خليل المقدح.. رسائل إسرائيل من عملية الاغتيال

محمد النحاس

في تطور لافت، أقدم الجيش الإسرائيلي على اغتيال العميد خليل المقدح، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في لبنان، وذلك في غارة جوية استهدفت سيارته بمدينة صيدا، اليوم الأربعاء 21 أغسطس 2024.

لم تكتفِ إذن إسرائيل بضرب أهداف تابعة لحماس أو حزب الله، بل وسّعت نطاق عملياتها لتشمل قيادات فلسطينية على صلة بحركة فتح، ما يحمل رسائل متعددة الأبعاد إلى الأطراف المختلفة في المنطقة، ويوضح نوايا إسرائيل المستقبلية وعزمها المضي قدمًا في مسار التصعيد.

تكتيكات جديدة

تعتبر عملية اغتيال المقدح، وهو شقيق اللواء منير المقدح، خطوة غير مسبوقة في استهداف إسرائيل لقيادات حركة فتح في لبنان.

وتشير العملية إلى تحول جديد في تكتيكات إسرائيل تجاه الفصائل الفلسطينية؛ فلم يعد استهداف القيادات محصورًا في الضفة الغربية أو غزة، بل طال قيادات أخرى خارج فلسطين، ومن حركات أقل انخراطًا في التصعيد الحالي.

من هو القيادي في فتح خليل المقدح؟

من هو القيادي في فتح خليل المقدح؟

رسائل إلى فتح والفصائل المسلحة

من أبرز الرسائل التي يحملها هذا الاغتيال هي أن إسرائيل باتت تنظر إلى قيادات فتح في الخارج كجزء من التهديد العسكري المباشر، وليس فقط من الناحية السياسية.

وبتوسيع دائرة الاغتيالات لتشمل قيادات فتح في لبنان، تحاول إسرائيل تأكيد أنها لن تتوانى في استهداف أي طرف ترى فيه تهديدًا لأمنها، سواء كان ذلك داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها.

التأثير على الساحة اللبنانية

الرسائل الإسرائيلية تستهدف أيضًا الفصائل المسلحة في لبنان وعلى رأسها حزب الله، ففي الوقت الذي شهدت فيه المنطقة غارات جوية إسرائيلية على سهل البقاع، رد حزب الله بقصف مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل.

لكن الجديد هو دخول المخيمات الفلسطينية في لبنان على خط الصراع، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل تسعى لتحييد هذه المخيمات عن أي مواجهة محتملة مع حزب الله، من خلال توجيه ضربات استباقية لقادة الفصائل بداخلها.

رسائل للقيادة الفلسطينية

توقيت اغتيال المقدح قد يحمل أيضًا رسالة واضحة للقيادة الفلسطينية، خاصة بعد إعلان الرئيس محمود عباس عن نيته التوجه إلى قطاع غزة.

قد تكون هذه العملية محاولة لإثارة الشكوك داخل حركة فتح بشأن قدرتها على الحفاظ على أمن قياداتها، ما قد يدفع عباس للتراجع عن خططه أو على الأقل إعادة التفكير فيها.

استعدادات لمواجهة شاملة

على الجانب الإسرائيلي، يبدو أن هذه العملية تأتي ضمن استعدادات أوسع لمواجهة محتملة مع لبنان، حيث تسعى إسرائيل للقضاء على القيادات العسكرية والسياسية التي قد تكون جزءًا من هذا الصراع.

عمليات الاغتيال هذه تمثل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أكبر تهدف إلى تقليل الخسائر المُحتملة في حال اندلاع مواجهة شاملة، خاصة في ظل إدراكها أن المخيمات الفلسطينية في لبنان قد تكون جزءًا من أي تصعيد قادم مع حزب الله.

ربما يعجبك أيضا