خلايا الإرهاب بالأردن.. استثمار «أزمات الشارع» لخلط الأوراق وخلق الفتنة

علاء الدين فايق
الأردن

شددت الحكومة الأردنية في نعيها للشهداء على عدم التهاون في إنفاذ القانون على كل من يحاول الإخلال بالأمن وإرهاب المواطنين.


عمّان – تلقى الأردنيون، أمس الاثنين 19 ديسمبر 2022، ضربة صادمة، بإعلان الأمن العام استشهاد 3 من أفراده وإصابة 5 آخرين بأيدي إرهابيين.

جاء ذلك خلال مداهمة للأمن، الخميس الماضي، استهدفت “خلية إرهابية يحمل أعضاؤها الفكر التكفيري” بإحدى مناطق محافظة معان جنوبي البلاد، وشهدت اشتباكات عنيفة مع أفراد الخلية الذين تبين أن معظمهم أبناء عائلة واحدة.

تفاصيل العملية الأمنية

وفقًا لبيان أصدرته مديرية الأمن العام الأردنية، أسفرت الاشتباكات عن مقتل المشتبه به في قتل نائب رئيس شرطة محافظة معان، عبدالرزاق الدلابيح. وظهر أن شهداء المداهمة جميعًا شباب في العشرينات، وينتمون إلى عشائر أردنية بارزة، وهم النقيب غيث الرحاحلة، والملازم معتز النجادا، والعريف إبراهيم الشقارين.

وحسب بيان المديرية، نفذت قوة أمنية خاصة مداهمة لخلية إرهابية بمنطقة الحسينية في محافظة معان، وبعدما حاصرت المشتبه بهم، أطلق أحدهم النار بكثافة من سلاح أوتوماتيكي على القوة، التي ردت بتطبيق قواعد الاشتباك، ما أسفر عن استشهاد 3 وإصابة 5 من ضباط وأفراد القوة، ومقتل الإرهابي مطلق النار.

وبتفتيش مكان المداهمة ضبطت القوة الأمنية ، مجموعة من الأسلحة النارية الأوتوماتيكية بحوزة الخلية، وكمية كبيرة من الذخيرة.

من هو الإرهابي المقتول؟

لم تكشف الأجهزة الأمنية عن هوية الإرهابي القتيل في المداهمة الأمنية، لكن مصادر أمنية أشارت إلى أنه من مواليد عام 2002.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية، أن للإرهابي المقتول في المداهمة شقيقًا لقي حتفه في سوريا عام 2015 بعد انضمامه إلى تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، وشقيقًا آخر مسجونًا بتهم إرهابية منذ عامبن. وأشارت المصادر إلى اعتقال 4 من أشقاء الإرهابي و3 من أبناء أشقائه خلال المداهمة.

وشددت الحكومة الأردنية، في نعيها لشهداء الأمن، على عدم التهاون في إنفاذ القانون على كل من يحاول الإخلال بالأمن، والاعتداء على رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة، واستثمار أي ظرف لإحداث الفوضى وترهيب المواطنين.

نعي وتحذير

نعت أحزاب أردنية في بيانات متفرقة حصلت شبكة “رؤية” الإخبارية على نسخ منها، شهداء الأمن. ورأى بعض الأحزاب أن “الخلايا النائمة في الأردن إنما أرادت أن تستثمر في النزاع الاجتماعي الاقتصادي لخلط الأوراق وخلق الفتنة وضرب الأمن والاستقرار”.

وقال الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني: “إنها خسارة فادحة أوجعت قلوب الأردنيين وفجعت بيوت الأردنيين كافة”، وأشار إلى أن “نتائج هذه المداهمة الأمنية، أكدت استمرار وجود الخلايا المسلحة للتكفيريين الإرهابيين… الخلايا النائمة التي قررت أن تنشط”.

صاعقة على الأردنيين

في السياق نفسه، حذّر عضو مجلس الأعيان، خالد البكار، من تسلل مجموعات تستهدف أمن البلاد خلال تعبير المواطنين عن غضبهم وانزعاجهم من بعض القرارات الرسمية. واعتبر في تصريحات إلى قناة “المملكة” الأردنية، أن استشهاد 3 من رجال مديرية الأمن العام “كان صاعقة على الأردنيين”.

وقال البكار: “هذا ما حذرنا منه… التعبير عن الغضب والانزعاج من بعض القرارات الرسمية متاح ضمن القوانين وقوانين الحريات، لأن الأردن بلد الحريات، لكن كنا نحذر من أن تتسلل بين المواطنين مجموعة تستهدف أمن البلاد، وهذا هو المقلق”.

تزامن الحادثة مع «مؤتمر بغداد»

جاءت هذه التطورات الأمنية في الأردن، قبل يوم من استضافة المملكة للنسخة الثانية من “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، وبمشاركة عدد من قادة الدول، لبحث الملفات المتعلقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم.

وتشارك في المؤتمر إلى جانب مصر والعراق، كل من الكويت والسعودية والإمارات وفرنسا وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران وتركيا. وأعلن الجيش الأردني أول من أمس السبت، نشر وحدات وآليات عسكرية له، على الطريق العام من مطار الملكة علياء الدولي وحتى منطقة البحر الميت، لتأمين أعمال المؤتمر.

ربما يعجبك أيضا