خطابات رؤساء وزراء إسرائيل تثير الجدل أمام الكونجرس

أحمد الحفيظ

يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي، في خضم توترات ضخمة يشهدها العالم بسبب دعم أمريكا للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وعلى مدار التاريخ كانت كلمات رؤساء وزراء إسرائيل تثير الجدل في الكونجرس الأمريكي، وتفتح الباب دائمًا لتوتر كبير بين الدولة العبرية وجيرانها.

نتنياهو.. الاتفاق النووي الإيراني (2015)

في مارس 2015، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي كان يُعد من أكثر الخطابات إثارة للجدل والإحراج، جاء هذا الخطاب بدعوة من رئيس مجلس النواب آنذاك، جون بونر، دون التنسيق مع إدارة الرئيس باراك أوباما.

نتنياهو استخدم المنصة للتحذير من مخاطر الاتفاق النووي الإيراني الذي كانت الإدارة الأمريكية تتفاوض عليه مع إيران.

اعتُبر هذا الخطاب تدخلًا غير مسبوق في السياسة الداخلية الأمريكية وانتقادًا مباشرًا لسياسة الرئيس أوباما، وأدى ذلك إلى توتر في العلاقات بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، كما أنه أثار انتقادات داخلية في الولايات المتحدة، حيث شعر بعض النواب بأن الخطاب كان بمثابة إساءة استخدام لمنصة الكونجرس لأغراض سياسية خارجية.

أرييل شارون.. الانسحاب من غزة (2005)

في عام 2005، أعلن رئيس الوزراء أرييل شارون خطته للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة أمام الكونجرس الأمريكي، ورغم أن الخطاب كان من المفترض أن يعزز الدعم الأمريكي لهذه الخطة، إلا أن شارون واجه انتقادات من بعض الأعضاء الذين اعتبروا أن الانسحاب يمكن أن يؤدي إلى فراغ أمني ويسمح بزيادة نفوذ الجماعات المسلحة.

الخطاب لم يلق الدعم الكامل من جميع الأطراف في الكونجرس، مما جعل شارون في موقف محرج، بعد أن كان يأمل في الحصول على دعم قوي، لكنه وجد نفسه يواجه انقسامًا في الرأي بين مؤيدي الخطة ومعارضيها.

إيهود أولمرت.. اتهامات بالفساد (2008)

رئيس الوزراء إيهود أولمرت واجه موقفًا مُحرجًا عندما زار الكونجرس الأمريكي في 2008، في وقت كانت فيه اتهامات الفساد تتزايد ضده في إسرائيل، ورغم أن الزيارة كانت تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية، إلا أن الاتهامات بالفساد طغت على الأجواء وأثرت على مصداقيته.

أولمرت حاول التركيز على قضايا الأمن والتعاون العسكري، لكن الشكوك بشأن نزاهته السياسية أثرت على تأثير خطابه، وكانت هذه الاتهامات بمثابة سحابة تظلل زيارته، مما جعل من الصعب تحقيق الأهداف المرجوة من الخطاب أمام الكونجرس.

إسحق شامير.. الانتفاضة الأولى (1989)

في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ألقى رئيس الوزراء إسحق شامير خطابًا أمام الكونجرس الأمريكي في 1989، وحاول شامير الدفاع عن سياسات حكومته القاسية ضد الفلسطينيين، ولكنه واجه انتقادات حادة من بعض أعضاء الكونجرس الذين كانوا يرون أن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين أمر غير مُبرر.

كان شامير في موقف محرج حيث حاول تبرير سياساته أمام جمهور أمريكي يزداد تعاطفًا مع حقوق الإنسان والقضية الفلسطينية، لكن الخطاب لم ينجح في تهدئة الانتقادات، بل زاد من التوترات والإحراج السياسي.

ربما يعجبك أيضا