خطر التقسيم.. هل بدأ الصدام بين البرهان وقيادات البجا؟

أحمد  حويدق

في انتقادات تعد الأولى من مسؤول رفيع بالجيش السوداني، حذر نائب القائد العام للجيش، شمس الدين كباشي، من “تسييس المعسكرات المخصصة لتدريب الشباب الذين تطوعوا للقتال إلى جانب الجيش”، وشدد على ضرورة “ضبط عمليات توزيع السلاح على المتطوعين”.

التحذير تزامن مع تصاعد القتال بين قوات الجيش من جانب وقوات الدعم السريع من جانب آخر، ولعل أخطر ما في هذه الحرب، هو الدفع نحو تقسيم السودان.

وثيقة بلا تعليق

كشفت وسائل الإعلام في الأسابيع القليلة الماضية عن تقارير ومعلومات بشأن خطط رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان للتعامل مع مطالب قبائل البجا في شرق البلاد، والتي تعاني منذ عقود من تهميش سياسي واقتصادي.

في هذا السياق، تداولت وسائل الإعلام وثيقة رسمية مسرّبة صادرة عن مجلس السيادة الانتقالي، تنص على تنفيذ عمليات في الشرق ضد قبائل البجا التي حملت السلاح ضد البشير بين 1994 و2006، وانتهى الصراع وقتها بتوقيع اتفاق سلام مع الحكومة في العاصمة الإريترية أسمرا، قبل أن تتذمر قبائل البجا من الاتفاقية، معتبرة أنها “ضعيفة” ولا تلبي طموحاتها.

ضحايا الحرب في السودان.png

من جانبه، يقول محمد المعتصم، الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، أن عملية صمت مجلس السيادة الانتقالي وعدم تعليقهم على هذا الخبر أثار غضبًا واسعًا داخل البلاد التي تعاني من حرب مدمرة تهدد وحدتها وأنهكت شعبها وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من بيوتهم ومدنهم بحثًا عن مكانٍ أمِن.

ويُضيف محمد المعتصم، خلال حديثه لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن قبائل البجا عانت من التهميش في عهد البشير، الأمر الذي جعلهم أحد أقوى المشاركين في الاحتجاجات والمظاهرات السلمية التي انتهت بالإطاحة بحكمه في إبريل 2019.

 خطر التقسيم

في خطوة مفاجئة، شكلت قوات الدعم السريع ما أسمته الإدارة المدنية لإدارة شؤون الحكم في ولاية الجزيرة، والتي سيطرت عليها في نوفمبر الماضي.

وقالت في بيان إن الإدارة الجديدة ستعمل على توفير الخدمات الأساسية وحماية المدنيين وذلك بالتنسيق معها. ولم يصدر مجلس السيادة الذي يسيطر عليه الجيش تعليقا رسميا حول الخطوة لكن نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين الكباشي قلل من الخطوة.

وقال، وهو يخاطب جنودًا وضباطًا من الجيش في منطقة القضارف بشرق البلاد، إن تشكيل الإدارة المدنية تأتي في إطار رفع الروح المعنوية لجنوده بعد الانتصارات العسكرية التي حققها الجيش مؤخرًا في مدينة أم درمان.

ربما يعجبك أيضا