خدعهم.. هل لعب المبعوث الأمريكي دورًا في اغتيال رئيس أركان حزب الله؟

واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية ضد لبنان بأن بيروت خط أحمر بالنسبة لإسرائيل

بسام عباس
نجيب ميقاتي وعاموس هوكشتاين

بعدما أُبْلغ لبنان رسميًّا أن الضربة الإسرائيلية جدية وواقع، ظل السؤال الذي يراوح مكانه، توقيتها وموقعها مع تشديد نقلته رسائل دبلوماسية إلى المسؤولين اللبنانيين أنها ستكون قاسية وقوية.

وكانت الاتصالات الرسمية بالخارج قد توالت، وأكثرها تواترًا التواصل مع الموفد الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، لتفادي توجيه ضربة إسرائيلية إلى المدن اللبنانية أو إلى المطار، بينما أكد حزب الله أن أي ضربة ستوجه إلى لبنان سيعتبر عدوانًا وسيرد عليها.

عملية خداع

بعد استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضربة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حاول كبير مستشاري البيت الأبيض، عاموس هوكشتاين، دفع المسؤولين اللبنانيين للتأثير على حزب الله وعدم الرد على أي هجوم تشنه إسرائيل.

وقاد عاموس هوكشتاين “حملة تضليل دبلوماسية” وخدع المسؤولين اللبنانيين ليعتقدوا أن إسرائيل لن تهاجم عاصمة لبنان أو ضواحيها الجنوبية، حسبما ذكرت صحيفة الأخبار اليومية اللبنانية، اليوم الخميس 1 أغسطس 2024.

وأبلغ هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين بأن الضربة الإسرائيلية ستكون خارج بيروت وضواحيها. وأصر على تسريب هذه المعلومات تحت ما أسماه “نجاح الدبلوماسية الأمريكية”، بحسب الصحيفة، التي وصفت محادثات المسؤول الأمريكي مع الدولة اللبنانية بـ “عملية الخداع”.

سياسة الخداع

أوضح التقرير أن هوكشتاين كان يحاول الحصول على ضمانة من المسؤولين اللبنانيين بأن حزب الله لن يرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل ردًّا على الغارة على مجدل شمس نهاية الأسبوع الماضي، وفق ما ذكره موقع (the cradle)، في تقرير نشره الخميس 1 أغسطس 2024.

وتقول الصحيفة اللبنانية إن هوكشتاين كان أول من قاد اتصالات واشنطن مع بيروت في أعقاب عمليات القتل التي وقعت في بلدة هضبة الجولان المحتلة يوم السبت الماضي، منطلقًا من أن “مسؤولية حزب الله عن الحادث غير قابلة للنقاش”، ويأتي هذا رغم تقارير شهود عيان بأن صاروخ اعتراضي إسرائيلي من طراز القبة الحديدية تسبب في سقوط قتلى، ورغم تناقضات الرواية الإسرائيلية التي لا تزال تظهر.

وتواصل هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ممارسًا سياسة الخداع من خلال الإشارة إلى أن بلاده تبذل جهدًا كبيرًا لمنع التصعيد وإقناع إسرائيل بعدم مهاجمة بيروت وتحييد المدن والمدنيين، ولكن ما قاله هو ما حدث بالضبط.

خط أحمر

حث هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين على الضغط على حزب الله من أجل “ابتلاع” أي هجوم قد تشنه إسرائيل، كما جدد الاقتراح الأمريكي بفصل الجبهة اللبنانية عن غزة، وقد حاول المبعوث الأمريكي، منذ بداية الحرب، تأمين انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني حتى يتمكن المستوطنون من العودة إلى شمال إسرائيل.

ولكنّ حزب الله رفض النقاش في أي نقطة وأوصل رسالة عبر كل الوسطاء بأنه سيردّ على الضربة بضربة موازية لها، وسيرد على استهداف أي منطقة مدنية بضرب منطقة مدنية داخل الكيان، وهو ما قابله هوكشتين بادّعاء أن إسرائيل ليست في وارد ذلك، وأنها ستضرب هدفًا عسكريًّا.

ورفع هوكشتاين من مستوى التضليل بالقول إن “استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر”، وإلى الاتصالات الأمريكية، دخلت على الخط قوى أخرى، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، لتلعب أدوارًا مماثلة ولكن بدرجة أقل من التضليل.

حرب إقليمية

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في 31 يوليو 2024، أن الولايات المتحدة تسابق الزمن لمنع اندلاع حرب إقليمية بعد الغارة الإسرائيلية على بيروت، التي أسفرت عن مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، واغتيال تل أبيب لزعيم حماس إسماعيل هنية في طهران.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين قولهم إن “المحادثات ركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي، بعد أن أبلغ دبلوماسيون إسرائيليون محاورين غربيين أن جيشهم لا يخطط لمزيد من العمليات، إلا أن إيران توعدت برد قاس على عملية الاغتيال غير القانونية التي جرت على أراضيها.

ربما يعجبك أيضا