خطة نتنياهو لغزة.. يرفضها الفلسطينيون وحلفاء إسرائيل ويدحضها الواقع

لماذا ستبوء خطة نتنياهو لغزة بالفشل؟ خبير يوضح

محمد النحاس

الخطة تسلط الضوء على الفجوة الواسعة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، التي دعمت أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة لكنها حذرت مرارًا وتكرارًا من إجراء تغييرات في حدودها الإقليمية


في خطته الجديدة لليوم التالي للحرب في غزة، ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعيدًا، متجاهلاً ليس فقط ما يريده الفلسطينيون بل وقائع الميدان، وحلفاءه في الغرب.

وبعد أشهر وأسابيع من الغموض، ورغم تعقيد المعركة الميدانية وإقرار حلفاءه بصعوبة تحقيق الأهداف حتى بعد 5 أشهر من العدوان الوحشي على غزة، وبصعوبة تحقيق الهدف المتمثل في دحر الفصائل الفلسطينية عسكريًا، فإن نتنياهو يصر على خطة ليست واقعية فحسب، بل أيضًا غير متوافقة مع تصورات حلفاء الاحتلال من الدول الغربية.

خطة غير واقعية

جاءت خطة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكثر تفصيلاً من أي حديث سابق عن الموقف في غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها، واشتملت على الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية إلى أجل غير مسمى على القطاع، وترك إدارة الحياة المدنية لـ “سكان غزة غير المرتبطين بحماس”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وفي تصريحات أدلى بها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، لـ شبكة رؤية الإخبارية، قال إن المسعى الإسرائيلي يوضح أن الاحتلال لا زال يظن أن بإمكانه تغيير الواقع، كأن المقاومة قد هُزمت بالفعل.

وأشار الرقب لعدم واقعية تصور الاحتلال، مستدلاً أنه خلال اليوم السبت 24 فبراير 2024 قُتل ضابط إسرائيلي كبير في منطقة الزيتون، التي زعم الاحتلال أنه قضى على عناصر المقاومة، في دلالة على عدم قدرة الاحتلال على دحر الفصائل الفلسطينية.

خديعة نتنياهو

بحسب نيويورك تايمز، فإن الخطة ستؤدي لزيادة الخلافات بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، الذين يضغطون من أجل الاعتراف بالسيادة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، في حين تقول إسرائيل إن ذلك سيكون مكافأة لمن تسميهم بـ “الإرهابيين”.

وقال الرقب إن الخطة ليست سوى “خديعة جديدة يستخدمها نتنياهو”، مردفًا بأنها “تعني السيطرة على المعابر وحركة الفلسطينيين، وتهدف لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبالتالي تنتهي قضية اللاجئين، حسب تصور نتنياهو”.

تفسيرًا لما وراء تلك الأهداف غير الواقعية، أوضح أستاذ العلوم السياسية أن نتنياهو يروج لانتصاره أملاً في الهروب من المحاكمة، وهي محاولات لإطالة الحرب وليس لإرساء السلام. وتعليقًا على البند الثالث في مقترحات نتنياهو المتعلق بمكافحة التطرف، وتنقيح المناهج الفلسطينية، رأى الرقب أنها، “مفارقة تدعو للسخرية”، حيث أن المناهج الإسرائيلية هي التي تحرض على القتل وإسالة الدماء، وليست الفلسطينية.

 

فجوة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن

في سياق متصل، ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الخطة تسلط الضوء على الفجوة الواسعة بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، التي دعمت أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة لكنها حذرت مرارًا وتكرارًا من إجراء تغييرات في حدودها الإقليمية، واعتبر التقرير أن “هناك دلائل على تزايد التوترات بين إسرائيل والبيت الأبيض”.

وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه يشعر “بخيبة الأمل” بسبب إعلان إسرائيل أنها تخطط لبناء 3000 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة انتقاما لمقتل مستوطن إسرائيلي هذا الأسبوع.

ووصف بلينكن المستوطنات بأنها “تتعارض مع القانون الدولي” في تحول عن نهج الإدارة السابقة، حيث قالت إدارة ترامب في عام 2020 إنها لم تعد تعتبر بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية انتهاكًا للقانون الدولي.

رفض فلسطيني

أدان الفلسطينيون خطة نتنياهو، حيث قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الخطة تهدف إلى “إدامة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ومنع إنشاء دولة فلسطينية”.

وقالت الخارجية الفلسطينية إن “إسرائيل لن تنجح في محاولاتها لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في غزة”، ورفضت تلك المساعي التي اعتبرتها “إعتراف رسمي بإعادة احتلال القطاع”، مؤكدةً على أنها “جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.

أما حركة حماس، فقد أكدت أن خطة نتنياهو ستؤول إلى الفشل، فخلال مؤتمر صحفي في بيروت قال المسؤول في الحركة أسامة حمدان: “بالنسبة لليوم التالي في قطاع غزة، نتنياهو يقدم أفكارًا يدرك تماما أنها لن تنجح”.

ربما يعجبك أيضا