خليفة خامنئي.. أبعاد الأزمة القادمة في إيران

شروق صبري
المرشد الاعلى

نظر المحللون السياسيون إلى احتجاجات إيران بحثًا عن دلائل على أن البلاد قد تشهد تغييرًا سياسيًا في الوقت الراهن.


خلال الأشهر التسعة الماضية، هز المتظاهرون النخبة السياسية في طهران بمطالبتهم بحق المرأة، والحياة، والحرية، والديمقراطية ومجتمع أكثر انفتاحًا.

ولبعض الوقت، كانت الاحتجاجات كبيرة لدرجة أن المحللين رأوا أن الجمهورية الإسلامية ستشهد تغيرًا جذريًّا، لكن طهران قمعت المظاهرات واعتقلت آلاف المحتجين، وقتلت المئات بعمليات إعدام علنية، إلا أن جمر السخط العام في إيران يتصاعد.

من يخلف خامنئي

باتت النخب الإيرانية في حالة قلق، بشأن من سيخلف المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي (84 عامًا) الذي يملك تاريخًا من المشكلات الصحية. ففي عام 2014 تلقى علاجًا لسرطان البروستاتا. وسافر إلى مدينة مشهد الدينية في سبتمبر 2022، وأخبر الوفد المرافق له أنها قد تكون زيارته الأخيرة.

وعلقت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، أمس الأربعاء 24 مايو 2023، أسباب مخاوف النخب الإيرانية، على أن خامنئي قد يكون بصحة جيدة الآن، لكنه لن يبقى إلى الأبد، وهو ما جعل النخب الإيرانية قلقة بشأن ما سيحدث بمجرد رحيله.

خامنئي

خامنئي

مخاوف حقيقية

على الورق، لا ينبغي أن تكون النخبة الإيرانية قلقة، لأن النظام الرسمي للجمهورية الإسلامية لاختيار المرشد الأعلى واضح تمامًا. فوفقًا للدستور الإيراني، يجتمع أعضاء مجلس خبراء القيادة، البالغ عددهم 88 عضوًا، ويصوتون حتى يخرج شخص ما بأغلبية.

لكن العملية الفعلية لاختيار قائد جديد ليست بهذه البساطة، لأن قليلًا من أعضاء الجمعية لديهم نفوذ سياسي حقيقي، وحوالي 60% من هذه القلة تبلغ سنهم 70 عامًا أو أكثر. ويعد هؤلاء وكلاء لكبار السياسيين وصانعي السياسة في النظام، وقادته الأمنيين والعسكريين.

غير أن لكن هذه النخبة ممزقة بالانقسامات، وأعضاؤها في صراع شبه دائم مع النخب الإيرانية، التي ليست لديها حاليًّا قواعد أو مؤسسة قوية أو وسيط مؤثر لإدارة النزاعات.

منافسة مريرة

أشارت فورين أفيرز إلى أنه في ظل انعدام الثقة والعداء، من غير المرجح أن يكون الصراع على خلافة خامنئي منافسة منظمة بين الفصيلين الرئيسين في النظام، الإصلاحيين المعتدلين والمحافظين المتشددين. ومن المرجح أن تكون المعركة شبيهة بتلك التي جاءت بخامنئي إلى السلطة في عام 1989، عبر منافسة شرسة ومريرة.

يمكن أن تظهر التحالفات المفاجئة بالسرعة التي تتفكك بها، وتستخدم النخب المختلفة المنافسة لتصفية الحسابات، وكشف الأسرار المشينة والطعن بعضهم في بعض. ويمكن أن يكون الفائز النهائي مفاجأة حتى لأفضل المراقبين المطّلعين. والشيء الوحيد المؤكد هو أن موت خامنئي سيجلب الكثير من عدم اليقين والفوضى.

خامنئي

خامنئي

صعوبة إدارة علاقات النخبة

على عكس الأنظمة الثورية الأخرى، مثل الموجودة في الصين أو الاتحاد السوفيتي السابق أو فيتنام، لم تنجح الجمهورية الإسلامية مطلقًا في إنشاء حزب أو منظمة أخرى تستطيع إدارة علاقات النخبة، بعد حل أهم حزبين سياسيين عقب الثورة في الثمانينات، حزب الجمهورية الإسلامية، ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، بسبب الخلافات الداخلية.

وانقسمت بعد الثورة أيضًا أبرز منظمة دينية، وهي جمعية رجال الدين المتشددة، إلى قسمين حسب فصائلها اليمينية واليسارية.

كيانات دولة مختلفة

لدى إيران بالطبع كيانات دولة مختلفة، تمثل من الناحية النظرية الدولة كلها. لكن من الناحية العملية، تنخرط هذه الهيئات في صراع دائم تقريبًا.

فعلى مدار العقدين الماضيين، على سبيل المثال، تقاتلت وزارة الخارجية مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على من سيتولى شؤون أفغانستان وباكستان وملف الشؤون الخارجية في الشرق الأوسط.  ولا تزال المعركة مستمرة، رغم أن كلًّا من الوزارة وفيلق القدس تديره شخصيات متشددة.

وفي أغسطس 2022، استبعد قائد فيلق القدس وزارة الخارجية من تنظيم لقاء مع رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر. وفي إبريل 2023، شجع نائب رئيس وكالة تنظيم التأمين الإيرانية البرلمان علانية على عزل وزير الصناعات الإيراني. وتنخرط وزارة الثقافة الإيرانية في خلاف مع خدمة البث الوطنية على سلطة فرض الرقابة على محتوى خدمات البث عبر الاشتراك.

اقرأ أيضًا| اغتيال ممثل خامنئي بشمال إيران.. ما دوافع القاتل؟

اقرأ أيضًا| مقتل ممثل سابق لخامنئي بشمال إيران

ربما يعجبك أيضا