خلاف بين المارينز والبحرية الأمريكية.. ما أسبابه؟

آية سيد
المارينز والبحرية الأمريكية

تظل قوات المارينز والبحرية الأمريكية على خلاف بشأن عدد السفن الحربية البرمائية الخفيفة التي تحتاجها المارينز. فما أسباب هذا الخلاف؟


تحتاج قوات المارينز الأمريكية إلى سفن حربية برمائية خفيفة لنقل الجنود والإمدادات عبر المحيط الهادئ، دعمًا لعملياتها في أكبر محيط بالعالم.

ولكن الكاتب كاليب لارسون، في مقاله المنشور بمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أول أمس السبت 24 سبتمبر 2022، أشار إلى وجود بعض المشكلات المحيطة ببرنامج شراء السفن الحربية البرمائية الخفيفة داخل القوات البحرية الأمريكية.

خلاف بشأن السفن البرمائية الخفيفة

يلفت الكاتب إلى وثيقة صادرة عن خدمة أبحاث الكونجرس، وهو مركز بحثي غير حزبي تابع للكونجرس، نُشرت في 19 سبتمبر الحالي. وتوضح الوثيقة أن “وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو، كان مؤيدًا لإبقاء عدد السفن البرمائية عند 31 سفينة، ويشاركه هذه الرؤية قائد المارينز، الجنرال ديفيد بيرجر، الذي ربح دعم الكونجرس هذا العام، لمنع خطط البنتاجون بتقليص الأسطول إلى 25 سفينة”.

ولكن رغم هذا الاتفاق على مستوى القيادات العليا، تضيف الوثيقة أن قادة المارينز والبحرية على خلاف بشأن قضية أخرى. ويتمثل هذا الخلاف في أن بيرجر يريد إضافة 35 سفينة حربية برمائية خفيفة للسماح لقوات المارينز بالتنقل عبر سلاسل الجزر بسرعة أكبر، مع عدم ظهورهم كهدف بارز. وهي رؤية لم تدعمها قيادة البحرية.

إحباط خطة المارينز

تشير الوثيقة إلى أن الخلاف ليس فقط بين قيادات البحرية والبنتاجون، بل أيضًا داخل البحرية نفسها. وتقول الوثيقة: “استبعدت خطة المارينز للسفن الحربية البرمائية الخفيفة من ميزانية البحرية لبناء السفن لعامين متتاليين. ويُظهر طلب ميزانية السنة المالية 2023 تمويل السفن الجديدة في السنة المالية 2025، أي بعد تقاعد بيرجر”.

ووفق الوثيقة، هذه الخطوة تحبط خطة بيرجر بمنح وحدات مكونة من 75 فرد مارينز المرونة لحمل مجموعة كبيرة من الأسلحة معهم في البحر، مثل الصواريخ المضادة للسفن والمسيرات، والإمدادات اللازمة لإعادة تسليح القوات الصديقة. وهكذا فإن هذه السفينة هي حجر الأساس لأولويات تحديث قوات المارينز.

تكلفة السفينة

على الرغم من أن السفينة الحربية البرمائية الخفيفة قد تمنح المارينز المرونة التي تتصورها خطة بيرجر، يبقى أن نرى الشكل الذي ستتخذه في النهاية. ففي حين أن قوات المارينز تريد تصميمًا غير مكلف نسبيًّا يساوي 100 مليون دولار لهيكل السفينة، تفضل البحرية التجهيز بسفينة أكثر قدرة على البقاء بقيمة 300 مليون دولار للهيكل.

وبحسب الكاتب، هذا الفرق في السعر يشير إلى أن درجة تحمل المخاطر لدى قوات المارينز أكبر ما قد تستطيع البحرية الأمريكية تقبله. وتقول الوثيقة: “تتصور قوات المارينز استخدام السفينة الحربية البرمائية الخفيفة لنقل الجنود من شاطئ إلى آخر مع التواري عن الأنظار، لأن السفينة بحجم السفن التجارية الأخرى”.

سبب مخاوف البحرية

في تصريحات لموقع المعهد البحري الأمريكي، في 14 سبتمبر الحالي، قال الزميل بمعهد هدسون، براين كلارك، إن الآراء المتباينة بشأن التكاليف ربما تكون الدافع وراء الأعداد المختلفة للسفن الحربية البرمائية الخفيفة التي تقول البحرية وقوات المارينز إنها تحتاجها.

ولفت إلى أن جزءًا من الجدل بشأن القدرة على البقاء والتكلفة الميسورة للسفن الحربية البرمائية الخفيفة يتعلق بمخاوف من البرامج المتعثرة السابقة، مثل السفن القتالية الساحلية، التي لم تكن مصممة للعمل في بيئات تنافسية.

وفي هذا الشأن، قال كلاك عن السفن الحربية البرمائية الخفيفة: “لا أعتقد أن البحرية ستغير رأيها، فهي المسؤولة عن السفينة. واختبرت الأمر من قبل مع سفن القتال الساحلي، عندما حاولت بناء سفينة أقل قدرة على البقاء من سابقاتها”.

تقييم المخاطر

في السياق ذاته، رأى الزميل بمؤسسة “هيرتيج” الأمريكية وضابط المارينز المتقاعد، داكوتا وود، أن مسألتي القدرة على البقاء والتكلفة الميسورة قد تُظهر تقييمات مختلفة للمخاطر بين البحرية وقوات المارينز. وقال: “سيكشف هذا وجهتي النظر المختلفتين عن المخاطر. أنت تضع وحدة مارينز على الأرض، ويتعين عليها الاشتباك مع العدو في قتال مباشر”.

ولفت إلى أن ثقافة المارينز تنص على تقييم المخاطر ومحاولة تقليلها، وأن عملها ينطوي على خسارة الأفراد. وفي ما يتعلق بالبحرية، قال وود: “لديهم عدد صغير نسبيًّا من السفن، لذلك كل واحدة منها تمثل نسبة مئوية كبيرة من القوة البحرية. وعندما تخسر سفينة، تكلفك مليار دولار وكل الأفراد على متنها. ولذلك لا يتعين على البحرية أن تعمل في بيئة مهددة لوقت طويل”.

ربما يعجبك أيضا