تحدث الدبلوماسي الروسي السابق ورئيس جمعية الصداقة الروسية العربية فيتشسلاف ماتوزوف، عن الحرب الروسية الأوكرانية، بعد مرور عام على اندلاعها.
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تتجدد مخاوف من مواجهة مفتوحة بين موسكو وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومع مرور عام على الحرب، توطدت خلاله العلاقات بين موسكو وطهران، وبرزت مجموعة فاجنر الروسية العسكرية الخاصة، أجرت شبكة رؤية الإخبارية حوارًا مع الدبلوماسي الروسي السابق ورئيس جمعية الصداقة العربية الروسية، فيتشسلاف ماتوزوف.
دبلوماسي روسي سابق لـ«رؤية»: موسكو تواجه الناتو .. والميدان سيحسم الحرب
هل روسيا تحارب أوكرانيا فقط؟
وصف ماتوزوف الروايات الغربية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية بأنها مختلفة بنحو جوهري عن نظيرتها الروسية، وقال إن روسيا تعتبر أن هذه الحرب ليست مع أوكرانيا فقط، ولكنها أيضًا مع الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف ماتوزوف أن روسيا تخوض هذه الحرب لإحباط خطط أمريكا والناتو للتوسع بالقرب من الحدود الروسية، وتكرار السيناريو اليوغوسلافي في موسكو، مشيرًا أن 24 فبراير 2022 هو اليوم الذي أفسد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلك الخطط، على حد وصفه.
دبلوماسي روسي سابق لـ”رؤية”: روسيا تحارب الناتو والولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا.. والحرب ستنتهي بالميدان
ما فرص الاتفاق السلمي بين روسيا وأوكرانيا؟
تطرق ماتوزوف إلى إمكانية انتهاء الحرب عبر التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، وقال إن المواقف الحالية للمفوضية الأوروبية والناتو لا تُبشر بالوصول إلى حل وسط مع الجانب الروسي.
وشدد الدبلوماسي الروسي السابق على أن هذه الحرب سيحسمها ميدان المعركة لا طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى أن “موسكو مستعدة لهذا الاختيار، ولا مجال لديها للحلول السياسية في الوقت الحالي، لأن خسارة الحرب تعني تهديدًا لكيان الدولة الروسية وللرئيس بوتين”.
ومن جهة أخرى، أشار ماتوزوف إلى أن خسارة أوكرانيا للحرب، وهي تتلقى دعمًا عسكريًّا ولوجيستيًّا من الناتو والولايات المتحدة، سيتسبب في خسائر للرئيس الأمريكي وحزبه الديمقراطي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل.
دبلوماسي روسي سابق لـ”رؤية”: روسيا تحارب الناتو والولايات المتحدة بالوكالة في أوكرانيا.. والحرب ستنتهي بالميدان
لماذا توطدت العلاقات بين روسيا وإيران؟
ردًّا على سؤال عما إذا كان تحسن العلاقات بين موسكو وطهران سيؤثر في العلاقات الروسية الخليجية، قال ماتوزوف إن روسيا لم توطد علاقاتها مع إيران فقط، لكن مع عدد من الدول الأخرى، في الشرق الأوسط والخليج.
ووصف ماتوزوف ما يفعله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، لتوطيد علاقات روسيا بالدول عمومًا، وخاصة خلال هذه الفترة، بأنه “ليس بالأمر السهل”، مشيرًا إلى أنه يحقق المصالح المشتركة بين روسيا ونظرائها.
هل تمثل فاجنر تهديدًا للدولة الروسية؟
قال ماتوزوف إن فكرة إنشاء شركات أمن خاصة مثل مجموعة فاجنر الروسية، هي فكرة أمريكية بالأساس، وليست روسية كما يزعم البعض، مشيرًا أن واشنطن كان لها السبق في هذا الأمر عن طريق إنشاء شركة “بلاك ووتر” التي تسميها الآن “أكاديمية”، وكان لها وجود في العراق وقت الغزو الأمريكي.
واعتبر ماتوزوف أن هذه الشركات ليست جيدة، في ظل إمكان أن تستخدمها جهات معينة للتدخل في الحياة السياسية لروسيا على سبيل المثال، أو لدول أخرى مستقلة، وهذا ينطبق على نشاط فاجنر في سوريا وبعض الدول بقارة إفريقيا.
ما مدى نجاح الاستعانة بمجموعات خاصة في الحرب؟
من ناحية أخرى، شدد الدبلوماسي الروسي السابق على الشركات الأمنية الخاصة، مثل فاجنر، أثبتت نجاحًا في مهامها القتالية، أكثر حتى من القوات النظامية في ساحات القتال الأوكرانية، مشيرًا إلى أن شركة الأمن الروسية تنسق الآن مع الجيش الروسي بقدر أكبر مما سبق.
وقال ماتوزوف: “أثبتت الشركات الأمنية الخاصة أنها مفيدة في الحرب بالوكالة في أوكرانيا”، منوها بأن الناتو أيضًا يستعين بمرتزقة من بولندا والولايات المتحدة وإسرائيل لدعم الجيش الأوكراني”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1438124