دحلان لـ المجلس المركزي: أسوأ ما قد يصدر عنكم هو تفويض فرد أو أفراد بصياغة لاحقة لقراراتكم

دعاء عبدالنبي

رؤية

أبو ظبي – وجه القيادي والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، رسالة إلى أعضاء المجلس المركزي المجتمعين اليوم في رام الله.

وطالب دحلان بالرسالة، اليوم الأحد، بضرورة تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل الى حين اعترافها بدولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى الانضمام الى كافة المواثيق والمنظمات والعهود الدولية وبصورة ملزمة لقيادة السلطة والمنظمة .

وحذر القيادي أن أسوأ ما قد يصدر عن اجتماع المركزي هو تفويض فرد أو أفراد بصياغة لاحقة لقراراتكم، ولعلكم بعضكم أو جميعكم تذكرون مصير قرارات دورتكم عام 2015، متسائلا ما الذي تحقق منها، أو لم تتحول إرادتكم إلى حبر على ورق؟ فهل ستقبلون ذلك على كرامتكم مرة أخرى؟

ونص الرسالة كما وصلت أمد:

الإخوة حضور اجتماع المجاس المركزي الفلسطيني في رام الله 

تحية طيبة وبعد 

تقفون اليوم أمام مسؤولية تاريخية حساسة وخطيرة تتطلب نكران المصالح والذات، والارتقاء بمداخلاتكم ومخرجات اجتماعكم إلى مستوى ما ينتظره شعبنا الفلسطيني في كل مكان، وعليكم خاصة أن تتذكروا بأن ما يمنحكم الشرعية الحقيقة ليس حضور هذا الإجتماع الملتبس من حيث المكان والزمان وضعف التمثيل الوطني الفلسطيني المعبر، بل ما ستعبرون عنه وتصممون على تحويله إلى قرارات فورية صريحة وواضحة، وبلغة مفهومة وشفافة لا تحتمل المماطلة والتسويف والإرجاء على ذمة ما سيأتي، وبصورة أوضح لا ينبغي ولا يجوز لكم تفويض قراراتكم وإرادتكم للجان صياغة وإقرار مستقبلية قد تخضع لإرادة فرد أو أفراد، وشعبنا سوف لن ينسى مواقفكم وقراراتكم المرجوة في هذه الدورة الفاصلة.

الأخوات والإخوة الأعزاء

ليس منا من لا يعترف بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لقضيتنا وشعبنا في كل مكان على الرغم مما يسودها من عوار وتهالك وتغييب وضعف التمثيل، لكن ذلك لا يعني قبول ما يصدر عنها من قرارات تكتيكية أو إستراتيجية دون مقارنتها ومطابقتها للمصالح والأهداف الوطنية العليا، فهناك فارق كبير بين المنظمة ككيان ينبغي أن يكون موحدا وجامعا ومعبرا عن كل أطياف الشعب الفلسطيني، وبين قيادة هامشية تخضع لإرادة وقناعات وإملاءات ومصالح ومزاجية شخص واحد، ولقد أثبتت الأسابيع التالية لإعلان ترامب حول القدس أن هذه القيادة لازالت تناور وتراوح في مربع الغموض، وتستمر في أداء أدوار أمنية وسياسية وإعلامية يشوبها الكثير من الشبهات، وتبعث بالكثير من الرسائل المتناقضة، فهي تتحدث عن غلق كل القنوات مع تل أبيب وواشنطن، وفي الوقت ذاته تعلن عن تواصل التنسيق الأمني والتواصل السياسي مع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، ولا أحد منكم يستطيع إنكار ذلك، أو عدم معرفته بالوقائع.

إخوتي

بداية أنتم جميعا تعلمون بأن الواجب كان يقضي عقد اجتماع مفصلي للإطار القيادي المتفق عليه، وهذا الإطار ليس بدعة أو اختراعا طارئا على تاريخنا، ففي الزمن الوحدوي، زمن أبو عمار، كان ذلك يسمى اجتماع قادة الفصائل والتنظيمات والشخصيات الفلسطينية، وهو ما أعتاد عليه العمل الوطني الفلسطيني على مدى عقود، ولو كانت قيادة السلطة راغبة في جمع الشمل الوطني، فقد كان أحرى بها توجيه تلك الدعوة لرص الصفوف ونزع الذرائع، لكنها أبت ذلك وهو ما قد يعمق الانقسام ويضعف من قوة قراراتكم، وللأسف البعض يفكر كيف يأكل الثور الأبيض، ليتمكن لاحقا من الثور الأسود!

ها أنتم على أرض الوطن، وفي الزمان والمكان وبالحضور الذي حدد لكم مسبقا، لكن لا أحد يستطيع أو ينبغي له أن يسلب إرادتكم، إلا من أراد صاغرا تسليم إرادته ومواقفه لغير فلسطين.

كما أنكم لا تلتئمون اليوم من أجل بحث ما قد يأتي، بل للتصدي لما هو قائم وحاصل، كما أنكم لا تحتاجون لمن يُذكركم بقرار ترامب وقرارات الكنيست الإسرائيلي بضم ما يقرب من 42% من أراضي الضفة الغربية، ولا تحتاجون أيضا لمن يشرح لكم ما سمي بـ”صفقة القرن” بعد أن تكشفت وأنفضحت بنودها وحيثياتها علنا رغم كل محاولات بعض الأفراد التستر عليها منذ شباط فبراير 2017.

وتجتمعون أيضا في ظل قرارات إسرائيلية متواصلة بضم الأراضي وبناء مستوطنات جديدة، وتوسيع مستوطنات قائمة أصلا، وكل ذلك في ظل ورحاب التنسيق الأمني المتدفق والمناقض لكل قرارتكم السابقة بعد أن حولت قادة أجهزة السلطة الأمنية إلى حراس إسرائيل الجدد .

وطبعا لا يخفى على أحد منكم مآسي وويلات الإنقسام الوطني، والأنكى من ذلك كيفية توظيف قيادة السلطة حجة والانقسام لمعاقبة 2 مليون فلسطيني، هم أهلكم وعرضكم وعزوتكم، بحرمانهم من حقوقهم الإنسانية المشروعة في النور والماء والطعام والعلاج، وفي الوقت نفسه وبكل صفاقة يتباكى البعض الجالس بينكم مدينا نوايا ترامب قطع المساعدات عن الأونروا، أرجوكم اسألوا أنفسكم، واسألوا أولئك الأفراد كيف يستقيم هذا مع ذاك، وهل عرف سجلنا الوطني مثل هذا النوع من الحقد والعقوبات الجماعية القاتلة بحق شعبنا، بحق غزة، شعلة الثورة وديمومتها؟

إخوتي 

أسوأ ما قد يصدر عنكم هو تفويض فرد أو أفراد بصياغة لاحقة لقراراتكم، ولعلكم بعضكم أو جميعكم تذكرون مصير قرارات دورتكم عام 2015، واسألوا أنفسكم ما الذي تحقق منها، أولم تتحول إرادتكم إلى حبر على ورق؟

فهل ستقبلون ذلك على كرامتكم مرة أخرى؟

ومن أجل ماذا ؟

إنها إخوتي لحظة عزة وكرامة، لحظة ستصبح جزء أصيلا من تاريخ كل فرد منكم، لحظة لا ينبغي فيها التسليم لرنة المفردات والخطابة، بل إلزام من يلزم بدقة القرارات والمفردات، والأهم من ذلك إلزامية تنفيذها بتوقيتات وأجندة زمنية محددة وقاطعة، ونظرة واحدة إلى بيان اللجنة التنفيذية الصادر أمس ينبغي لها أن تكون كافية ومقنعة لكم بعدم جواز إبطاء وإرجاء القرارات المنتظرة والحاسمة، وأراها في ضوء الإجماع الوطني على النحو التالي:

أولا: إلزام قيادة السلطة والمنظمة بإنهاء الانقسام الفلسطيني فورا، وخاصة رفع عقوبات العار المفروضة على أهلكم وأعراضكم بقطاع غزة.

ثانيا: إعلان قيام دولة فلسطين على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كاملة غير منقوصة فورا، وإلغاء كل ما يتعارض أو يعيق ذلك، ودعوة دول العالم وفي مقدمتهم الأشقاء والأصدقاء إلى الاعتراف بذلك.

ثالثا: تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل الى حين اعترافها بدولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

رابعاً: الانضمام إلى كافة المواثيق والمنظمات والعهود الدولية وبصورة ملزمة لقيادة السلطة والمنظمة.

خامسًا: إعلان أسرانا الأبطال أسرى لحربنا الوطنية المقدسة وتقديم كل ما يلزم لأسرهم وعائلاتهم بعيدا عن الابتزاز الإسرائيلي الأمريكي.

سادساً: تحديد جدول زمني ملزم لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وطنية شاملة ومتزامنة وبما لا يتعدى شهر يوليو/ تموز القادم لإنقاذ ما تبقى من شرعية الأطر القيادية الفلسطينية.

إخوتي 

نعم أنتم لا تمثلون الكل الفلسطيني، لكن اليوم يومكم، ومن أراد منكم فلسطين، فسيجد مكانه ومكانته معززا مكرما مرفوع الرأس ناصع الجبين، ومن أراد نفسه أو انصاع محكوما لإرادة فرد أو أفراد قد يدفعون لمزيد التسويف والتزييف والانحراف عن المسار، فسيجد نفسه ومكانته حيث لا يشرف ولا يتشرف، وإني لأتمنى أن أراكم كرماء أعزاء، تتقدمون صفوف النضال والشعب.
إنها لثورة حتى النصر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربما يعجبك أيضا