خطط لإعادة هيكلة «ميتا» و«جوجل».. ماذا يحدث في وادي السيليكون؟

ولاء عدلان

تخطط ميتا لخفض التكاليف بنسبة 10% خلال الأشهر المقبلة، عبر عدة إجراءات أبرزها إعادة هيكلة بعض الأقسام وتسريح لعدد من الموظفين البالغ عددهم أكثر من 83.5 ألف موظف.


أبطأت شركات تكنولوجيا شهيرة مثل “ميتا” و”جوجل” خلال الأشهر القليلة الماضية التوظيف ضمن خطط لإعادة الهيكلة، وسط مخاوف من انزلاق الاقتصاد الأمريكي نحو الركود.

ولنحو 20 عامًا اشتهرت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا وجوجل بالتوظيف الكثيف والسريع وبمنح امتيازات فائقة لموظفيها، لكن يبدو أن هذا قد تغير الآن في ظل ارتفاع معدلات التضخم وتداعيات حرب أوكرانيا وتراجع مؤشرات الاقتصاد الأمريكي.

 ميتا تخفض التكاليف

تخطط ميتا لخفض التكاليف بمقدار 10% خلال الأشهر المقبلة، عبر عدة إجراءات أبرزها إعادة هيكلة بعض الأقسام وتسريح لعدد من الموظفين البالغ عددهم أكثر من 83.5 ألف موظف، وتخفيض الامتيازات الفائقة التي تمنحها عادة لموظفيها كغيرها من شركات وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا، والتي تمنح هذه الامتيازات ضمن حربها لاستقطاب المواهب، وفق موقع “فوكس” الأمريكي.

وأعلنت ميتا في مايو الماضي سعيها لإبطاء التوظيف في 2022، وفي يوليو أعلنت إلغاء عقود أكثر من 300 عامل، وخلال الفترة الأخيرة حثت عددًا من موظفيها على التقدم لوظائف أخرى بداخلها خلال 30 يومًا وإلا ستستغني عنهم، وقال المتحدث الرسمي باسم “ميتا” تراسي كلايتون إن الشركة حريصة على الاحتفاظ بالمواهب مع سعيها لإعادة توجيه مواردها نحو الأولويات وسط تزايد الضغوط الاقتصادية.

 جوجل تخفض أعداد الموظفين

تحت عنوان خفض التكاليف أيضًا، طالبت “ألفابت” مالكة “جوجل” خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 100 موظف في وحدة حاضنة الشركات الناشئة بالعثور على وظائف أخرى داخل الشركة في غضون 90 يومًا، وذلك بعد أن اتخذت إجراء مماثلًا مع أكثر من 100 موظف في قسم الحوسبة السحابية، وبحسب متحدث باسم الشركة نحو 95% من هؤلاء الموظفين وجدوا مناصب جديدة خلال فترة الإخطار.

وفي يوليو الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت سوندار بيتشاي، في مذكرة داخلية، إن جوجل ستبطئ وتيرة التوظيف والاستثمارات حتى 2023، ضمن خطط للعمل في ظل ضبابية الآفاق الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن الشركة قد تلجأ لدمج بعض الأعمال أو إيقاف بعضها لإعادة توظيف الموارد في المجالات ذات الأولوية الأعلى، وفق تقرير لـ”وول ستريت جورنال” بتاريخ 21 سبتمبر.

هل انتهت الحفلة في وادي السيليكون؟

منذ بداية 2022 شهد وادي السيليكون تخفيضات في عدد الموظفين تتجاوز ميتا وجوجل، فشركات مثل آبل وأمازون وسناب شات أعلنت خلال الأشهر الماضية عن تسريح مئات الموظفين، يأتي ذلك بعد السرعة الفائقة التي اتسمت بها عمليات التوظيف بقطاع التكنولوجيا منذ بداية جائحة كورونا فبنهاية الربع الثاني من هذا العام تجاوز عدد موظفي “ألفابت” الـ174 ألفًا بزيادة 20.8% على أساس سنوي.

وقال أحد المديرين السابقين في ميتا لـ”وول ستريت جورنال” “شركات التكنولوجيا الكبرى أصبحت متخمة للغاية على صعيد القيمة السوقية وأعداد الموظفين فمثلًا قيمة جوجل تتجاوز الـ1.2 تريليون دولار ولديها نفقات طويلة الأمد غير محدودة وهو أمر غير صحي، ومن الطبيعي أن تنتهي “الحفلة” وتبدأ الشركات إعادة هيكلة أوضاعها لزيادة الإنتاجية بميزانيات أصغر في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

Untitledيسيس

القيمة السوقية لأكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية – كومباني ماركت كاب

 تحدي أم فرصة؟

سجلت ميتا خلال الربع الثاني من هذا العام أول تراجع فصلي لإيراداتها على الإطلاق وتراجعت أرباحها بنحو 36% على أساس سنوي، وانخفضت أسهمها منذ بداية العام بنحو 56.6% على أساس سنوي، وتراجعت أسهم جوجل أيضًا بأكثر من 30% وهبطت أرباحها خلال الربع الثاني بنحو 13.5% نتيجة لعدة عوامل أبرزها تراجع الطلب العالمي على الإعلانات الرقمية ومخاوف الركود.

ورغم ذلك لا تزال ميتا وجوجل بين الأكثر ربحية في العالم، ويمكنهما كآبل وأمازون أيضًا تحمل تكاليف الموظفين في فترات الركود والتباطؤ الاقتصادي، لكن من جهة أخرى قد يكون من مصلحة هذه الشركات تخفيض أعداد الموظفين للتركيز على زيادة الإنتاجية والأهم إثبات أنها تتحلى بأعلى درجات المسؤولية المالية أمام المساهمين، وسط استمرار تراجع أسهم التكنولوجيا بفعل موجة التشديد النقدي.

تراجع سوق الإعلانات الرقمية يؤثر على إيرادات ميتا 585x627 1

 

ربما يعجبك أيضا