خلافات داخل الصف الروسي.. جديد الحرب في أوكرانيا

محمد النحاس
صورة أرشيفية - قوات روسية

التقديرات العسكرية ترجح عدم وجود أهمية استراتيجية لباخموت، لكن المدينة اكتسبت أهمية رمزية في الحرب الروسية الأوكرانية.


بينما تتواصل المعارك بين أوكرانيا وروسيا، يبدو أن الكرملين يواجه مشكلة داخلية عويصة، علاوةً على الصراع الميداني.

وترجح الروايات القادمة من الميدان وجود تفوق طفيف للقوات الأوكرانية، مدفوعًا ومصحوبًا بخلاف كان بين موسكو ومجموعة فاجنر شبه العسكرية، كان خفيًّا ثم ظهر للعلن، ومن ثم ازدادت حدته وضراوته حتى تبلور إلى عجز ميداني.. فما القصة؟

أطول معركة منذ الحرب العالمية الثانية

قالت وحدة عسكرية تابعة للجيش الأوكراني إنها دحرت اللواء الروسي 72 جنوب غربي ضواحي مدينة باخموت، الواقعة شرقي أوكرانيا، على وقع اشتباكات حامية الوطيس بين مجموعة فاجنر الخاصة والقوات الروسية من جهة، والقوات الأوكرانية من جهة أخرى.

وعلى الرغم من أن التقديرات العسكرية ترجح عدم وجود أهمية استراتيجية لباخموت، اكتسبت المدينة أهمية رمزية بسبب شراسة القتال، باعتبارها أطول معركة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأطول قتال شتوي في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا لوكالة أنباء رويترز.

وصباح أمس الأربعاء 10 مايو 2023، شاركت الوحدة التي تشكلت من كتيبة آزوف القومية الأوكرانية، مقطعًا مرئيًّا لأحد مؤسسي مجموعة آزوف، أندريه بيليتسكي، قال فيه إن مجموعته هزمت اللواء الروسي.

تفوّق أوكراني؟

بيليتسكي الذي عادةً ما يسميه النشطاء الروس على تليجرام بـ”القومي المتطرف” و”النازي”، أعلن أن القوات الأوكرانية تمكنت من تدمير السربين السادس والسابع من اللواء 72 الروسي بالكامل تقريبًّا.

وأضاف أنّ استخبارات اللواء تمكنت من تدمير عدد كبير من المركبات القتالية، في حين جرى نقل عدد كبير من الأسرى. وقد وقعت الهجمات داخل الإقليم بعرض 3 كيلومترات وعمق 2.6 كيلومتر، ما أدى إلى تحرير هذه الأراضي بكاملها من “قوات الاحتلال الروسي” كما وصفها.

ومن جانبها، لم تعلق قيادة الجيش الأوكراني على هذه الأنباء، وعادةً ما تتجنب الخدمة الإعلامية الرسمية بالجيش الأوكراني التعليق على بيانات المجموعة المتمركزة شرقي أوكرانيا.

ما صحة هذه الأنباء؟

وزارة الدفاع الروسية لم تصدر أي بيان بشأن هذه الادعائات، وقالت “رويترز” إنها أرسلت طلبًا للتعليق إلى وزارة الدفاع، لكنها لم تتلق ردًّا فوريًّا، غير أن تصريحات مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، قالت إن اللواء الروسي قد انسحب بالفعل.

وقال قائد فاجنر، يفجيني بريجوزين: “اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا، ما جعل الجبهة مكشوفة”، مشددًا على أن اللواء الروسي 72 فقد 3 كيلومترات، وهو ذات الأمر الذي أعلنته المجموعة الأوكرانية.

فاجنر.. تهديد بالانسحاب ونقص في الذخيرة

كان بريجوزين هدد في وقتٍ سابق بالانسحاب من باخموت بسبب نقص إمدادات الذخيرة، غير أنه عاد وقال إن قواته ستواصل القتال، بعدما تلقى وعدًا بتسليمه الذخائر التي يطلبها. لكنه ظهر هذا الأسبوع معلنًا أن الذخائر التي تلقتها قواته أقل من 10% من احتياجات الميدان، مجددًا تهديده بالانسحاب.

واتهم بريجوزين قادة الجيش الروسي بـ”تضليل” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا في بيان نشره على تليجرام، أنه “إذا جرى تضليل القائد العام للقوات المسلحة، فسيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي الذي سيكون غاضبًا إذا خسرت روسيا الحرب”.

اقرأ أيضًا| خدعة أوكرانيا لاستنزاف الذخيرة الروسية

ليست المرة الأولى

ليست هذه المرة الأولى التي يختلف فيها بريجوزين مع قادة الجيش الروسي. وبلغ الخلاف ذروته حين اتهم  وزير الدفاع سيرجي شويجي بـ”الخيانة”، لكن الجديد هو اللهجة التي تحدث بها عن قادة الكرملين، حين شدد على أنهم “غير قادرين على حماية روسيا التي قد تخسر الحرب”.

اقرأ أيضًا| نفاد الذخيرة وقتال شرس.. هل تنسحب فاجنر من باخموت؟

بينما تدعي وسائل إعلام غربية أنّ هذه التصريحات ليست سوى “محاولة لتضليل القوات الأوكرانية”، تردد أخرى أنها تعبر عن “شرخ” بين السلطة الرسمية في روسيا ممثلةً في رأـس النظام، بوتين، وقائد مجموعة فاجنر.

وترجح روايات أن بريجوزين لديه طموح سياسي. ورغم أن هذه الادعائات لا تصحبها عادة دلائل ملموسة أو قاطعة، فإنها تعبر عن حجم الشقاق المتفاقم يومًا بعد آخر، ما يطرح أسئلة جادة بشأن إمكانية مواصلة روسيا هذه الحرب.

اقرأ أيضًا| في يوم النصر.. بوتين «الغاضب» يعود إلى الماضي فهل يكذّبه الحاضر؟

اقرأ أيضًا| تحهيز الطلاب للحرب.. بوتين يعسكر المدارس الروسية

ربما يعجبك أيضا