خلال حضوره قمة بريكس.. جنوب إفريقيا تدرس اعتقال بوتين أغسطس المقبل 

محمد النحاس

هل يستطيع البلد الإفريقي، جنوب إفريقيا، الإقدام على اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وما التداعيات المحتملة لذلك؟


تتلقى حكومة جنوب إفريقيا في الوقت الحالي المشورة القانونية بشأن إمكانية اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتدرس التبعات المحتملة.

وبحسب ما أفاد تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، الذي نشر الجمعة 24 مارس 2023، فإنه حال حضور الرئيس بوتين قمة مجموعة بريكس المنعقدة في جنوب إفريقيا أغسطس المقبل قد تقدم على اعتقاله.

دراسة قانونية للخطوة

من جانبها قالت وزيرة العلاقات والتعاون الدولي، ناليدي باندور، في جنوب إفريقيا، لمحطة تليفزيون حكومية، يوم الجمعة الماضي: “نحن في انتظار رأي قانوني جديد حول هذه المسألة”، ولم يتخذ بعد بوتين القرار في ما إذا كان سيحضر القمة في جنوب إفريقيا أم لا، وفقًا للكرملين.

وأبدت المسؤولة قلق جنوب إفريقيا “بشأن حالة الشعب الأوكراني”، مضيفةً: “ما نريده هو أن نكون في موضع يمكننا من خلاله مواصلة التعامل مع كلا البلدين لإقناعهما بالسلام”، وفقًا لما نقل تقرير الوكالة الأمريكية. 

دراسة جميع الخيارات

في غضون ذلك، قال مسؤولان بوزارة الخارجية، رفضا الكشف عن هويتهما، إنه من غير المرجح أن تعتقل جنوب إفريقيا أي رئيس دولة زائر. وقالوا إن الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم يدرسون جميع الخيارات في محاولة لتجنب تنفيذ مذكرة الاعتقال.

ووفقًا لما نقلت بلومبرج، كان المتحدث باسم الكرملين قد هدد باستخدام ورقة السلاح النووي حال حاولت أي دولة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب البروفيسور فيليب ساندز، خبير القانون الدولي، في يونيفرسيتي بجامعة لندن فإن المحكمة الجنائية الدولية لا تستطيع مقاضاة القادة الروس مثل بوتين، لأن روسيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقيات المحكمة، بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

ما موقف دول الجنوب؟ 

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتتهمه بالمسؤولية عن جرائم حرب في أوكرانيا، بما في ذلك الترحيل غير القانوني للأطفال، وتعد جنوب إفريقيا أحد الموقعين على اللائحة الأساسية للمحكمة. 

واتخذت جنوب إفريقيا من الحرب الروسية الأوكرانية، موقفًا محايدًا، ما أغضب الولايات المتحدة، ودول حلف شمال الأطلسي، الناتو، وهو موقف ليس غريبًا من دول “الجنوب العالمي”، فبحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية، فإن ما لا يقل عن 100 دولة تمثل 40% من الناتج المحلي العالمي، متشككةً في الوضع الحالي في أوكرانيا.

انتقادات سابقة للبلد الإفريقي

في عام 2015 تعرضت جنوب إفريقيا لانتقادات غربية، عندما رفضت تنفيذ مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني آنذاك، عمر البشير، في أثناء حضوره قمة الاتحاد الإفريقي.

ومن المقرر أن تستضيف حكومة جنوب إفريقيا وفدًا من الحكومة الروسية، الأسبوع المقبل، لحضور اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين حول التعاون التجاري والاقتصادي.

ربما يعجبك أيضا