خلافات بكين وواشنطن لا تنتهي.. وبايدن يشعر بخيبة الأمل

محمد النحاس

لا يقتصر تداعيات الخلاف بين بكين وواشنطن، أقوى اقتصادين بالعالم، عليهما فحسب، بل تمتد إلى جميع بلدانه.


عبّر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن خيبة أمله، لأن نظيره الصيني، شي جين بينج، لن يحضر قمة مجموعة الـ20 المقبلة في الهند.

وتتخذ العلاقات الأمريكية الصينية منحى متوترًا، بسبب جملة من الخلافات بين البلدين على مختلف الأصعدة، في القضايا الدولية والإقليمية، ومرورًا بالأمور التجارية والاقتصادية.. فما أبعاد الخلافات بين بكين وواشنطن؟

من يمثل الصين في المحفل الدولي؟

يوم الاثنين، قالت بكين إن رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، سيرأس وفد البلاد في قمة مجموعة الـ20، المزمع إجراءها في نيودلهي، يومي 9 و10 سبتمبر 2023، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان: “سيرأس لي تشيانج الوفد الصيني الذي سيحضر قمة مجموعة الـ 20 في الهند” مردفةً إنه”منتدى اقتصادي عالمي مهم وكبير  وأولت الصين دائمًا أهمية كبيرة له، وشاركت بفعالية في الأنشطة المرتبطة به”.

لقاء محتمل

رغم ذلك قال الرئيس الأمريكي في حديثه للصحفيين في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، إنه سيرى الرئيس الصيني، دون أن يوضح التوقيت، وربما عنى أنه سيلتقي شي في اجتماع لقادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، خلال شهر نوفمبر المقبل.

وكان آخر لقاء جمع الرئيسين الصيني والأمريكي في قمة مجموعة الـ20 في جزيرة بالي الإندونيسية، العام الماضي، حسب «بي بي سي». غير أن العلاقات بين بكين وواشنطن لا تزال متوترة إلى حد كبير، على الرغم من سلسلة الزيارات الدبلوماسية من المسؤولين الأمريكيين إلى الصين، على مدار الأشهر القليلة الماضية.

توتر العلاقات الصينية الهندية

جاء غياب الرئيس الصيني عن الاجتماع الدولي المرتقب، في وقت تزداد العلاقات الهندية الصينية توترًا، بفعل الخلاف الحدودي بينهما في منطقة جبال الهيمالايا، إلى جانب حالة التنافس الإقليمي والاقتصادي بين العملاقين الآسيويين.

وفي الأسبوع الماضي، في أعقاب قمة بريكس، التي حملت آمالاً بمواجهة التحديات المشتركة، بدا الواقع أكثر تعقيدًا، واحتجت الهند على خريطة أصدرتها بكين تدعي فيها سيادتها على ولاية أروناتشال براديش وهضبة أكساي تشين، ما سلط الضوء على مدى تعقيد العلاقات بين البلدين.

خلافات لا تنتهي

بالعودة إلى العلاقات الأمريكة الصينية، فبعد قرابة شهرين من لقاء بايدن شي في بالي، نوفمبر من العام الماضي، دخل منطاد صيني إلى سماء الولايات المتحدة، التي قالت إن غرضه التجسس، ما أدى تراجع آمال تحسّن العلاقات الثنائية.

ويختلف البلدان بشأن مجموعة من القضايا، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وحقوق الإنسان في شينجيانج وهونج كونج، ومطالبات بكين الإقليمية بضم تايوان وبأغلب بحر الصين الجنوبي، فضلًا عن القيود الاقتصادية الأمريكية، التي تحد من قدرة بكين على الوصول إلى مكونات تقنية حساسة وحيوية للصناعات كافة.

في ما يتعلق بجهود تحسين العلاقات، زار عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الصين، خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة، جانيت يلين، والمبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، وحسب تقرير «بي بي سي» يواصل شي جين بينج محاولة تقديم نفسه كـ “زعيم” لدول العالم النامي.

اقرأ أيضًا|لماذا تفشل الولايات المتحدة في الانفصال عن الصين؟

اقرأ أيضًا| الصين والولايات المتحدة.. حرب اقتصادية قادمة تفوق الأزمة الأوكرانية

ربما يعجبك أيضا