خطة «الفقاعات الإنسانية» لتقسيم غزة.. كيف يراها العرب وحماس؟

«خطة إسرائيل لما بعد الحرب».. غزة مقسمة إلى مناطق أمنية

شروق صبري
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

بينما تستعد إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية الكبرى في غزة، يلوح في الأفق سؤال: ماذا سيحدث بعد ذلك؟


تدعو “رؤية ما بعد الحرب” الإسرائيلية  لإنشاء “جزر” أو “فقاعات” جغرافية يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس أن يعيشوا فيها، بينما يطهر الجيش الإسرائيلي ما تبقى من نشطاء حماس.

وستستغرق العملية برمتها ما يقرب من 5 سنوات. وبموجب الخطة، يمكن لحماس أن تصبح جزءاً من إدارة غزة، إذا حررت جميع الرهائن المحتجزين هناك ونزعت سلاحها، لتصبح حركة سياسية بحتة.

فقاعات إنسانية

قال الجنرال إسرائيلي، والذي ساعد في تقديم أفكار لخطة الفقاعات الإنسانية، إسرائيل زيف، سوف يستمر الجيش في محاربة حماس خارج الفقاعات. كما يمكن للفلسطينيين المستعدون للتنديد بحماس التسجيل للعيش في جزر جغرافية مسيجة تقع بجوار أحيائهم ويحرسها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف الجنرال، الذي أشرف على خروج إسرائيل من غزة عام 2005، هذا يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم. وستكون العملية تدريجية، وعلى المدى الطويل، يمكن إعادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى غزة كحل سياسي. حسب ما نشرته “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم السبت 29 يونيو 2024.

التخطيط لما بعد الحرب

يدعم أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة أخرى تركز على الأمن وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين ومحيط محصن من شأنه أن يسمح للجيش الإسرائيلي بشن غارات عندما يرى ذلك ضروريا.

وقال نتنياهو، في تعليقات نادرة تناولت هذه القضية الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستبدأ قريباً خطة مرحلية لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في مناطق الشمال في نهاية المطاف، كما قال إنه يأمل، بمساعدة أمنية من الدول العربية. ولم يوضح كيف سيتم هيكلة أو تنفيذ أي خطة.

من طرح الخطط؟

تأتي تلك الأفكار من مجموعات غير رسمية من ضباط الجيش والمخابرات المتقاعدين، ومراكز الأبحاث والأكاديميين والسياسيين، بالإضافة إلى المناقشات الداخلية داخل الجيش.

ورغم أن القيادة السياسية في إسرائيل لم تذكر شيئاً تقريباً عن الشكل الذي سيبدو عليه قطاع غزة بعد انتهاء القتال، فإن هذه المجموعات كانت تعمل على خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه اليوم التالي.

غزة

عواقب الخطط

تكشف الخطط، سواء تم اعتمادها بالكامل أم لا، عن حقائق قاسية حول العواقب التي نادراً ما يتم التعبير عنها. ومن بينها أن المدنيين الفلسطينيين يمكن أن يظلوا محصورين إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر في قطاع غزة.

كما أن بينما يستمر القتال في الخارج، فإ ن الجيش الإسرائيلي قد يضطر إلى البقاء منخرطا بعمق في القطاع لسنوات حتى يتم تهميش حماس. من المتوقع أن تقلل إسرائيل عدد القوات في غزة ويمكن أن تترك القطاع غارقاً في الفوضى وعدم الاستقرار إذا لم يتم العثور على بديل.

واشنطن والدول العربية

قال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى “خطة الفقاعات” التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة. ووفقا لأشخاص مطلعين على هذه الجهود، فإنها تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس لإقامة مناطق معزولة في شمال غزة.

وسيقوم الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات والقيام بواجبات مدنية. وقال هؤلاء الأشخاص إنه في نهاية المطاف، سيتولى تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية إدارة العملية.

خطة محفوفة بالتحديات

في وقت سابق من هذا العام، حاول الجيش الإسرائيلي العمل مع العائلات المحلية في غزة لتوزيع المساعدات واستبدال حماس، لكنهم كانوا خائفين من تهديدات الجماعة. وقال نتنياهو إن بعض فلسطينيي غزة المشاركين في الخطة السابقة قتلتهم حماس. وهو ما يجعل الخطة محفوفة بالتحديات، خاصة أنه قد فشل نهج مماثل من قبل.

وتعهدت حماس هذا الأسبوع بمقاومة المخططات الإسرائيلية و”قطع أي يد للاحتلال تحاول العبث بمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني”.

رد الحكومات العربية

أعربت الحكومات العربية عن استعدادها للعب دور أكبر، حيث قدم بعضها التمويل والجنود لإدارة الأمن. لكنهم اشترطوا هذا الدعم بمسار سياسي أوسع يتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة والتزام إسرائيل بحل الدولتين، وهي النتائج التي تسعى إليها الولايات المتحدة أيضًا.

ورفض نتنياهو النظر في أي من هذين المطلبين، بحجة أن السلطة الفلسطينية ضعيفة للغاية. كما أنه يواجه ضغوطا سياسية داخلية. ويعارض أعضاء الجناح اليميني في ائتلافه الحاكم إقامة دولة فلسطينية، بل ويريد البعض منهم إعادة توطين الإسرائيليين في غزة، مما يحد من قدرته على معالجة هذه القضية.

ربما يعجبك أيضا