خسائر بأكثر من 200 مليار دولار.. ماذا يحدث في سوق العملات المشفرة؟

ولاء عدلان

هبطت البيتكوين منذ بداية مايو الحالي بـ20% وفي حال واصلت التراجع خلال الأيام المقبلة ستكون في طريقها لتسجيل أسوأ أداء لها منذ عام.


تراجعت عملة “البيتكوين” المشفرة 10% بنهاية تعاملات الخميس الماضي 12 مايو 2022، وسط عمليات بيع محمومة أدت إلى خسائر تجاوزت الـ200 مليار دولار.

وجاءت هذه الخسائر بفعل انهيار عملتي “لونا” و”تيرا يو إس دي” المرتبطتين بالدولار، ولأول مرة منذ 26 ديسمبر 2020 جرى تداول “البيتكوين” في أدنى مستويات الـ26 ألف دولار خلال تعاملات الخميس، لتثير موجة من الذعر في نفوس المضاربين في سوق التشفير.

موجة ذعر

تراجعت أكبر العملات الرقيمة انتشارًا “البيتكوين” إلى 25 ألفًا و401.29 دولار مسجلة أدنى مستوياتها في 16 شهرًا، لترفع خسائرها منذ بداية الشهر الحالي إلى نحو 20%، وفي حال واصلت التراجع خلال الأيام المقبلة ستكون في طريقها لتسجيل أسوأ أداء لها منذ مايو 2021، عندما تراجعت 35%، وفقًا لـ”بلومبرج“.

في المقابل انخفضت الإيثريوم ثاني أكبر العملات المشفرة بنهاية تعاملات 12 مايو 16% إلى 1704.05 دولار، وهو أدنى مستوياتها منذ يونيو 2021، وانهارت “التيثر” أكبر عملة مشفرة مستقرة إلى ما دون 95 سنتًا، مدفوعة بموجة ذعر ضربت سوق التشفير مع انهيار عملتي “لونا” و”تيرا يو إس دي” إلى ما دون الدولار الواحد لتسجلا مستوى 4 سنتات و41 سنتًا على الترتيب، وفق “سي إن بي سي“.

Untitledسسس

حركة عملتي البيتكوين والإيثريوم خلال الأسبوع الماضي

خسائر بـ200 مليار دولار في 24 ساعة

أدت عمليات البيع المحمومة في سوق التشفير الخميس الماضي إلى محو أكثر من 200 مليار دولار من قيمة سوق العملات الرقيمة في 24 ساعة فقط، واليوم تقدر القيمة السوقية لإجمالي العملات الرقمية بنحو 1.1 تريليون دولار ما يمثل ثلث قيمتها فقط في نوفمبر الماضي، وفقًا لـ”بي بي سي“.

ووصلت موجة الخسائر الخميس الماضي أيضًا إلى سوق الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة في آسيا، فعلى سبيل المثال تراجع سهم شركة “بي سي تكنولوجي جروب” المتخصصة في الأصول الرقمية، والمدرجة في هونج كونج، بأكثر من 6%، وسهم “مونيكس جروب” اليابانية التي تمتلك منصات لتداول الأصول الرقيمة بـ10%، وفقًا لـ”بلومبرج”.

عزوف عن الأصول الخطرة

تراجع العملات المشفرة يعد جزءًا من موجة عزوف أوسع نطاقًا عن الأصول الخطرة وأسواق الأسهم تحديدًا، وسط تحرك البنوك المركزية حول العالم نحو تشديد السياسات النقدية لمكافحة التضخم، والحدّ من تداعيات عدم اليقين الاقتصادي الناجم عن الحرب الروسيو الأوكرانية، وفقًا لـ”نيويورك تايمز“.

ولكن تراجع العملات المشفرة يأخذ منعطفًا أكثر حدة من هبوط أسواق الأسهم العالمية، على سبيل المثال منذ بداية العام الجاري تراجع مؤشرا “إس آند بي 500″ و”ناسداك” الأمريكيين بنحو 18% و22% على الترتيب، في حين تراجعت البيتكوين بـ40% خلال الفترة نفسها، وخلال الأسبوع الماضي تراجعت بـ20% مقابل 5% و1.5% فقط لـ”إس آند بي 500″ و”ناسداك”.

هل تنهار سوق التشفير؟

منذ بداية جائحة فيروس كورونا في 2020، شهدت سوق التشفير طفرة غير مسبوقة بفضل توجه البنوك المركزية لخفض الفائدة إلى معدلات صفرية ضمن خططها لتحفيز الاقتصاد، والآن يمتلك 16% من الأمريكيين، على سبيل المثال، عملات مشفرة ارتفاعا من 1% فقط في 2015، لذا أحدثت موجة الخسائر الأسبوع الماضي حالة من الذعر المبالغ فيه، وفق “نيويورك تايمز“.

وبحسب دراسة لمجموعة ” ميزوهو” اليابانية، فإن غالبية مالكي البيتكوين في “كوين بيس” أكبر منصة لتداول الأصول الرقمية في أمريكا لن يخسروا أموالهم حتى تتراجع العملة الشهيرة إلى أقل من 21 ألف دولار، وقال مؤسس شركة “بلوك تشين باكسوس”، تشارلز كاسكاريلا، لـ”نيويورك تايمز”: إنه من الصعب الجزم بأن سوق التشفير تواجه أزمة مماثلة للأزمة المالية في 2008.”

ربما يعجبك أيضا