دراسات تكشف عن خطر يهدد عقول مصابي كورونا

محمد الجرزاوي
مصابي كورونا

أُحيط وباء كورونا بالكثير من الغموض حول نشأته، وطالته شائعات كثيرة حول أن نشره كان عملاً متعمداً في إطار حرب بيولوجية عالمية أو جشع اقتصادي يستهدف توليد تجارة لقاحات بمليارات الدولارات، بحسب بلومبرج، يوم الجمعة 13 سبتمبر 2024.

ويُعد الأمر الأكثر غموضاً هو التداعيات الاجتماعية والاقتصادية على العالم و الصحية على الإنسان، وهو ما يتكشف شيئاً فشيئاً مع الإعلان عن نتائج البحوث، إذ تشير واحدة من أحدث الدراسات إلى أن عقول مصابي كورونا السابقين في خطر.

التأثيرات المبكرة

يتضح أن العديد من التأثيرات المبكرة والأكثر إثارة للقلق الناجمة عن وباء كوفيد تتعلق بالدماغ، بما في ذلك فقدان حاسة الشم والتفكير البطيء والصداع والهذيان والسكتات الدماغية.

ويعترف الباحثون بعد مرور أكثر من 4 أعوام من بدء تفشي وباء كورونا، بالتأثيرات الهائلة التي يمكن أن يحدثها كوفيد على صحة الدماغ، حيث يعاني ملايين الناجين من الإصابة من مشكلات مستمرة من بينها الضباب الدماغي والاكتئاب وبطء الإدراك.

ويشعر العلماء بالقلق من أن هذه الأعراض قد تكون علامات مبكرة على زيادة مقبلة في الإصابة بحالات الخرف وغيرها من الحالات العقلية، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد العبء الاجتماعي والاقتصادي والصحي الناجم عن الوباء.

نتائج الدراسات

أعلن باحثون بريطانيون خلال 2021، عن نتائج أولية لدراسة قارنت بين مسح للدماغ تم قبل وبعد بدء وباء كورونا.

واكتشفوا علامات تلف وشيخوخة متسارعة في الدماغ، لا سيما في المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم، حتى في المرضى الذين عانوا من حالات خفيفة من الإصابة بمرض كوفيد قبل شهور فقط.

كيف يؤثر كوفيد-19 على الدماغ؟

أظهرت الأبحاث أن العجز الإدراكي المرتبط بكوفيد يمكن أن يستمر لسنوات، لا سيما عند كبار السن، وأولئك الذين عانوا من حالات إصابة أكثر شدة.

وأظهرت دراسة على كبار السن دخلوا المستشفى خلال أول موجة لمرض كوفيد في الصين أنه بعد مرور عامين ونصف، أُصيب 40% منهم بضعف في الإدراك، بالمقارنة مع 14% فقط من أزواجهم غير المصابين.

وكشفت دراسة بريطانية خلال 2024 شملت أشخاصاً دخلوا المستشفى لتلقي علاج كوفيد عن تدهور كبير في الأعراض النفسية والإدراكية بعد ثلاث سنوات من خروجهم عانى نصف المرضى من اكتئاب يتراوح من معتدل إلى شديد، وعاني رُبعهم من تدهور إدراكي شديد، وفقد واحد من كل تسعة أشخاص في الوظائف العقلية ما يعادل انخفاضاً قدره 30 نقطة على مقياس الذكاء، حيث تُعتبر درجة 100 المتوسط العام.

ربما يعجبك أيضا