال انهيار مفاوضات فيينا.


اغتيل الضابط بالحرس الثوري الإيراني، العقيد حسن صياد خدايي، أمس الأحد 22 مايو 2022، بإطلاق نار من قبل شخصين على دراجة نارية، أمام منزله شرق طهران في أثناء إجازته، حسب وكالة تسنيم.

عملية اغتيال أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني، ممن قاتلوا في سوريا أو العراق، هي ثاني عملية اغتيال تقع في العاصمة الإيرانية بعد اغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 قرب طهران.

مدافعو الحرم

يشير الحرس الثوري إلى أن خدايي، هو أحد مدافعي الحرم، أي العتبات المقدسة، ما يعني أنه أحد القادة العسكريين الإيرانيين الذين يجري إرسالهم إلى سوريا والعراق، الذين تقول إيران إنهم يقاتلون نيابة عنها لحماية المواقع الشيعية هناك، من جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

ويشغل خدايي منصب قائد عمليات تصنيع الصواريخ والمسيرات في سوريا، وهو أيضًا مساعد المدير العام للتصنيع الصاروخي في وزارة الدفاع. ويعد من القيادات الميدانية الإيرانية البارزة في سوريا، وهو من المساعدين السابقين للجنرال قاسم سليماني، ما يعني أن اغتياله قد يكون أكبر اختراق أمني على هذا المستوى منذ اغتيال كبير العلماء العسكريين النوويين، فخري زاده، حسب صحيفة الجريدة الكويتية.

إسرائيل المتهمة باغتيال خدايي

وصف الحرس الثوري، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني سباه نيوز، عملية اغتيال خدايي بـ”الإرهابية”، ويقف خلفها عناصر على ارتباط بـ”الاستكبار العالمي”، وهي العبارة التي تستخدمها السلطات الإيرانية للإشارة إلى أمريكا وحلفائها وفي مقدمهم إسرائيل.

وتقلق إسرائيل من المحاولات الإيرانية لإرسال طائرات مسيرة، من العراق وسوريا، حيث قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عقب العرض الذي قدم فيه الجيش الإيراني، أسطوله من الطائرات المسيرة، في إبريل الماضي: إن “الطائرات المسيرة الهجومية تشكّل اليوم تهديدًا أكبر مما عرفناه في السنوات السابقة”.

وتتخوف تل أبيب من تعزيز التواجد الإيراني في سوريا بعد انسحاب روسيا الجزئي لانشغالها بالحرب في أوكرانيا.

عمليات متبادلة

تأتي عملية اغتيال خدايي بعد سلسلة من العمليات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، فقد استهدفت إسرائيل قواعد عسكرية في سوريا، مساء الجمعة الماضية، وذلك بعد ساعات من اتهام وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى رضا صفي الدين، صهر قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، بتهريب أسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان.

وقبلها أعلنت إسرائيل عن إحباط مخططات إيرانية لاغتيال شخصيات إسرائيلية وغربية. هذا، وأعلن الحرس الثوري الإيراني عن تفكيك خلية لشبكة جهاز المخابرات الإسرائيلي، واعتقال أفرادها. وقال بيان للحرس الثوري: “بتوجيه من جهاز المخابرات التابع للنظام الصهيوني، حاولت الشبكة سرقة وتدمير الممتلكات الشخصية والعامة والخطف وانتزاع اعترافات ملفقة من خلال شبكة من البلطجية”، حسب موقع مثلث.

وعد إيراني بالثأر لخدايي

علق الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، على اغتيال العقيد خدايي، بالوعد بالثأر، وملاحقة من يقف وراء هذه العملية، قائلًا: «أؤكد على الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة من قبل المسؤولين الأمنيين، وليس لديّ شك في أن الانتقام لدماء هذا الشهيد العظيم من أيدي المجرمين أمر حتمي».

وأفادت القناة 13 بأن خدايي كان يقف وراء سلسلة من الهجمات على إسرائيليين حول العالم. متهمة القائد الإيراني بالوقوف وراء خطط لاغتيال القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، حسب وكالة مهر الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا