خطة اليمين لترحيل «غير الألمان» تغضب الشارع.. هل يتكرر التاريخ؟

غضب ضد اليمين المتطرف.. هل يؤثر على شعبية «البديل من أجل ألمانيا»؟

محمد النحاس

"هذه المظاهرات لا تعني بالضرورة أن معدلات شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا تنخفض مرة أخرى في استطلاعات الرأي لكن ما يظهره ذلك هو أن الأغلبية الصامتة لم تعد صامتة".


خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في ألمانيا ضد خطط اليمين المتطرف، خلال الأيام الأخيرة في احتجاجات غير معتادة مع تنامي شعبية اليمين.

وتأتي الاحتجاجات، بعد كشف تحقيق صحفي، عن أن زعماء اليمين المتطرف عقدوا اجتماعًا سريًا أواخر العام الماضي لمناقشة عمليات الترحيل الجماعي المحتملة، ليس فقط للمهاجرين غير الشرعيين أو حتى اللاجئين، بل أيضًا الحاصلين على الجنسية الألمانية، من أصول أخرى، حسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية المنشور السبت 20 يناير 2024.

صعود “البديل من أجل ألمانيا”

تعليقًا على الاحتجاجات ضد اليمين المتطرف، قال عالم الاجتماع المتخصص في قضايا اليمين المتطرف، ماتياس كوينت: “إنها القشة التي قصمت ظهر البعير.. لقد كان ذلك بمثابة حافز لشيء ما، ولا يتعلق الأمر بالاجتماع -المشار إليه- فحسب، بل يتعلق بتمدد حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو ما يخيف الكثيرين”.

مؤخرًا تزايدت شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” في استطلاعات الرأي مع تزايد الاستياء من الحكومة الألمانية المكونة من ثلاثة أحزاب، إلى جانب الخوف من الهجرة غير الشرعية.

ودعم  الحزب 10% فقط من الألمان خلال الانتخابات الأخيرة في عموم البلاد عام 2020، إلا أن الحزب يحقق حاليًا مستويات قياسية في استطلاعات الرأي، أقل بقليل من 25% في أنحاء البلاد، وأكثر من 30% في الولايات الشرقية، التي ستُجري انتخابات في وقت لاحق من هذا العام، وفقًا للتقرير. 

التاريخ يعيد نفسه؟

تحول الخوف من صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى حالة تقترب من الهلع، منذ كشف موقع “كوريكتيف”، وهو موقع إخباري استقصائي يموله الجمهور، الأسبوع الماضي عن اجتماع خاص بين سياسيين متشددين ورجال أعمال والعديد من “النازيين الجدد” نهاية نوفمبر.

وشمل الاجتماع، الذي نظمه طبيب أسنان يميني ورجل أعمال يملك سلسلة مخابز ناجحة، ما يقرب من 20 مشاركًا طُلب منهم التبرع بمبلغ 5000 يورو، وانعقد التجمع في فندق ريفي أنيق قرب بوتسدام بألمانيا، على مسافة ليست بعيدة عن الفيلا التي خطط فيها الضباط النازيون، منذ أكثر من ثمانية عقود، “للحل النهائي”، خطتهم المروعة لقتل اليهود الأوروبيين.

وعلق الأستاذ في مدرسة هيرتي في برلين، أندريا روميل على الاجتماع قائلاً: “المفردات لا تختلف، والمكان ليس مختلفا” في إشارة منه للاجتماع النازيين القدامى. 

ليست خطة.. بل وعد

تعليقًا على جدل الشارع الألماني، كتب عضو البرلمان اليميني المتطرف من براندنبورج، الولاية التي انعقد فيها الاجتماع، رينيه سبرينجر، على موقع إكس “سنقوم بترحيل الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، الملايين منهم، هذه ليست خطة سرية.. إنه وعد”.

من جانبه قال البروفيسور روميل: “هذه المظاهرات لا تعني بالضرورة أن معدلات شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا تنخفض مرة أخرى في استطلاعات الرأي “، “لكن ما يظهره ذلك هو أن الأغلبية الصامتة لم تعد صامتة” معتبرًا أنها إشارة هامة، على الصعيدين الوطني والدولي”.

السلطات تراقب عن كثب

في الوقت الحالي، يخضع حزب البديل من أجل ألمانيا للرقابة من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور باعتباره جماعة متطرفة مشتبه بها، وهو التصنيف الذي يمنح أجهزة الاستخبارات المزيد من خيارات المراقبة، ووجد المكتب أن الحزب يتحرك أبعد نحو اليمين، إلى درجة أنه يهدد الحقوق المنصوص عليها في الدستور.

أما بالنسبة لموقف السلطات، تعتبر العديد من فروع المكتب في بعض الولايات بالفعل مجموعات متطرفة، ومنذ الكشف عن تفاصيل اجتماع نوفمبر في الأسبوع الماضي، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في برلين وبوتسدام وفرايبورج وكولونيا وأماكن أخرى. واجتذبت مظاهرة يوم الجمعة في هامبورج أكثر من 80 ألف شخص، وفقًا لاتحاد العمال الذي شارك في تنظيمها، ومن المقرر تنظيم المزيد من المظاهرات في نهاية هذا الأسبوع.

ربما يعجبك أيضا