خشية على الدور الإيراني.. خطاب من «خامنئي» و«باقري» إلى لبنان وسوريا

مقاومة وقمة إسلامية.. قلق إيراني من عودة القضية الفلسطينية للحضن العربي

يوسف بنده

ما يقلق طهران هو عودة القضية الفلسطينية الى الحضن العربي بعد أن شكلت تلك القضية لعقود جواز العبور لنفوذ إيران الى العمق العربي وإلى وجدان جماهيره.


يأتي الإعلان عن عزم وزير خارجية إيران، زيارة لبنان وسوريا تزامنًا مع تحركات إقليمية وأمريكية لإيقاف الحرب في غزة.

ما يعني أن طهران تسعى لتأكيد حضورها في الفصل الأخير من مشهد الحرب والمقاومة الدائرة في غزة ولبنان منذ السابع من أكتوبر 2023.

مؤتمر عربي بنكهة إيرانية

اختتم المؤتمر القومي العربي الـ33 أعماله الأحد 2 يونيو 2024، في بيروت تحت عنوان “دورة طوفان الأقصى“، والملاحظ أن المؤتمر جاء هذا العام بنكهة إيرانية، أظهرت الجمهورية الإسلامية بأنها قائد المقاومة العربية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بعدما تم هضم حركة البعث العربي تحت مفهوم المقاومة الإسلامية الذي روجت له الجمهورية الإيرانية.

شارك في المؤتمر القومي العربي شخصيات وحركات مدعومة من إيران، منها عمار الحمزي، الممثل عن قائد جماعة الحوثي، والأمين العام لكتائب سيد الشهداء في العراق أبو آلاء الولائي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قائلًا: ”نحن في الموقع المتقدم ولن ننتظر نهاية الطوفان على إسرائيل، وإنما حققنا نتائج الآن، وسقط وهم الكيان الإسرائيلي”.

وحسب تقرير شبكة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، 1 يونيو، أضاف قاسم: “تحرير فلسطين لا يتم بالمفاوضات، بل بالسلاح والجهاد وبالمقاومة الفلسطينية وحركات المقاومة، وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته هو الطريق للانتصار برغم الدماء والتضحيات”.

باقري مع نصر الله

لقاء باقري مع نصر الله

خطاب خامنئي وغضب فلسطيني

أيضًا تزامنًا مع زيارة باقري إلى بيروت، جاء خطاب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الاثنين 3 يونيو، بمناسبة ذكرى رحيل المرشد الأول، الخميني، تحت عنوان: “«طوفان الأقصى» أحبط مخطّط قوى الاستكبار لسيطرة الكيان الصهيوني الكاملة على المنطقة”، حسبما نشر موقع المرشد الأعلى في إيران.

ما بدا وكأن خامنئي يأطر لمرحلة انتصار لمحور إيران في المنطقة، معتبرًا أن عملية طوفان الأقصى قد نجحت في تحقيق أمرين، الأول، ضرب المعادلات الإقليمية التي هدفها دمج إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا. والأمر الثاني إلحاق هزيمة قاصمة للدولة العبرية على يد المقاومة.

وقد تم تفسير خطاب خامنئي بأنه تأكيد على استفادة إيران من عملية طوفان الأقصى على حساب الدم والقضية الفلسطينية، ما دفع الرئاسة الفلسطينية، إلى إصدار بيان أمس الاثنين، انتقد تصريحات المرشد الأعلى الإيراني التي قال فيها إن عملية “طوفان الأقصى” كانت ضرورية للمنطقة. وأضاف البيان: إن “إيران تضحي بالدم الفلسطيني”.

باقري مع بري1

باقري في بيروت

خشية على الدور الإيراني

في افتتاحية صحيفة اللواء اللبنانية، اليوم الثلاثاء 4 يونيو، كتب العميد الركن خالد حماده، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني التي تزامنت مع خطاب المرشد الأعلى، هدفها إيصال رسائل إلى العالم العربي.

وأوضح أن طهران تريد العودة إلى المشهد في غزة وهي تدرك أنها “ارتكبت خطأ جسيمًا عندما أقصت نفسها عن كل علاقة بطوفان الأقصى، وربما تستشعر جسامة النتائج المترتبة على ذلك إذا ما سلكت التسوية في غزة طريقها ونجحت الولايات المتحدة مع شركائها العرب في تثبيت وقف إطلاق النار”.

وأضاف: “ما يقلق طهران هو عودة القضية الفلسطينية إلى الحضن العربي بعد أن شكلت تلك القضية لعقود جواز العبور لنفوذ إيران إلى العمق العربي وإلى وجدان جماهيره الباحثة عن الخروج من دوامة إخفاق مزمن”.

وكتب حماده: “اختار المرشد العودة إلى المشهد من بوابة غزة وما أنجزته عملية طوفان الأقصى.

وفيما يشبه التحذير من الرهان على وقف إطلاق النار أو ربما إلى القدرة على تعطيله، أضاف المرشد: أن “على الجميع ألا يعقدوا آمالهم على اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة”، مضيفًا: “عملية طوفان الأقصى خلطت جميع الأوراق”.

باقري مع بري

لقاء باقري مع بري

قمة إسلامية

تسعى طهران لتأطير جهودها في إطار منظمة التعاون الإسلامي، فقد أجرى علي باقري كني، قبل زيارته إلى بيروت، اتصالات مع نظيره في كل من قطر وتركيا والجزائر والسعودية بهدف عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جدة.

وقبل مغادرته بيروت، أعلن علي باقري كني، خلال مؤتمر صحفي، أنه “عرض خلال مباحثاته مع المسؤولين في لبنان فكرة طلب عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي”.

ربما يعجبك أيضا