خلاف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. هل يصبح مواجهة عسكرية؟

إسراء عبدالمطلب

محلل سياسي: الاتفاق السياسي الإطاري في السودان كان غير منطقي.


حذر رئيس حزب الأمة القومي السوداني، اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر، من أن الوضع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بات خطيرًا جدًّا.

ودعا قادة الجيش والدعم السريع والأحزاب السياسية في البلاد إلى اجتماع عاجل، بعد الخلاف الذي ظهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة مروي، في الولاية الشمالية للسودان، .

الأمة السوداني- الجيش السوداني - الدعم السريع - السودان

الأمة السوداني- الجيش السوداني – الدعم السريع – السودان

ما قبل الطلقة الأولى

اعتبر رئيس حزب الأمة القومي أن بيانات الاحتقان بين الجيش والدعم السريع وصلت غلى “مرحلة ما قبل الطلقة الأولى”، ونبه في بيان أمس الخميس 13 إبريل 2023، إلى أن الوضع الأمني الراهن قريب من الانزلاق ولا يتحمل إجراءات روتينية.

كذلك اعتبر ناصر أن الأوضاع تتطلب تجميد كل فعل أو قول عسكري. ودعا كل القوى السياسية إلى النأي عن إصدار أية بيانات أو دعم لطرف على حساب آخر، مشددًا على أن الأزمة الراهنة تستوجب تفكيراً خارج الصندوق، ومعتبرًا أن “الأحداث تمضي مسرعة لتشكل واقعًا إن لم نتحسب له سيتجاوز كل الآليات والعمليات السياسية السابقة”.

اقرأ أيضًا: 

إعادة هيكلة الجيش السوداني تعرقل محادثات تشكيل الحكومة

السودان يفرض حظر التجوال في غرب دارفور

مواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع

قال الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، الدكتور محمد عبدالكريم، إن التوتر الأمني بين الجيش وقوات الدعم السريع يؤثر في الاتفاق الإطاري لأنه بالفعل متعطل حاليًّا وغير واقعي بالنسبة إلى الجيش، وثبت أن كل ما جاء الحديث عنه في الاتفاق الإطاري، غير واقعي وغير حقيقي.

وأضاف عبدالكريم أنه تبين أن الأمر ليس بالسهولة التي طرحها بها المجلس المركزي، وأنه “واقعيًّا لا يمكن الآن الحديث عن الاتفاق الإطاري في السودان”، والآن يوجد تخوف كما قال بيان الجيش من وقوع صدام أو مواجهة، لأن قوات الدعم السريع حتى الآن لم تنسحب من مدينة مروي في الولاية الشمالية.

الأمن القومي السوداني

أشار عبدالكريم إلى تدريبات عسكرية بين مصر والسودان في مروي، وهي جزء من الأمن القومي السوداني، لذلك هو تحرك غريب من قوات الدعم السريع في هذا التوقيت. ولن يمرر الجيش السوداني هذا الفعل.

ويعتقد عبدالكريم أن قوات الدعم السريع ستستجيب وتنسحب من مروي، ولكن رفضها سيجلب تصعيدًا، والجيش السوداني لن يسمح بذلك، ولن يكون يتهاون في هذا الأمر .

ولفت إلى أنه مستقبلًا سيكون للجانب المصري دور كوسيط إلى جانب الأطراف الرباعية، سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو الإمارات، لتعزيز السلام، على حد قوله.

الأمة السوداني- الجيش السوداني - الدعم السريع - السودان

الأمة السوداني- الجيش السوداني – الدعم السريع – السودان

التجاوز عن الاتفاق الإطاري

لفت عبدالكريم إلى أن حزب الأمة هو أحد الأطراف الموقعة للاتفاق الإطاري، وأن رئيسه دعا إلى عقد اجتماعي جديد، ما يعني أنه تجاوز عن الاتفاق الإطاري الذي لا يعبر عن كل القوى السودانية الفاعلة.

وتابع بأن جمع كل القوى السياسية المختلفة ستخرج عنه فكرة العقد الاجتماعي، وسيتطور الأمر ليشمل قوى أكبر من القوى السياسية، حتى لا يكون الأمر مقصورًا على المجلس المركزي، ويتجاهل أحزابًا وقطاعات كبيرة لها قدرة تصويتية كبيرة تتجاوز قوى الحرية والتغيير مجتمعة.

عمليات سياسية أكثر شمولية

قال عبدالكريم إن القوة المهمشة من الاتفاق السياسي لها قدرة تصويتية كبيرة جدًّا، مرجحًا طرحًا لإعلان جديد إذا انعقد الاجتماع، يتضمن بنودًا واضحة بتوسيع المشاركة، لأنه وقت ترويج الاتفاق الإطاري وفعالياته، كانت كل الدلائل تشير إلى أنه اتفاق فاشل ويضع مواعيد على أسس غير واقعية.

واختتم بأن الاتفاق كان غير منطقي، وإذا نجح حزب الأمة في عقد اجتماع سيتدارك هذا “العبث”، وسيعلن إطلاق عمليات سياسية موضوعية وأكثر شمولية.

ربما يعجبك أيضا