داعش يسعى لتمديد نفوذه في إفريقيا.. كيف سيرد التحالف الدولي؟

آية سيد

في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، ارتفعت هجمات داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في غرب إفريقيا. في هذا السياق، شدد التحالف الدولي ضد داعش على التزامه بهزيمة التنظيم الإرهابي.


اجتمع وزراء التحالف الدولي ضد داعش في مراكش بالمغرب، يوم الأربعاء 11 مايو 2022، لمواصلة الجهود الرامية إلى مكافحة الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بحسب موقع فرانس 24، في 11 مايو 2022، ترأس الاجتماع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونائبة وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية، فيكتوريا نولاند، التي حضرت نيابة عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لإصابته بكورونا. وشهد الاجتماع انضمام دولة بنين إلى التحالف، ليصبح عدد الأعضاء 85 دولة.

الالتزام بهزيمة داعش

وفقًا للتقرير، أعربت نولاند عن التزام التحالف الدولي بـ”هزيمة” تنظيم داعش، مشددةً على أن”الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع شركائها في غرب إفريقيا لمواجهة التحديات التي سمحت لهذه الجماعات بالازدهار، مثل غياب شرعية الدولة، والانتهاك المستمر للحقوق وانعدام الأمن الغذائي”.

وأضافت نولاند: “ردًا على هذه التهديدات الأمنية ستنفق الولايات المتحدة أكثر من 119 مليون دولار في صورة مساعدات جديدة لإفريقيا جنوب الصحراء لتحسين قدرات إنفاذ القانون المدني والقضاء ليتمكنوا من وقف الإرهابيين ومحاكمتهم وإدانتهم في أنحاء القارة”، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في 11 مايو.

نفوذ الجماعات الإرهابية يزداد في إفريقيا

أشارت نولاند إلى أن داعش والجماعات الإرهابية الأخرى زادوا من نفوذهم وقدراتهم في غرب إفريقيا. ومن جانبه، قال بوريطة إن تهديد داعش “لم يتراجع”، موضحًا أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تمثل 48% من الوفيات المنسوبة لداعش حول العالم في 2021. وفق تقرير” واشنطن بوست”.

وقال بوريطة: “اليوم 27 كيانًا إرهابيًا متمركزًا في إفريقيا مُدرجًا على قائمة عقوبات مجلس الأمن. هذا مؤشر واضح على روابطهم بكبرى الجماعات الإرهابية العالمية”، منوهًا بأن الجماعات الإرهابية وصلت إلى ساحل الأطلسي في غرب إفريقيا، ما يهدد طرق النقل البحري، بالإضافة إلى ظهور القرصنة في خليج غينيا، على غرار تلك في منطقة القرن الإفريقي.

هجمات داعش في غرب إفريقيا

ذكر التقرير أن المنتسبين لداعش في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل نفذوا عدة هجمات في الأسابيع الأخيرة. وفي 10 مايو الحالي، نشرت وكالة “أعماق” الإخبارية التابعة لداعش مقطع فيديو لمقاتلين يُعدمون أكثر من 12 مسيحيًا نيجيريًا للثأر من موت زعماء سابقين للتنظيم، بحسب مجموعة “سايت” للاستخبارات، وهي منظمة غير ربحية معنية بمراقبة التنظيمات الإرهابية عالميًا.

وقال مسؤول استخباراتي عربي، اشترط عدم الكشف عن هويته: “يستغل داعش والجماعات الإرهابية الأخرى الوقت لكسب نقاط قوة جديدة وبناء تحالفات جديدة، بسبب انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية”، محذرًا من أن الحرب في أوكرانيا تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء والجوع في إفريقيا، ما قد يجذب المزيد من الأشخاص للجماعات المتطرفة.

مجموعة التركيز على إفريقيا

أشار تقرير واشنطن بوست، إلى أن التحالف الدولي أنشأ في بداية هذا العام “مجموعة التركيز على إفريقيا”، بقيادة الولايات المتحدة، وإيطاليا، والنيجر، والمغرب. وبحسب البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، ستعزز المجموعة  قدرات أعضاء التحالف الأفارقة على مكافحة الإرهاب عبر الاستفادة من تجارب التحالف في العراق وسوريا.

ويشمل هذا الجهد مشاركة التقييمات حول تهديد داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في القارة الإفريقية، والتنسيق والتعاون في ما يتعلق بالطرق الأكثر فاعلية لمعالجة هذه المشكلات. وشدد الوزراء على أهمية تعزيز التعاون بين مجموعة التركيز على إفريقيا ومبادرات مكافحة الإرهاب الدولية والإقليمية في إفريقيا.

الحد من نفوذ داعش في إفريقيا

وفقًا للبيان، شدد الوزراء على أهمية معالجة أسباب انعدام الأمن في إفريقيا، وأن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في القارة سيعتمد على السلطات الوطنية، والجهود والمبادرات الإقليمية التي تعالج المحركات السياسية والاقتصادية للصراع.

وأشار الوزراء بقلق إلى انتشار الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل الحركات الانفصالية، والشركات العسكرية الخاصة في إفريقيا، التي تزعزع الاستقرار وتُسبب مزيدًا من الضعف للدول الإفريقية بما يعمل في صالح داعش والتنظيمات الإرهابية، وأن التحالف الدولي سيظل جهدًا مدنيًا بالتعاون مع الأعضاء الأفارقة، وبما يتماشى مع مبادئ المسؤولية الوطنية والاحتياجات الخاصة للدول الأعضاء من القارة.

تهديد داعش في سوريا والعراق

قالت نولاند إنه جرى إضعاف داعش في سوريا والعراق كثيرًا، لكنه يظل تهديدًا ويبحث عن أي فرصة لإعادة بناء نفسه. وأن أعضاء التحالف الدولي “لا يزال أمامهم الكثير من العمل”، من توفير الخدمات الإنسانية لحوالي 60 ألف شخص في مخيم الهول بسوريا، إلى تحسين الحلول الأمنية لآلاف المقاتلين الأجانب وعائلاتهم ممن ينتظرون العودة إلى بلادهم.

وبحسب تقرير واشنطن بوست، يأمل المسؤولون الأمريكيون إعادة حلفاءهم الأوروبيين مواطنيهم من مخيم الهول، الذي أصبح مركزًا للعنف، والبؤس والتطرف. وشدد الوزراء على أهمية تخصيص موارد كافية لتعزيز جهود التحالف والقوات الشريكة، وأهمية الجهود المدنية التي تشمل الوقاية وإرساء الاستقرار ومكافحة تمويل الإرهابيين، بالإضافة إلى محاكمة الإرهابيين الأجانب وإعادة تأهيلهم ودمجهم.

ربما يعجبك أيضا