الرئيس المصري يعرض الوشاطة لإنهاء الاقتتال في السودان واتصالات دبلوماسية مكثفة لتهدئة الأوضاع.
انطلقت جهود مصرية موسعة لاحتواء الأزمة الراهنة في السودان وعرضت القاهرة الوساطة بين طرفي الصراع، لوقف الاقتتال.
وقال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، يوم الاثنين 17 إبريل 2023، إن مصر مستعدة للعب دور وساطة، لإنهاء الاقتتال الذي يشهده السودان حاليًّا.
وساطة مصرية لحل الأزمة في السودان
حسب وكالة أنباء رويترز، كشف الرئيس السيسي عن أنه أبلغ نظيره في جنوب السودان، سيلفا كير، باستعداد القاهرة للتعاون مع جوبا للعب دور وساطة مع الأشقاء في السودان وصولاً إلى الهدنة والتفاوض.
وقال الرئيس المصري: “نجري اتصالات مستمرة مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من أجل حثهما وتشجيعهما على وقف النار وحقن دماء السودانيين، وصولًا إلى تفاوض يؤدي إلى استعادة الاستقرار.”
سبب التواجد العسكري المصري في السودان
نوه الرئيس المصري بإجراء اتصالات مكثفة من أجل “التأكيد على أمن وسلامة قواتنا الموجودة في السودان”، موضحًا أن القوات المصرية كانت موجودة طبقا لبروتوكول تدريب مشترك مع السودان، “لا لدعم طرف ضد طرف”.
وقال إن مصر كانت دائمًا حريصة في سياستها الخارجية، خلال السنوات الماضية، أن تكون عنصرًا متوازنًا ومعتدلًا، وشدد على أن ما يحدث في السودان شأن داخلي، ولا ينبغي التدخل فيه، حتى لا يحدث تأجيج للسودان والمنطقة.
مائدة الحوار بين الأشقاء في السودان
عبر الرئيس المصري عن استعداده لطرح الوساطة أو لعب دور إيجابي لتهدئة الموقف واستعادة الأمن والسلام والاستقرار بين الفرقاء في السودان أو غيرها.
وأوضح أن مصر تواصلت خلال الأيام القليلة الماضية مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مضيفًا: “وجهنا نداء للجلوس إلى مائدة الحوار بين الأشقاء في السودان، سواء كان الجيش أو قوات الدعم السريع”، مشددًا على أنه ليس من مصلحة السودان الاقتتال الداخلي بين الفرقاء.
اقرأ أيضًا| مصر والسعودية تبحثان مستجدات الأزمة في السودان
تحركات الرئيس السيسي
تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًّا من جوتيريش. وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن مستجدات الأوضاع في السودان.
وناشدت مصر وجنوب السودان الأطراف السودانية “تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي”، خلال اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي ونظيره، سلفا كير. وصرح المتحدث الرئاسي المصري بأن الاتصال تناول التباحث بشأن مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الثلاث، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.
أجرى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اتصالات هاتفية عدة، يوم الاثنين، مع نظراء له من العرب والأفارقة والأوروبيين، بشأن التطورات التي يشهدها السودان.
ووفق تقرير لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أجرى شكري اتصالًا هاتفيًّا مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، إن الاتصال “جاء للتشاور وتبادل التقديرات بشأن تطورات الأزمة، واتفق الجانبان على ضرورة بذل كلّ الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها”.
وشدد شكري، خلال الاتصال، على أن الرسائل المصرية للطرفين السودانيَّين تشدد على أهمية تغليب الحكمة، والاستماع لصوت العقل بما يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار، يسهم في حقن دماء الشعب السوداني، والحفاظ على مقدراته. واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام المقبلة، لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها.
إعادة السودان إلى المسار السياسي السلمي
تلقى وزير الخارجية المصري اتصالًا آخر، مساء الاثنين، من نظيرته الفرنسية، كاترين كولونا، للتشاور وتبادل التقييم بشأن التطورات الجارية في السودان، وشدد الاتصال على أهمية امتناع أي طرف خارجي عن التدخل في هذا النزاع بنحو يفاقم من حدته، وبما يسهم في استعادة السودان أمنه واستقراره في أقرب وقت.
وأعربت كولونا، خلال الاتصال، عن قلق بلادها العميق نتيجة المواجهات العسكرية في السودان، وتأثيرها المتفاقم في أرواح وسلامة المدنيين، واتفق الجانبان على ضرورة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، وحلّ الخلافات بين أطراف النزاع من خلال المفاوضات، بما يحقن دماء الشعب السوداني، ويعيد البلاد إلى المسار السياسي السلمي.
اقرأ أيضًا: مصر تدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في السودان
وحرص شكري على إحاطة نظيرته الفرنسية بالجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف النزاع الجاري، بما في ذلك نتائج وتوصيات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الأخير.
التعامل مع النزاع في السودان على أنه شأن داخلي
أجرى وزير الخارجية المصري اتصالين هاتفيين، الاثنين، مع وزير خارجية جمهورية جيبوتي، محمود علي يوسف، والقائم بأعمال وزير خارجية جنوب السودان، دينج داو، وجاء الاتصالين في إطار عضوية البلدين في الوفد الرئاسي المقرر إيفاده إلى السودان من منظمة “إيجاد” للوساطة.
وشدد شكري على أهمية التعامل مع النزاع الجاري باعتباره شأنًا داخليًّا، مع النأي عن التدخل فيه بصورة تفاقم من حدة النزاع، وهو ما أكده المسؤولان الجيبوتي والجنوب سوداني، وأشار أيضًا إلى ضرورة تكامل جميع الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها، والتركيز على التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مبرزاً الجهود التي تضطلع بها الجامعة العربية في هذا الشأن.
اتصالات الاتحاد الأوروبي
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن الوزير سامح شكري تلقى اتصالًا هاتفيًّا، مساء السبت الماضي، من المنسق الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، للتشاور والتنسيق بشأن التطورات الجارية في السودان.
وقال السفير أحمد أبوزيد إن وزير الخارجية حرص على اطلاع المسؤول الأوروبي على الجهود التي تبذلها مصر منذ بداية اندلاع الأزمة لوقف العنف الدائر، ودعوتها لجميع الأطراف لضبط النفس ووضع حد للمواجهات المسلحة، حقنا للدماء وحفاظا على مقدرات الشعب السوداني.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1491844