خفض الالتزام النووي.. إيران تضغط على المجتمع الدولي

قبل الانتخابات الأمريكية.. جروسي يخطط لزيارة إيران

يوسف بنده

تهدف إيران من اتباع سياسة خفض الالتزام النووي إلى الضغط على المجتمع الدولي، واثبات خطأ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بالخروج من الاتفاق النووي عم 2018م.


قدم المدير العام للوكالة الدولية، رافائيل جروسي، تقريرًا حول نشاط البرنامج النووي الإيراني ومراقبته في إطار القرار الأممي 2231 لعام 2015، أمام اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024.

وخلال الاجتماع الربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحضور ممثلي 35 دولة عضو في هذا المجلس بفيينا، عبر عن استيائه قائلًا: “لا يوجد تقدم من ناحية إيران في التعاون مع الوكالة الدولية”.

مخزون اليورانيوم يتزايد

حسب تقرير منصة اكو إيران، اليوم، قال المدير العام للوكالة الدولية: “خلال الـ 15 شهرا الماضية، لم يتم إحراز أي تقدم في تنفيذ بيان 4 مارس 2023 المشترك الذي يطالب إيران بمزيد من التعاون مع الوكالة الدولية”.

وأضاف رافائيل جروسي: “إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20% وما يصل إلى 60% مستمر في التزايد، وقد زادت إيران من عمليات تخصيب سادس فلوريد اليورانيوم”.

وحول فقدان الوكالة قدرتها على جمع بيانات دقيقة عن إيران، قال جروسي: “لقد مضى أكثر من ثلاث سنوات ونصف على توقف إيران عن تنفيذ التزاماتها النووية بموجب إطار الاتفاق النووي، بما في ذلك التنفيذ المؤقت لبروتوكولها الإضافي. ونتيجة لذلك، فقدت الوكالة معلومات تتعلق بإنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزي والماء الثقيل ومركز خام اليورانيوم الإيراني”.

مذكرة ممثلية إيران الأممية في فيينا ردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية 1

مذكرة ممثلية إيران الأممية في فيينا ردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

العمل في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي

ترفض إيران العمل في إطار اتفاقيات خارج معاهدة حظر الانتشار النووي، منذ اتباعها سياسة خفض الالتزام النووي بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي عام 2018، إذ تجد طهران أنها غير ملزمة بتطبيق ذلك الاتفاق من طرف واحد.

ولذلك نشرت ممثلية إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأحد 8 سبتمبر، مذكرة توضيحية، أعلنت فيها أن طهران ليست ملزمة بالإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا في إطار معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.

وقد طالبت ممثلية إيران الوكالة الدولية بالفصل بين ما هو يخضع لمعاهدة حظر الانتشار النووي وما هو يخضع للاتفاق النووي الذي تم التوقف بالعمل به. ولذلك وصفت تلك المذكرة قلق الذرية الدولية بشأن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب بأنه “مثير للدهشة للغاية”. معلقةً: “لا توجد حدود لمستويات وكميات التخصيب المنصوص عليها في اتفاقية الضمانات الشاملة”.

وإشارة ممثلية إيران من ذلك، أن الاتفاق النووي وحده هو ما حدد مستوى تخصيب اليورانيوم لإيران بشكل لا يتجاوز بنسبة 3.67 %.

مذكرة ممثلية إيران الأممية في فيينا ردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية 2

مذكرة ممثلية إيران الأممية في فيينا ردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

ضغط على المجتمع الدولي

تهدف إيران من اتباع سياسة خفض الالتزام النووي إلى الضغط على المجتمع الدولي، واثبات خطأ سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بالخروج من الاتفاق النووي في عهد الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب.

ولذلك أشارت مذكرة ممثلية إيران إلى: “في تقرير الوكالة عن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، تم إهمال انسحاب الولايات المتحدة غير القانوني من تلك الخطة في مايو 2018، والذي كان له أثر سلبي وخطير على تنفيذها”.

كما دافعت تلك المذكرة عن حق إيران في تطبيق سياسة خفض الالتزام النووي، فجاء فيها: “كان قرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة يتماشى تمامًا مع الحقوق الأصيلة للبلاد وفقًا للمادتين 26 و36 من خطة العمل الشاملة المشتركة، وردًا على الانسحاب غير القانوني للولايات المتحدة”.

هذا، ويقترب الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين + ألمانيا) عام 2015، من نهايته في 18 أكتوبر 2025، وهو ما يدفع القوى الغربية لتشديد الضغوط على طهران للالتزام باتفاقياتها النووية.

رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

بيان ضد إيران

قال مدير الوكالة الدولية، خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الذي سيستمر حتى الجمعة القادمة: “من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بيانًا مشتركًا مرة أخرى هذا الأسبوع بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما لم ترد طهران على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اتفاق الضمانات”.

وكانت الترويكة الأوروبية قد اتهمت إيران في اجتماع مجلس حكام الوكالة في يونيو الماضي بعدم التعاون مع الذرية الدولية وعدم السماح للمفتشين الدوليين بالعمل بحرية داخل المناطق النووية، بجانب عدم إجابة طهران على الأسئلة حول عدد من المواقع المشبوهة.

رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

قبل انتخابات أمريكا

حسب تقرير موقع روز بلس الإيراني، اليوم الاثنين، فقد صرح رافائيل جروسي أنه لا توجد خطة للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الشهر الجاري.

لكن جروسي عبر عن رغبته في زيارة إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، من أجل دفع إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ربما يعجبك أيضا