خسائر الزلزال المدمر تضاعف الضغوط على الاقتصاد التركي

بعد مرور نحو 23 يومًا من وقوع الزلزال المدمر الذي أصاب تركيا وسوريا، وخلف وراءه آلاف الضحايا والمصابين، تتغير تقديرات خسائره الاقتصادية.

وقدرت الخسائر الاقتصادية للزلزال المدمر في تركيا حتى الآن بأكثر من 84 مليار دولار، فتحتاج 11 ولاية إلى إعادة إعمار، حيث سقط  أكثر من 6 آلاف مبنى، ما سيضغط على ميزانية تركيا التي لم تكن بحالة جيدة قبل الزلزال.

صعود معدلات التضخم

ارتفعت معدلات التضخم في شهر يناير الماضي إلى 48.6%، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ شهر إبريل 2002، أي قبل 21 عامًا، والزيادة في معدلات التضخم ناتجة عن تراجع الليرة التركية التى فقدت 44% من قيمتها مقابل الدولار خلال العام الماضي.

ويتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين لوكالة “رويترز”، أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا سيبقي التضخم فوق 40% خلال الفترة المقبلة، وستتطلب مواجهة تداعيات الزلزال المدمر ميزانية إضافية، متوقعين أن تصل إلى أكثر من 50 مليار دولار. 

الزلزال يخفض توقعات النمو

نجح الاقتصاد التركي في تحقيق نمو بلغ 5.6% خلال العام الماضي، ليتجاوز التوقعات، وكان استطلاع قد أجرته رويترز، توقع أن ينمو الاقتصاد التركي 5.2% في 2022، وتباطأ النمو إلى 3.5% في الربع الأخير من العام الحالي متأثرًا بتراجع الطلب.

ووفقًا لاستطلاع أجرته رويترز، من المتوقع أن يحقق الاقتصاد التركي نموًّا 2.8% خلال العام الحالي متأثرًا بالزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير الماضي.

تهديدات نمو النشاط الزراعي والصناعي

تسهم المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا بـ9% من الناتج المحلي الإجمالي، من خلال مناطق صناعية كبرى في غازي عنتاب ومرفأ إسكندرون، الذي تمر عبره منتجات المنطقة المصدرة إلى العالم.

وقالت أستاذة الاقتصاد في جامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا بأنقرة، أوناي تامغاك، إن تداعيات الزلزال المدمر ستطال الإنتاج الزراعي، إذ إن المنطقة تؤمن 14.3% من الإنتاج الزراعي التركي، بما في ذلك منتجات الصيد والغابات، وفقًا لموقع قناة سكاي نيوز.

وبالإضافة إلى هذا، فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” من بلبلة في الإنتاج الغذائي الأساسي في تركيا وسوريا.

الحريق في مرفأ إسكندرون بعد الزالزال

تكلفة الإعمار تضغط على ميزانية تركيا

دمر الزلزال 11 ولاية في نصف دقيقة، الأمر الذي يتطلب ضخ مبالغ ضخمة لإعادة بناء تلك المدن مرة أخرى، ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوفير مساكن جديدة لملايين المتضررين في غضون عام واحد، وفقًا لتقديرات مجموعة من رؤساء الشركات الكبرى في تركيا، من المتوقع أن تصل تكلفة الإصلاح إلى 84.5 مليار دولار.

وبحسب ما كشف عنه مسؤول تركي لوكالة رويترز، سيبلغ صافي الاقتراض 661 مليار ليرة (35 مليار دولار) في إطار ميزانية 2023، ولكن المسؤول قال إن ذلك لن يكون كافيًا الآن، مبينًا: “استكمال العام بالميزانية الحالية لا يبدو سهلًا، وستكون هناك حاجة إلى ميزانية إضافية”.

وعدل بنك جيه.بي مورجان توقعاته لعجز الميزانية إلى 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023، ارتفاعًا من 3.5% في توقعات سابقة، لافتًا إلى زيادة الإنفاق بسبب الزلزال.

حملات التبرعات تجمع 6 مليارات دولار

نجوم تركيا خلال حملة التبرعات

نجحت حملة تبرعات، نظمها عدد كبير من نجوم تركيا من خلال بث تليفزيوني، في جمع 115.1 مليار ليرة (6 مليارات دولار) في 7 ساعات، حيث قاد البنك المركزي في البلاد حملة التبرع.

وذكرت وكالة الأناضول أن محافظ البنك المركزي، شهاب قاوجي أوغلو، قال في اتصال هاتفي خلال البث الحي، إن البنك المركزي سيتبرع بـ30 مليار ليرة (1.5 مليار دولار)، وبنك زراعات بانكاسي التركي تبرع بـ20 مليار ليرة (1.06 مليار دولار) وتبرع هالك بنك بقيمة 7 مليارات ليرة ( 370 مليون دولار).