دراسة: أعقاب السجائر تسرب آلاف السموم القاتلة إلى البيئة

بسام عباس
أعقاب السجائر

كشفت دراسة حديثة عن أن أعقاب السجائر أحد أبرز أشكال القمامة في العالم، تسرب آلاف السموم والألياف البلاستيكية السامة، مطالبةً بحظرها تمامًا.


تسرب أعقاب السجائر آلاف السموم والألياف البلاستيكية المميتة إلى البيئة المحيطة، ما يجعلها أخطر النفايات على الصحة والبيئة.

وأفاد باحثون من جامعة جوتنبرج السويدية بأن أعقاب السجائر تتسبب في وفيات أكثر 20% من الكائنات المائية، وكشفت هذه الدراسة الأخيرة عن أن الألياف الدقيقة والمواد الكيميائية المتسربة من مرشحات السجائر سامة لليرقات المائية.

خطر على الكائنات المائية

أوضح موقع Study Finds العلمي أن مؤلفو الدراسة اختبروا تأثير السموم الموجودة في مرشحات السجائر بعد التدخين، وكذلك المواد الإضافية الموجودة في المرشحات منذ البداية، على يرقات البعوض المائي، ووجدوا أن السموم رفعت معدل الوفيات بنسبة أعلى 20% بين يرقات البعوض.

وأضاف، في تقرير نشره أمس الخميس 4 مايو 2013، أن الأبحاث السابقة كشفت عن أن السموم الموجودة في هذه المرشحات قد تكون ضارة بالعديد من الكائنات المائية الأخرى، مثل الأسماك التي يمكن أن تموت إذا تعرضت لمستويات من السموم تعادل عقبي سيجارين فقط في لتر واحد من الماء على مدار 4 أيام.

نفايات خطرة

قالت أستاذة علم السموم البيئية في جامعة جوتنبرج، بيثاني كارني ألمروث، إن المرشحات مليئة بآلاف المواد الكيميائية السامة والألياف البلاستيكية الدقيقة، وليس مجرد قطعة بلاستيكية يرميها المدخن على الأرض، إنها نفايات خطرة.

وأضافت المؤلفة الأولى للدراسة أن مرشحات السجائر مصدر رئيس للمواد البلاستيكية الدقيقة، التي تشق طريقها إلى بيئتنا، ما يعود بتأثير سلبي كبير في الحياة البيولوجية، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي صنّف مرشحات السجائر على أنها نفايات خطرة.

تريليونات الأعقاب سنويًّا

أوضحت الدراسة أن كميات هائلة من أعقاب السجائر تتراكم سنويًّا لتبلغ 4.5 تريليون عقب سيجارة على مستوى العالم، ولا يصل 65% من هذه الأعقاب مطلقًا إلى سلة المهملات. وتحتوي أعقاب السجائر المُدخنة على نحو 7 آلاف مادة كيميائية مختلفة، وتحتوي المرشحات غير المستخدمة على نحو 4 آلاف مادة كيميائية سامة.

وأضافت أن كل مرشح يحتوي على نحو 15 ألفًا من الألياف البلاستيكية الدقيقة، ويقدر العلماء ما مجموعه 300 ألف طن من الألياف البلاستيكية تتسرب إلى البيئة سنويًّا بسبب أعقاب السجائر. وكشفت الدراسات عن أن المرشحات نفسها يمكن أن تشكل خطرًا على الصحة للمدخنين، بسبب استنشاقهم مكوناتها السامة.

ما فائدة الأعقاب للمدخنين؟

لاحظ مؤلفو الدراسة أن العديد من المدخنين في مدينة جوتنبرج السويدية، بل وفي جميع مدن العالم على حد سواء، يميلون لإلقاء أعقاب السجائر على الأرض، حتى مع وجود منافض السجائر في مكان قريب.

وأضافت الدراسة أنه لا يوجد سبب وجيه لكي تظل المرشحات مكونًا من مكونات السجائر، مشيرة إلى دراسات أخرى قالت إن أعقاب السجائر أكثر عناصر القمامة شيوعًا في العالم، وليست أكثر من حيلة تسويقية لا تفعل شيئًا يذكر لحماية المدخنين في الواقع.

ورغم أن بعض الدراسات دعت إلى إجبار منتجو السجائر على دفع ثمن تنظيف أعقاب السجائر، فإن بيثاني ألمروث قالت إنه ليس بالنهج الصحيح، وخلصت إلى أنه يجب منع المشكلة في المقام الأول، بدلًا من التخلص منها لاحقًا.

ملايين الدولارات لتنظيفها

قالت البروفيسور كارني ألمروث إن تنظيف أعقاب السجائر يكلف خزينة البلاد ملايين الدولارات، ومع ذلك لا يمكن تطهير البيئة منها، لافتةً إلى أن فريق البحث يجري مسحًا للقمامة البلاستيكية في جميع أنحاء السويد، بمساعدة علم المجتمع، في ما أطلق عليه “تجربة البلاستيك”.

وأضافت أن فريق البحث يعمل مع أطفال المدارس وغيرهم للحصول على أرقام أفضل بشأن أماكن وأعداد أعقاب السجائر مع المرشحات الموجودة في البيئة، إضافة إلى المنتجات البلاستيكية الأخرى، التي تمثل مخاطر على البيئة.

اقرأ أيضًا| للمدخنين.. نصائح وخطوات لتقليل استهلاك السجائر

اقرأ أيضًا| الصحة المصرية: السجائر الإلكترونية لا تساعد في الإقلاع عن التدخين

ربما يعجبك أيضا