خليفة موسوليني.. إيطاليا تستعد لاستقبال الحكومة الأكثر تطرفًا في أوروبا

هالة عبدالرحمن

أشارت “الجارديان إلى أن احتمال فوز زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” مثير للقلق بالنسبة لأوروبا.


تستعد إيطاليا لاستقبال الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في أوروبا الغربية، مع اقتراب الانتخابات التشريعية الإيطالية في الخريف المقبل، بعد رحيل رئيس الوزراء، ماريو دراجي، السابق لأوانه.

وبينت “الجارديان”، في افتتاحيتها، أمس الأول الأحد 24 يوليو 2022، أن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى أن انتخابات الخريف في إيطاليا ستقدم الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في أوروبا الغربية، وأن رحيل دراجي يهدد إيطاليا بإحياء أزمة الديون من جديد.

من زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا؟

الحكومة الجديدة، بحسب الجارديان، تضم حزب إخوة إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني، والرابطة القومية، وحزب فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني، المتوقع أن يفوز بأغلبية.

ولدت الصحفية والسياسية، جورجيا ميلوني، في جارباتيلا، وهي منطقة للطبقة العاملة في روما، وكانت رئيسة جناح الشباب في التحالف الوطني، وشغلت منصب وزيرة الشباب في حكومة برلسكوني 2008/ 2011 قبل تأسيس حزب إخوة إيطاليا.

084446211 681e963d b6ef 4450 8a54 5a78c08ae196

حظوظ فوز جورجيا بحكومة إيطاليا

تعد جورجيا رئيسة حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين منذ سبتمبر 2020، وسعت إلى إعادة صياغة إخوة إيطاليا كبطل محافظ للوطنية، وقال مؤلف كتاب “جورجيا ميلوني: ثورة المحافظين”، فرانشيسكو جيوبيل: “لقد ساعد هذا في دفع الحزب إلى الأمام، وأن يكون إخوة إيطاليا هو الحزب الوحيد الذي بقي خارج حكومة دراجي”.

وبصفتها زعيمة لأكبر حزب، فإن ميلوني التي تشبه سياساتها غير الليبرالية إلى حد كبير سياسات رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، ستكون المفضلة لتصبح رئيسة للوزراء، ما يعني أنها ستصبح أول رئيسة حكومة يمينية متطرفة في إيطاليا منذ عهد موسوليني، بحسب “الجارديان”.

3443

سياسية «الإيطاليون أولا»

أشارت “الجارديان إلى أن احتمال فوز زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” مثير للقلق بالنسبة لأوروبا حيال توحيد الموقف الأوروبي تجاه حرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أوكرانيا، وأزمة الطاقة ذات الصلة وخطر الركود، فإنها تشكل تهديدًا للوحدة الأوروبية على جبهات متعددة.

وأضافت الافتتاحية: “في ما يتعلق بقضايا مثل الهجرة وحقوق المثليين، من المرجح أن يصطف محور ميلوني-سالفيني إلى جانب دول مثل بولندا والمجر في تحدي المعايير الأوروبية بقوة”. وذكّرت بأن “ميلوني دعت، إلى إعادة تأكيد سيادة الدستور الإيطالي على قانون الاتحاد الأوروبي، وسياسة (الإيطاليون أولا) بشأن الوصول إلى خدمات ومزايا الرعاية الاجتماعية”.

الموقف الإيطالي من حرب أوكرانيا

ردًّا على هذه المخاوف صرحت ميلوني، لصحيفة “لاستامبا” الإيطالية، يوم 23 يوليو، بأن مراكز الفكر اليسارية تحاول تخويف الناخبين لضمان فوز اليسار في الانتخابات المقبلة، مشيرةً إلى أنه لا يوجد ما يدعو إلى الخوف من موقف إخوة إيطاليا حيال دعم أوكرانيا، وأنه لا يجب التفكير في تبني موقف محايد حيال إرسال الدعم العسكري لأوكرانيا.

رئيس الحكومة السابق دراجي، كان شخصية محورية في الحفاظ على الوحدة الغربية ودعم كييف، في حين سجل اليمين الإيطالي المؤيد لبوتين لا يوحي بالثقة في أن مثل هذا النهج من شأنه أن ينجو من فصل الشتاء الذي تهيمن عليه أزمة الطاقة التي تتلاعب بها موسكو، وفي 2019، وصف زعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، الرئيس الروسي بأنه أفضل رجل دولة على وجه الأرض، وفقًا لـ”الجارديان”.

تحديات تواجه الحكومة الإيطالية المقبلة

الفائز، أيًّا كان، في انتخابات سبتمبر، سيتعين عليه التفاوض على تمديد دين عام بقيمة 200 مليار يورو بحلول نهاية العام”. وأوضحت الجارديان أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، وتوجه تكاليف الاقتراض الإيطالية نحو ذلك النوع من المستويات التي شوهدت آخر مرة في 2012، فقد تحتاج روما مرة أخرى إلى الاعتماد على سخاء البنك المركزي الأوروبي في شراء السندات.

وأضافت: “كذلك يجب على الحكومة الجديدة أن تدافع عن موقفها لتلقي الشريحة التالية من أموال صندوق التعافي في الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 190 مليار يورو، والتي تفاوض عليها دراجي في الأصل. ولن يغفر لأي حكومة مستقبلية أن تفسد ذلك”.

ربما يعجبك أيضا