«دافوس» يبحث عن شمس تبدد غيوم التشاؤم وجليد الركود

لمياء أمين

تتركز نقاشات منتدى دافوس على الحرب الروسية الأوكرانية ومستقبل التجارة العالمية، بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين. ويركز الحاضرون بقدر كبير على البحث عن حلول لمواجهة الركود العالمي.


وسط الثلوج الكثيفة، التي تحاصر بلدة دافوس السويسرية في هذا الوقت من العام، تلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية للمرة الأولى منذ جائحة كوفيد-19.

وتتركز النقاشات، اليوم الثلاثاء 17 يناير 2023، على الحرب الروسية الأوكرانية، ومستقبل التجارة العالمية، بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين. ويركز الحاضرون بقدر كبير على البحث عن حلول لمواجهة الركود العالمي، لكن السمة الغالبة كانت التشاؤم.

الاقتصاد العالمي يمر بتحول عميق

قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، في كلمته الافتتاحية، إن أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية حاليًّا هي حالة “التشرذم المجتمعي العميق”، التي تمزق الدول والشعوب. وحذر قائلًا: “مع بداية هذا العام، نواجه تحديات متعددة وغير مسبوقة”.

وأشار إلى أن الاقتصاد العالمي يمر “بتحول عميق”، بسبب الندوب الدائمة التي سببتها جائحة كورونا، وحذر من أن العالم قد يتحول إلى “خليط فوضوي من القوى”، معربًا عن أمله أن يساعد منتدى دافوس في وقف “الاتجاه نحو زيادة التشرذم والمواجهة”.

مشاركة صينية قوية

ستكون عواقب الصراع العالمي على إمدادات الطاقة والأمن الغذائي والأمن، خصوصا في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع. ويشارك في جلسانت المنتدى المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، إضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.

وإن كان الروس وبعض الشخصيات البارزة، مثل الملياردير جورج سوروس سيغيبون عن المنتدى، هذا العام، فإنه سيشهد مشاركة أكبر للصين، التي ألغت القيود الصارمة على السفر لمكافحة الوباء.

عواقب غير متوقعة

خلال الأحاديث في أروقة المنتدى، تعرض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لانتقادات بسبب قانون خفض التضخم، الذي ينص على مساعدة واسعة النطاق للشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية أو الطاقات المتجددة، التي تتخذ مقرًا في الولايات المتحدة، ما أثار حفيظة الأوروبيين.

وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أمس الاثنين، من أن “التدخلات العامة، التي يجري تبنيها باسم الأمن الاقتصادي أو القومي” قد تؤدي إلى “عواقب غير متوقعة”، أو “قد تستغل لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الآخرين”.

ونددت منظمة أوكسفام، أمس، بـ”المستويات الخطيرة”، التي وصلت إليها التفاوتات الاقتصادية في العالم، داعية إلى خفض عدد المليارديرات في العالم إلى النصف بحلول العام 2030، عن طريق الضرائب.

عودة النمو الصيني ضرورة

رغم أن كثير من الحاضرين يعولون على عودة النمو الصيني، كمحرك رئيس للاقتصاد العالمي، خلال العام الجديد، فإن أصوات تعالت بالهجوم على السياسات الصينية.

وفي أولى جلسات الثلاثاء الكبرى، نددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بـ”المحاولات الشرسة” لجذب القدرات الصناعية من أوروبا، خصوصًا في مجال التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة النظيفة، “إلى الصين وأماكن أخرى” عبر دعم الأسواق. وحذرت خلال كلمتها: “لن نتردد في فتح تحقيقات إذا قدّرنا أن أسواقنا العامة أو أسواقا أخرى” تتلقى دعمًا مماثلًا.

وعلى الجانب الأخر، قال مسؤولون ماليون بارزون في المنتدى إن إعادة فتح الصين، بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة، من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات، والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقًا، حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي.

آسيا عامل لدعم النمو العالمي

رفعت الصين بعضًا من أكثر القيود إنهاكًا، بعدما تخلت عن سياسة “صفر كوفيد” الصارمة، ما عزز الآمال بأن الاقتصاد ثاني أكبر اقتصاد عالمي بوسعه إعادة إحياء النمو العالمي، حتى مع دخول الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا كسادًا في الأرباع المقبلة.

وقالت رئيسة شركة هونج كونج للمقاصة وتبادل الأوراق المالية، لورا إم تشا، إن “إعادة فتح الصين يجب أن تكون الحدث الرئيسي وستكون محفزا رئيسيا للنمو”. وأضافت: “آسيا هي حيث سيكون عامل النمو، كما تعلمون، لا في الصين فحسب، ولكن أيضًا الهند وإندونيسيا، هذه كلها اقتصادات ناشئة وقوية جدًا”.

وقال رئيس شركة ستاندرد آند بورز جلوبال ورئيسها التنفيذي، دوجلاس إل. بيترسون،  في أحد نقاشات اللجنة: “لدينا حفاظ على المدخرات، وعزوف عن الطلب، لذا نعتقد أن الصين ستشهد نموًا قويًّا جدًا، وخصوصًا مع دخول أواخر العام”.

ربما يعجبك أيضا