«دبلوماسية رمضان».. سر تهنئة بايدن المسلمين بحلول شهر الصيام

ما إن بدأ شهر رمضان، حتى توالت التهاني للمسلمين من قادة العديد من دول العالم، ما يعد فرصة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية.

ووجد العديد من الساسة بأنحاء العالم شهر رمضان فرصة للتقارب مع العالم الإسلامي، ونشر التسامح ومحاربة الكراهية ضد المسلمين، التي تزايدات على مدار السنوات الماضية، فما هي الدبلوماسية الرمضانية؟ وكيف تعبر عن السياسات الخارجية للدول المختلفة؟

جانب اجتماعي

ككل مظهر اجتماعي وديني يمارسه البشر، فإن للشهر المقدس عند المسلمين تجليات في عالم السياسة، ليس فقط في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، ولكن لدى الدول الغربية كذلك.

ولم تتوقف انعكاسات شهر الصيام على الممارسات الدينية أو الجوانب الاجتماعية والإنسانية، فمع حلول الخميس 23 مارس 2023، أول أيام رمضان، توالت التهنئات من قادة ودبلوماسيين وساسة للشعوب المسلمة، وكذلك الاتصالات بين المستويات الأرفع من الساسة والمسؤولين.

رمضان في عالم السياسة

أشاد السفير الألماني بالقاهرة، فرانك هارتمان، بالعادات الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان، وهنأ المصريين بقدومه، وقال إنه “شهر مميز جدًا.. تملئه السعادة والتقاليد الإيجابية، ويجلس الناس باختلاف مستوياتهم الاجتماعية على طاولة واحدة، لتناول طعام الإفطار”. 

وأبدى السفير فرانك هارتمان إعجابه بالقيم الاجتماعية، وبروح العمل الجماعي التي تظهر في هذا الشهر، خاصةً في ظل عالمنا المتسارع، الذي يشهد متغيرات وأزمات على نحو يومي”، وفق ما نشرت الصفحة الرسمية للسفارة الألمانية في القاهرة على “فيسبوك”.

تضامن مع المسلمين المضطهدين

هنأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان، وقال في بيان نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض: “نتقدم بأطيب تمنياتنا للمجتمعات المسلمة في جميع أنحاء البلاد وحول العالم مع بداية شهر رمضان المبارك”. وأضاف: “خلال هذا الوقت المقدس للتأمل، تجدد الولايات المتحدة أيضًا دعمها للمجتمعات المسلمة، التي تعاني من المصاعب والدمار”.

وبالفعل فقد شدد بايدن في تهنئته للمجتمعات المسلمة على “وقوف الولايات المتحدة متضامنة مع المسلمين الذين لا يزالون يواجهون الاضطهاد، بما في ذلك الأويجور في جمهورية الصين الشعبية، والروهينجا في بورما، والمجتمعات المسلمة الأخرى التي تواجه الاضطهاد في جميع أنحاء العالم”، حسب البيان.

تعزيز الصورة الذهنية

قال باحث العلاقات الدولية، سمير رمزي، إن “الدبلوماسية الرمضانية” تأتي في إطار استراتيجية لتعزيز الدمج على المستوى الاجتماعي للأقليات المسلمة في المجتمع الغربي، موضحًا أن ربط الإسلام بالإرهاب ساهم في تعزيز النزعة اليمينة الشعبوية في البلدان الغربية، لذلك تسعى للتخفيف من حدة هذه النزعة.

أضاف أن هذه الاسترايجية ترمي لإثبات عدم وجود حالة عداء بين الدين الإسلامي والمجتمعات الغربية، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعزز من الصورة الذهنية للغرب كمجتمعات متسامحة مع الأديان الأخرى، في مقابل دولة مثل الصين، التي تضطهد بعض الأقليات المسلمة.

جوانب دينية وإنسانية

لفتت الباحثة المتخصصة في العلوم السياسية، نورهان أبوالفتوح، إلى أن “الدبلوماسية الرمضانية” لها أوجه وجوانب متعددة، فدولة مثل المغرب ترسل الأئمة والخطباء إلى الدول الغربية والإفريقية المجاورة لإلقاء الدروس الرمضانية، وتعمل دول أخرى على إرسال المساعدات الإنسانية، كما فعلت الجزائر، عندما أرسلت إلى موريتانيا طائرة محملة بأطنان من المواد الغذائية في أول أيام رمضان.

وتزامنًا مع شهر الصيام، أعلنت دولة الإمارات إطلاق حملة “وقف المليار وجبة”، التي تدشن صندوقًا وقفيًّا لتوفير الطعام المستدام، على الصعيدين الدولي والإقليمي، في إطار السياسة الخارجية الرامية إلى “مكافحة الجوع من خلال إطار مستدام”، وفق ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام).

تعزيز العلاقات بين الدول

أضافت أبو الفتوح أن المكالمات الهاتفية والتهاني المتبادلة بين رؤساء الدول، تعد عاملًا مهمًا في تعزيز العلاقات الثنائية، أو فتح باب للعلاقات الدبلوماسية، مشيرة إلى مكالمة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لسلطان عمان، هيثم بن طارق، في أول اتصال من نوعه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشارت أيضًا إلى الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، والإيراني حسين أمير عبداللهيان بمناسبة شهر رمضان، الذي اتفقا خلاله على اللقاء قريبًا، كذلك جاء إعلان المباحثات السعودية السورية، في أول أيام رمضان، ليعكس أهمية الدبلوماسية الرمضانية، ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدان، وفقًا للباحثة المختصة في العلوم السياسية.

اقرأ أيضًا| وزير الخارجية المصري يهنئ نظيره التركي بحلول شهر رمضان

السعودية وسوريا.. تطبيع للعلاقات وعودة إلى الحضن العربي

رئيس الإمارات ونائبه يهنئان قادة الدول العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان